Monday  01/11/2010 Issue 13913

الأثنين 24 ذو القعدة 1431  العدد  13913

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

           

منذ زمان والإنسان يحاول بشتى الطرق أن يُحسِّن حياته باحثاً عن أسباب آلامه وآهاته؛ ليضع حلاً لعقود طويلة من الصراعات عنيفة مع ألدّ أعداء الإنسان وهو المرض.

وكثيراً ما تحدَّث العلماء والأطباء عن مرض السرطان واضعين التصورات والتحليلات، باحثين بكل الوسائل عن حل ناجع ينهي هذا الوباء من الحياة.

المشكلة لا تزال موجودة، والسرطان حاضر وبقوة.. فلنترك كل ما قيل سابقاً، ولنبدأ معاً رحلة قصيرة تجعلنا ندرك أن السرطان مرض ككل الأمراض، ونتساءل:

كم مريضاً مصاباً بالسرطان عرفت بالسنوات العشر الماضية؟؟ كم من عائلتك أو أقربائك أو حتى أصدقائك ابتلي بهذا المرض؟..

فالأرقام تقول إن 11 ألف سعودي تسجل إصابتهم بالسرطان سنوياً، وإن 70 % يكتشفون ذلك في مراحل متقدمة من انتشار المرض، أي بعد أن يكون قد انتشر في الجسم؛ ما يُعقّد ويقلل من فرص الشفاء الكامل منه.

وإني من هذا المنبر أناشد الجهة المعنية بتطوير المناهج أن يكون هناك فصل في المناهج المدرسية, يُضَمّ إلى مادة العلوم أو حتى مادة مستقلة، يتناول أمراض العصر، وعلى رأسها مرض السرطان بمتخلف أنواعه، بطريقة علمية تربوية مختصرة يعرف من خلالها الطالب التعريفات الحقيقية للأمراض, تاريخها, أعراضها, فرص العلاج منها وما توصل إليه الطب في أساليب العلاج، وطبعاً كيفية الوقاية منها؛ حتى إذا أُصيب أحد أقارب أو أحباء الطالب أو حتى الطالب نفسه - لا قدر الله - يكون لديه خلفية جيدة عن المرض تكون بمثابة مخزون يستفيد منه في كيفية التعامل مع المرض وأهمية مراعاة الجانب الغذائي والنفسي، وذلك هو الأهم.

في الولايات المتحدة مثلاً أعلن العديد من نجوم السينما والمجتمع إصابتهم بالمرض، وبذلوا جهداً جباراً في تعريف المجتمع به, من خلال محاضرات ملهمة, أو حفلات للتبرع, ومقابلات تلفزيونية تحدثوا من خلالها عن تجاربهم مع المرض وكيفية التغلب عليه وعن الخوف والصدمة التي صاحبت خبر اكتشافه, بل إن البعض منهم سخَّر وقته لكتابة حكايته وصراعه مع المرض وأهمية العزيمة والإرادة والإيمان في عملية الشفاء التي تغذيها بلا شك رغبة الإنسان في البقاء رغم الألم والوجع.

هؤلاء النجوم سخّروا مالهم وأوقاتهم وحكاياتهم من أجل زرع بذور الوعي والمعرفة في تراب أوطانهم، وبذلك ساعدوا الكثيرين وغمروهم بالقوة والصمود.

من أجمل ما قرأت قصة آرثر أشي لاعب التنس الفائز ببطولة ويمبلدون الشهيرة، الذي أُصيب بالسرطان وشارف على الموت، وكانت تصله رسائل من محبيه ومشجعيه من كل أنحاء العالم، وكان يرد عليها جميعاً، وكانت إحدى الرسائل تحمل السؤال الآتي: لماذا اختارك الله من دون البشر لهذا المرض؟! فأجاب: في العالم أكثر من خمسمائة مليون طفل يلعبون التنس، من بينهم خمسة ملايين تعلموا كيف يلعبون التنس بصورة صحيحة، من بينهم 500 ألف احترفوا لعب التنس، من بينهم 50 ألفاً شاركوا في منافسات دولية، من بينهم خمسة آلاف شاركوا في منافسة ال(قراند سلام Grand slam)، خمسون منهم فقط وصلوا إلى ويمبلدون، أربعة منهم وصلوا إلى نصف النهائي، واثنان وصلا إلى النهائي، فاز واحد بالكأس، وكان هذا أنا الواحد الذي حمل الكأس من بينهم جميعاً.. لم أسأل نفسي عندها لماذا أنا؟! واليوم وأنا على فراش المرض ليس علي كذلك أن أسأل: لماذا أنا؟! لماذا ليس غيري؟

للأسف ما زال الوعي معدوماً والخوف سيد الموقف, وما برحت الجهود بالتوعية أو حتى العلاج مبعثرة؛ فعلى الرغم من ارتفاع نسبة الإصابة إلا أننا لم نجد مركزاً متخصصاً بالعلاج والأبحاث سوى واحد أو اثنين بأطباء محدودين يتابعون 30 حالة يومياً, كما أن عملية التشخيص تعتبر لطخة تشوه وجه الطب لدينا؛ فكم من حالة - يا تُرى - لم يتم تشخيصها بشكل سريع بل استغرقت شهوراً طويلة بمرض لا يرحم, وكم من إصابة شُخّصت بشكل خاطئ؛ فلا أنسى قصة أحد المواطنين الذي شخص الأطباء إصابته بالسرطان فبدأ بتعاطي جرعات من العلاج الكيماوي على مدى سنة من حياته ثم شد رحاله إلى الولايات المتحدة حين لم يشعر بتحسن؛ فكانت الصدمة والصاعقة حين نفوا إصابته فكانت مهمتهم في تلك الحالة إخراج العلاج الكيماوي الذي تغلغل في خلاياه!

أمامنا طريق طويل وشاق للتقدم والتطور في هذا المجال على مستوى الطب والعلاج والوعي تحديداً، الذي أدعو وزارة التربية والتعليم ووجهاء ونجوم المجتمع إلى أن يتحملوا جزءاً من مسؤوليته.. المهمة صعبة، نعم، ولكن النتائج تستحق المحاولة؛ فلنبدأ اليوم كلٌ من موقعه؛ فلا ندري ماذا تحمل لنا الأيام، أليس كذلك؟

نبض الضمير:

(اجتماع السواعد يبني الوطن, واجتماع القلوب يخفف المحن).

 

ربيع الكلمة
السرطان = الموت!
لبنى الخميس

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة