Monday  01/11/2010 Issue 13913

الأثنين 24 ذو القعدة 1431  العدد  13913

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الريـاضيـة

           

لعل الكثير يجهل من هو مانويل جوزيه المدرب البرتغالي.. البالغ من العمر الخامسة والستين.. فجوزيه مصاب بهوس الذات والنرجسية المطلقة.. ودلائلها تبدو عليه بجلاء ودون عناء.. وأيضاً يتصنع الشجاعة.. وهي منه براء.. مهووس بنفسه.. يستجدي كلمات الإطراء.. خاصة عن شجاعته وجسارته وقوة شخصيته.. بينما الحقيقة غير ذلك.. فهو يتصنع الشجاعة والإقدام وهو دون ذلك.

أقول لكم قصة عنه.. لكي تعرفوا من هو.. حيث كان يرى في نفسه مدرب زمانه.. وزمان غيره.. ففي عام 2002 م طلب مطلباً مضحكاً من اتحاد بلاده.. وهو أن يدرب المنتخب البرتغالي.. فتجاهله اتحاد الكرة البرتغالي لأنه الأعرف بهذا الرجل.. ويعلم أنه لو درب المنتخب البرتغالي لدمر المنتخب.. كما كان مدرباً فاشلاً في عدة فرق برتغاليه أشهرها بنفيكا وسبروتنج لشبونة كأكبر الفرق التي دربها ولم يحقق لها أية نجاحات تذكر.. وهو أيضاً ليس له تاريخ في أوروبا على الإطلاق.. فقد كان ولا يزال يغار من المدربين البرتغال الذين تستقطبهم الأندية الأوربية.. حيث لم يجد نادياً أوروبياً واحداً يطلب وده.. إلى أن ذهب لتدريب النادي الأهلي المصري.. والكل يعلم أن لاعبي الأهلي يمثلون مركز الثقل في المنتخب المصري.. وهو أيضاً متصدر الدوري من مواسم عديدة مديدة.. ويحصل عادة على البطولات الإفريقية دون كبير عناء.. وعندما دربهم جوزيه أعتقد أنه أتى بما لم تأت به الأوائل.. ولم يعلم أن أي مدرب آخر كان سيحقق مع الأهلي المصري أكثر مما حقق جوزيه بكثير.

نعود لحكاية جوزيه.. فعندما لم يأبه به أحد في البرتغال وكان يطمع في تدريب المنتخب.. قامت قيامته عند التعاقد في نفس العام مع المدرب البرازيلي الكبير لويس فليب سكولاري.. وأخذ يتحدث للإعلام عن سكولاري وسلبياته.. ووصفه بالمدمر للكرة البرتغالية.. ولكن نجاحات سكولاري أصابته في مقتل.. فأخذ يشن الحملات تلو الحملات على المنتخب البرتغالي وعلى المدرب لويس فليب سكولاري.. بينما سكولاري نفسه لا يعلم عنه شيئاً.. وبعد انقضاء أربعة مواسم من النجاح الذي حققه سكولاري مع المنتخب البرتغالي.. تم تمديد عقده من قبل الاتحاد البرتغالي لعامين آخرين وحتى نهاية 2008.. وكانت ضربة قاصمة الظهر لغرور هذا المدرب.

تم إفهام جوزيه من قبل الاتحاد البرتغالي رسمياً أن تشويشه حول المنتخب البرتغالي ومدربه الفذ لا يعطيه الأحقية في تدريب المنتخب حتى بعد مغادرة سكولاري للبرتغال فهناك مدربون برتغاليون أمثال جوزيه مورينهو هم الأجدر بتدريب المنتخب البرتغالي في حال رحل سكولاري.

صاحب التصريح الخبيث لا يعرف بأننا تعلمنا هنا في المملكة العربية السعودية.. ونحن أطفال.. أن حب الوطن من الإيمان.. وحب وطننا راسخ رسوخ جبال السروات وأجا وسلمى في قلوبنا.. فالوطنية يا سيد جوزيه جذورها متعمقة في وجدان كل سعودي.. بل هي عميقة عمق المحيطات.. تمد الغرائز والعواطف والأفئدة بالدفء والطمأنينة.

هذا ولا شك أن هناك أوقاتاً تمر في حياة الشعوب يكون فيها نوع من الاسترخاء.. فيرى المعتوهون ومن في قلوبهم مرض.. أن هؤلاء القوم طيبون أكثر من اللازم.. ولنقولها بصراحة وصدق أن الطيبة تفسر لدى فئات ممسوخة من فئة جوزيه بأنها سذاجة وتخلف.

هذه الحالة.. كم وكم من مشوشي العقول والفكر والسلوك.. تتولد لديهم رغبة مرضية في شق صفوف هؤلاء السعوديين الطيبين.. وبالأحرى في الإساءة لهذه البلاد بطريقة أو أخرى.. فهناك من حارب.. وهناك من غزا جارنا وأراد غزونا.. وهناك من خرب وأرهب.. وهناك من دفع الأموال لهز وحدة الصف التي تقوم عليها بلادنا.. وهناك من أسمانا إقليمي نجد والحجاز فرددنا عليهم بقول الدكتور غازي القصيبي -رحمه الله وغفر له-:

أجل نحن الحجاز ونحن نجدُ

هنا مجدٌ لنا وهناك مجدُ

ونحنُ جزيرة العُرْبِ افتداها

ويفديها غطارفةٌ وأُسْدُ

نحن يا سيد جوزيه نعشق ثرى هذا الوطن.. نعم نعشق ثراه وترابه ونهيم فيه وجداً وحباً.. ليس كمثله حب.. وعشقاً ليس مثله عشق.. وهيام ووجد.. سواء كان ثرى شرورة أم عرعر.. أو كان من ساحل الخليج العربي أم على ساحل البحر الأحمر.. ثرى وطننا وترابه الذي نعشقه يا سيد جوزيه أيا كان مكانه على أرض المملكة العربية السعودية.. في جدة أو في الرياض.. في أبها أو في الأحساء.. فهو لدينا ثرى مقدس.. ثرى له قدسيته.. ندافع عنه ونرويه بدمائنا رخيصة في سبيل الله ثم الوطن والمليك.. لأنه ذلك الثرى يمثل حضارتنا الضاربة في أعماق التاريخ.. التاريخ البعيد.. بل والموغل في القدم والتقادم.. عندنا يا سيد جوزيه من لا يحب ثرى هذه الأرض المباركة.. نعتبره متلاشياً ومنتهياً.. فالذي لا يحب وطنه كله.. لا يمكنه أن يحب شيئاً آخر حتى نفسه.. هذه قاعدة.. وهذا مبدأ.. نستمده من ديننا الإسلامي الحنيف.

المدرب البرتغالي مانويل جوزيه.. أراد أن يشق وحدة الصفوف بتصريحه الساذج بأن حكام كرة القدم يحابون أندية الرياض على بقية أندية المملكة.. علماً أن الحكام يراعون ناديه ويجاملونه أكثر من أي ناد آخر في المملكة.. ضربات جزاء عياناً بياناً وجهاراً نهاراً.. تحدث على الاتحاد في مباريات كثيرة.. مثل مباريات الرائد والتعاون والقادسية والوحدة لا تحتسب.. فماذا تريد أكثر من هذا يا جوزيه.

تستلم يا جوزيه راتباً ضخماً.. ولا تدفع ريالاً واحداً لضرائب.. أو غيرها كما هو الحال في بلادك.. وكما كنت في مصر الشقيقة.. والسؤال الأهم ماذا عملت لنادي الاتحاد؟!!.. وهل تعتقد أن جماهير العميد مقتنعة بك أو باللاعبين البرتغاليين الذين أتيت بهم؟!! وأين شباب النادي والإحلال العناصر الشابة في الفريق؟!!.. ولم نرَ الاتحاد متدهوراً بهذا الشكل إلا في عهدك.

يا سيد جوزيه.. يظهر جلياً أن من قال لك هذا الكلام.. قد غشك وغش آخرين قبلك.. وأجزم يقيناً أن من أوصل لك تلك المعلومات الكاذبة.. ليس سعودياً وإنما مغرض وحاقد ومريض.. فقد استغل صغر عقلك.. وعجزك عن الفهم السليم.

نحن يا سيد جوزيه.. نشفق عليك من هذه الوحشة التي تدمر بها ذاتك.. فالطموح والوصول إلى المجد ليس باستغفال الآخرين.. وبالابتزاز الرخيص لاتحاد الكرة والحكام.. الذي تظن أنه يمكن أن يمرر وتكون نتائجه إيجابية عليك أكثر مما أنت حاصل عليه من دلال ومجاملات.

نبضات !!

شخصية اتحادية كبيرة وداعمة.. ورجل له مكانة كبيرة في نادي الاتحاد.. تناقشت معه حول الموضوع فقال لي: جوزيه يريد أن يرحل.. لذا فهو يريد أن يكون بطلاً موهوماً.. حين يطرد كما طرد زناتا وكوزمين من قبله.. فليس على رأسه ريشه.

تسويق عقدة الاضطهاد.. وتصديرها حتى في خارج المملكة.. من أطراف أهلاوية مستصلحة.. وإيهام الجميع في الداخل والخارج بأن الأهلي مستهدف من جهات مجهولة أو معلومة.. وإسقاط سلبيات إدارية وفنية وعناصرية على تلك الجهات.. لهو أمر خطير.. والأخطر هو الهروب من النقد الذاتي الهادف.. ومحاولة تضليل وتأليب الجماهير الأهلاوية.. والظهور بمظهر الضعف والعجز وقلة الحيلة.. اعملوا مثل ما تعمل الأندية الكبيرة والذي لا يأكل بيده لا يشبع!!

قلبي ينفطر ألماً وكمداً على جماهير الأهلي.. وأقول لهم.. هناك رب واحد أدعوه لخلاصكم وخلاص ناديكم.. فهو سميع عليم بصير.

 

من القلب
يا سيد جوزيه.. كان غيرك أشطر !!
صالح رضا

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة