Sunday  31/10/2010 Issue 13912

الأحد 23 ذو القعدة 1431  العدد  13912

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

إلى رحمة الله يا أخي أبا بندر
خالد العيادة

 

رجوع

 

قد يشعر الإنسان بحزن عميق حتى في أيام الفرح. مرّ علينا هذا العيد وقد فقد طابع السعادة الذي كنا معتادين عليه؛ حيث كان في السابق يشاركنا فرحة العيد أخي محمد؛ فكنا نقضي يوم العيد في بيت المرحوم والدي ويشاركنا أقاربنا وجيراننا، وكان أبو بندر يضفي على جو العيد بهجة وسروراً بكلماته الطيبة وتعليقاته الطريفة التي افتقدناها في هذا العيد. كان - رحمه الله - محباً لإخوانه وأقاربه وأصدقائه وجيرانه، وكانت ابتسامته لا تفارق محياه. كان - رحمه الله - يحترم الكبير، ويعطف على الصغير وبمحبته الزائدة لكل من حوله ينهج منهج الأوفياء المحبين للغير.

كان أبو بندر يساعد بجاهه وماله كل من كان يحتاج إلى المساعدة. وكان ينفق مع وجوه الخير الكثير، ولا يعلم ما ينفقه إلا الله. وكان يحرص على أن يخفي ما يعمله تجاه من يحتاج إلى المساعدة. كان محبوباً لدى الجميع، وكان يشارك في الأفراح والأحزان، وإذا علم بمريض فإنه يزوره يومياً حتى يخرج من المستشفى، وإذا علم بوفاة أحد فإنه يذهب للعزاء يومياً حتى ينتهي العزاء. لقد كان - رحمه الله - مثالاً للأخلاق الحميدة التي تربى عليها منذ صغره حتى لقي ربه رحمه الله رحمة واسعة.

كان في عمله صادقاً، وكان محباً لعمله مجتهداً فيه، يعمل بإخلاص وتفانٍ، حتى في إجازته (الجمعة) لم يترك العمل حتى آخر أيام حياته، كان رحمه الله وفياً مع أصدقاء والديه؛ حيث كان يبرهم ويزورهم ويدعوهم إلى منزله تقديراً لذكرى والديه رحمهما الله. تعلمنا أنا وأخواتي منه الكثير، حيث كان يوجهنا دائماً إلى فعل الخير واحترام الآخرين والعطف على كل محتاج، رحمك الله يا أبا بندر وأسكنك فسيح جناته، ونسأل الله لك المغفرة والرحمة، وأن يجعل قبرك روضة من رياض الجنة، وعزائي لأبنائه ولإخواني وأخواتي ووالدتنا وإلى الأخ العزيز عبدالرحمن الجبرين رفيق دربه وصديقه منذ الطفولة، فلقد كان هو وأبو بندر رمزاً للوفاء في صداقتهما الطويلة، فكم من عين ذرفت دموعها لرحيلك يا أبا بندر.

ورغم إيماني الشديد بأن الحياة دار ممر لا دار مستقر إلا أنني شعرت بحزن عميق وبمصيبة كبيرة، ولا أقول إلا إنا لله وإنا إليه راجعون.

لقد كانت سيرة أبي بندر - رحمه الله - سيرة عطرة بين أصدقائه وأقاربه وإخوانه وجيرانه، وسوف يجني ثمرة سيرته الطيبة إن شاء الله ابناه بندر وسلمان.

ورحيله المر ذكرني قول الشاعر العربي:

تشيعك القلوب وأنت فيها

حبيباً طاهراً عفاً نقيا

رحلت وفي الحشا مليون جرح

على فراقك تدمي جانبيَّ

ولا أقول إلا اللهم أجزه عن الإحسان إحساناً وعن الإساءة عفواً وغفراناً، اللهم آنسه في وحدته وفي وحشته وفي غربته.

اللهم يمِّن كتابه ويسِّر حسابه وثقِّل بالحسنات ميزانه وثبِّت على الصراط أقدامه وأسكنه في أعلى الجنات.

اللهم اجعل عن يمينه نوراً حتى تبعثه آمناً مطمئناً في نور من نورك، اللهم أسكنه فسيح الجنان وارحمه برحمتك يا رحمن وارحمه رحمة تطمئن بها نفسه وتقر بها عينه.

 

رجوع

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة