Wednesday  03/11/2010 Issue 13915

الاربعاء 26 ذو القعدة 1431  العدد  13915

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الاقتصادية

           

اعترفت شركات الطيران الألمانية بوجود ثغرات أمنية، أدت إلى وصول الطرود الملغومة بسهولة إلى عواصم الدول الغربية، ولولا المعلومات الاستخباراتية التي قدمتها الجهات الأمنية السعودية لنظيراتها الغربية لنجح تنظيم القاعدة في تنفيذ عمليات إرهابية عدة في أماكن متفرقة من العالم الغربي.

اتخذت ألمانيا قراراً بوقف حركة الشحن الجوي مع اليمن، وربما لحقت بها دول غربية أخرى. الأمر لن يتوقف عند قطاع الشحن بل سيتعداه إلى الرحلات الجوية وهو ما قد يكبد شركات الطيران خسائر فادحة، إضافة إلى تأثيراته السلبية على حركة التجارة العالمية ونقل المسافرين. وزير المواصلات الألماني «بيتر رامزاور» علق على خلفية الإجراءات الاحترازية بقوله: «لن نستقبل منذ الآن أي طرد أو بريد جوي من اليمن مرسل إلى ألمانيا، وسوف يعمم هذا الإجراء على كل الشركات العاملة في مجال النقل والشحن والبريد بين ألمانيا واليمن». وزيرة الداخلية البرياطانية «تيريزا ماي» أعلنت أن بريطانيا ستراجع التدابير الأمنية المعتمدة في الشحن الجوي.

الإجراءات الوقائية المتخذة قد تحقق تقدماً في ردع عمليات الإرهاب إلا أنها لن تنجح في القضاء عليها بالكلية، خاصة وأن الجماعات الإرهابية أصبحت تمتلك وسائل شتى للوصول إلى أهدافها من الداخل، دون الحاجة لاستخدام وسائل الشحن والتنقل بين العواصم المستهدفة؛ إضافة إلى ذلك فتكلفة الإجراءات الوقائية باتت مرتفعة جداً، خلاف ما تتسبب به من خسائر اقتصادية.

معاقبة اليمن، والتضييق عليه تجارياً، بسبب الطرود الملغومة لن يحقق هدف الحماية للدول الغربية، بل ربما ساعد في إضعافه وتمكين تنظيم القاعدة منه، خاصة وأن تلك الطرود مرت بسهولة في مطارات غربية تمتلك أحدث التقنيات الأمنية، والكوادر البشرية المدربة. فاليمن يفتقر للتقنية الأمنية المُكلفة التي تعينه على توفير الحماية اللازمة لمنافذه الجوية ولشركات الطيران. تكلفة برامج مكافحة الإرهاب، وتأمين التقنية المتقدمة كأجهزة الكشف المستخدمة في المطارات العالمية، وتجهيز فرق مكافحة الإرهاب، وتوفير الجاهزية الأمنية تحتاج إلى ميزانيات ضخمة لا يمكن لدولة مُثقلة بمشكلاتها الأمنية، وهموها الاقتصادية، من توفيرها، وإن اجتهدت، وإذا ما أضيف إلى تلك المشكلات الفقر والتداعيات الأمنية يُصبح الأمر أكثر تعقيداً، وصعوبة. وعلى النقيض من ذلك نجد أن تكلفة تنفيذ العمليات الإرهابية لا تحتاج إلا إلى مبالغ محدودة جداً يمكن توفيرها بسهولة. فعلى سبيل المثال بلغت تكلفة عملية (الإرهاب السائل) الموجهة لتفجير نحو 10 طائرات متجهة من لندن إلى مطارات مختلفة بالولايات المتحدة الأميركية، والتي كشفتها فرقة مكافحة الإرهاب البريطانية، 7 آلاف جنيه استرليني؛ أما عملية قطارات مدريد فقد كلفت الإرهابيين ما يقرب من خمسة عشر ألف دولار، في الوقت الذي لم تتجاوز فيه عملية قطارات لندن عشرة آلاف دولار وربما أقل من ذلك. عملية الطرود الملغومة لم تكلف الإرهابيين شيئاً يذكر، ويُعتقد أن تكلفتها الكلية لم تتجاوز 10 آلاف دولار، بما فيها تكلفة المساندة، وهو مبلغ زهيد إذا ما قُورِن بتكلفة عمليات المكافحة الطارئة، والعمليات الأمنية الدائمة وما نتج عنها من خسائر اقتصادية فادحة على الدول المنخرطة فيها.

ترك اليمن لمواجهة مشكلاته الاقتصادية، والأمنية هو ما ساعد تنظيم القاعدة على استباحة أراضيه وتحويلها إلى ملاذات آمنة، وقواعد إرهابيه تُدار من خلالها العمليات الإجرامية الموجهة إلى الداخل والخارج.

الرئيس الأمريكي باراك أوباما شكر الملك عبد الله بن عبدالعزيز على «الدور الحيوي» لسلطات مكافحة الإرهاب السعودية في كشف مؤامرة الطرود الناسفة وإحباط الهجمات الإرهابية، وتعهد في كلمة وجهها إلى الأمريكيين بالعمل على «تدمير تنظيم القاعدة في اليمن»، وهو تعهد شن من أجل تحقيقه الرئيس جورج بوش حروباً مدمرة دون أن يتحقق الهدف. ما زال أفراد من الجماعات المهددة لأمن المنطقة واستقرارها يمارسون أنشطتهم التحريضية، والعدائية بحرية تامة انطلاقاً من العواصم الغربية، وما زالت مواقع الإنترنت، التي تحتفظ أميركا بمفاتيحها العالمية، تعج بمواقع الإرهابيين الذين يستخدمونها لإدارة عملياتهم الخارجية، وربط خلاياهم المتفرقة حول العالم؛ ويتجاوز الأمر إلى استغلال تلك المواقع لتعليم المجرمين طرق صنع القنابل، ووسائل التفخيخ، والخطط الإرهابية. الحرب على الإرهاب يجب أن تبدأ من العواصم الغربية، قبل تمددها إلى العواصم العربية المتضررة. تكلفة برامج مكافحة الإرهاب الباهظة لن تقوى على تحملها دول فقيرة كاليمن، ما يفرض على الدول الغربية تقديم العون والمساعدة في الجانب التقني، الاستخباراتي، المالي، التخطيط الإستراتيجي، والتنموي، والتركيز على مواجهة الجماعات الإرهابية واستئصالها بدلاً من الضغط على الدول المتضررة من تلك الجماعات، وتحييدها تجارياً واقتصادياً وهو ما يؤدي إلى إضعافها، وتقديمها لقمة سائغة للجماعات الإرهابية..

.. العميل المزدوج ..

يجتهد العميل المزدوج في تقديم بعض المعلومات الاستخباراتية الصحيحة، وغير المضرة بوكالته، إلى الطرف المُستهدف، لكسب الثقة، ومن ثم تنفيذ عملياته الاستخباراتية بسهولة، وبعيداً عن الشبهات. أخشى أن يكون تنظيم القاعدة ممن أتقن هذه الخطط، وسعى إلى تنفيذها على أرض الواقع. غدر الإرهابي «عبدالله عسيري» يمكن أن يكشف عن جانب مهم من تفكير القاعدة وأسلوبها الإجرامي.

f.albuainain@hotmail.com
 

مجداف
العمليات الإرهابية بين تكلفة التنفيذ وبرامج المكافحة
فضل سعد البوعينين

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة