Tuesday  02/11/2010 Issue 13914

الثلاثاء 25 ذو القعدة 1431  العدد  13914

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

           

استضاف الإعلامي المعروف داود الشريان في برنامجه الأسبوعي المتميز «واجه الصحافة» مساء يوم الجمعة قبل الماضي 15-11-1431هـ أربعة من الباحثين المهتمين والأطباء المبرزين والخبراء المختصين بعلاج مرض السرطان في المملكة، وذلك من أجل مدارسة ومطارحة « جهود مكافحة السرطان في السعودية»، والحلقة في نظري كانت مليئة بالأوجاع والهموم ولم تنقصها الصراحة والشفافية والوضوح، ومما قيل فيها:

السرطان في المملكة أصبح مرضاً مخيفاً ونسبة زيادة المصابين فيه 10% سنوياً مقارنة بما هو عالمياً 2%، والأسباب...!!؟.

70% من الحالات تصل إلى المراكز المتخصصة والمرض في مراحله المتقدمة « المرحلة الثالثة فأعلى» بسبب البيروقراطية الإدارية والنظام الصحي الذي يجعل الحالة المرضية لا تصل إلى الطبيب المختص إلى بعد خمسة أو ستة أشهر، ولذا حالات الوفاة بسبب السرطان مرتفعة في السعودية بشكل كبير!!؟.

لا يوجد أرقام دقيقة بعدد المصابين بهذا المرض وإن كان السجل الوطني يصدر إحصائياته السنوية منذ عام 1994م وذلك بسبب إما أن البعض لا يستطيعون الوصول للمراكز المتخصصة التي تتمركز في العاصمة الرياض!؟، أو أن هناك خطأ في التشخيص، أو أن البعض يلجأ للعلاج الشعبي «الطب البديل»، وهناك كثير من سكان الشمال يعالجون في الأردن لصعوبة التنقل و...!!؟

لا يوجد في المملكة مركز شامل ومتكامل بالمعايير الطبية الأمريكية!!؟، وهنا أتعجب شخصياً من عدم التعريج - ولو بمجرد إشارة خاطفة ونبذة مختصرة - على مركز الملك فهد الوطني لأورام الأطفال والأبحاث والذي أسسه رجل الأعمال المعروف الدكتور ناصر الرشيد قبل ما يقارب ربع قرن أو يزيد ثم سلمه للتخصصي المشغل الرئيس لهذا المركز الهام والمشرف على جميع مرافقه وأنشطته المختلفة، فهو كما يعرف الجميع تأسس على غرار مستشفى سينت جود لأبحاث الأطفال بممفيس بولاية تينيسي في الولايات المتحدة الأمريكية، وخلف ميلاده قصة سبق وأن أوردتها في مناسبة سابقة، وقد جاء في موقع التخصصي ونشراتها التعريفية أن هذا المركز هو الأول من نوعه بمنطقة الشرق الأوسط والثاني عالمياً، وإن كان الأول عالمياً من الناحية الاستيعابية ف»سينت جود» 48 سريراً، ومركز الملك فهد بعد التوسعة المعروفة فقز من 40 سريراً إلى 69 وكل سرير عبارة عن وحدة علاجية مركزية، وعلى فكرة تكلفة سرير مريض السرطان تفوق بكثير تكلفة غيره من المرضى، وهذا يعني أن مثل هذا المركز الضخم قد يوازي مستشفى لا تقل أسرته عن 700 إلى 800 سرير فضلاً عن أن أسرة العناية الفائقة في هذا المركز 10 أسرة وزراعة النخاع العظمي 16 سرير وهذه لها تكاليف إضافية مرتفعة جداً كما هو معروف، إضافة إلى أن المتبع في مثل هذه المراكز المتخصصة أن المريض يأتي للمركز ويأخذ الجرعات المركزة لمدة أسبوعين أو ثلاث ثم يخضع لبرنامج مكثف ومتخصص يتوجب عليه أن يكون قريباً من المركز ويحضر مرتين أو ثلاث أسبوعياً، وهذا يعني أن 500 طفلاً تقريباً ربما يكونون في ذات الوقت بحكم الخاضعين للعلاج في هذا المركز وملفاتهم الطبية مفتوحة بين يدي الطبيب المختص.

أشار ضيوف اللقاء إلى أننا نحتاج في المملكة إلى مركز وطني متخصص برسم الإستراتيجية الواضحة لخارطة الطريق سواء ما يتعلق بدراسة الأسباب ومنهجية الوقاية والعلاج، ويتابع ويضع المعايير ويقيم الأطباء ويمنح الرخص لمن تكتمل فيه مؤهلات العمل في هذا الميدان الطبي الحساس والخطير، وأضيف هنا إلى أننا بحاجة إلى التبرع بسخاء من قبل رجال المال والأعمال خاصة لمعالجة وتتبع هذا المرض، فمستشفى سينت جود أسسه ممثل لبناني عقد العزم إن هو نجح في حياته أن يقوم بعمل إنساني متميز وخالد فشيد هذا المستشفى ومنذ لحظة الميلاد وحتى اليوم وهو قائم على التبرعات إذ أنه يومياً يتحصل على ما متوسطه مليون دولار تقريباً ومجموع ميزانيته 360 مليون دولار كلها من التبرعات، وصناديق جمع التبرعات تجدها في كل زاوية وعلى باب كثير من محلات ومتاجر الولاية، وكنت أظن وأتمنى أن ظني يصبح يقيناً أن زيارة معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز خوجه الأخيرة لمركز الملك فهد الوطني لأورام الأطفال بالرياض يوم الأربعاء قبل الماضي 12-11 تلبية لدعوة رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بالرياض الشيخ عبد الرحمن الجريسي بداية حقيقية للتعاون بين الإعلام والمال من أجل أطفال السرطان، كما أنني أتطلع أن تكون هذه الزيارة باكورة زيارات متتابعة لمثل هذا المعلم الصحي الهام من قبل المسئولين وأهل الخير وممن عرف عنهم المسحة الإنسانية الراقية ومن ثم تسليط الضوء على برامجه المختلفة وتوسيع دائرة المستفيدين من خدماته لتشمل الخليج بل ليصبح مركزاً عالمياً يقدم خدماته للمحتاج أينما كان ومن أي طبقة هو وإلى لقاء والسلام.

 

الحبر الأخضر
مركز الملك فهد الوطني لأورام الأطفال والأبحاث
د. عثمان بن صالح العامر

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة