Wednesday  03/11/2010 Issue 13915

الاربعاء 26 ذو القعدة 1431  العدد  13915

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الاقتصادية

           

ذكر ألفين وهايدي توفلر في كتابهما «الثروة واقتصاد المعرفة» الذي ترجمته جامعة الملك سعود أن الثروة هي كل ملكية فردية أو مشتركة لها فائدة بتوفيرها شكلا من أشكال العيش الكريم أو إمكانية استبدالها بشكل آخر من أشكال الثروة، وقالا أيضا إن الثروة بنت الرغبة، والرغبة قد تعكس أي شيء بدءا بحاجة ملحة وانتهاء برغبة عرضية.

آلة تحفيز الرغبة وتوليد المزيد من الرغبات هي «الإعلان» وهي آلة برع الغرب في استخدامها فحفز رغبات ليست من الحاجات الضرورية وولد رغبات لم تكن تخطر على بال ونمت وتولدت إثر ذلك أسواق ضخمة لقطاعات أو مجالات في قطاعات لم تكن في يوم من الأيام منتجاتها أو خدماتها تشكل رغبات لدى السواد الأعظم من الناس حتى أصبحت تشكل نسبا عالية في إجمالي الناتج المحلي لكثير من الدول، ولاشك أن قطاع المعرفة أكبر شاهد على ذلك إضافة لمجال طب التجميل الذي أصبح من أكبر مجالات القطاع الصحي ربحية.

في بلادنا نعاني من تحد رئيسي مقلق لنا جمعيا وهو إيجاد بدائل اقتصادية للبترول الذي ننعم بإيراداته الكبيرة التي حققت لنا العيش الكريم الكسول لكوننا نحصل على كل ما نريد دون تعب في حين غيرنا يفكر ويعمل وينتج ليصل إلى ما وصل إليه متناسيا الماضي المؤلم والمستقبل الذي قد يكون مظلم ما لم نستثمر هذه الإيرادات الكبيرة في تنويع القاعدة الإنتاجية الاقتصادية والتي أصبحت رغبة حكومية وشعبية كبيرة بالاعتماد على إنتاج العقول النامية لا الحقول الناضبة.

الرغبة بتنويع القاعدة الإنتاجية الاقتصادية لم تتحول إلى واقع ملموس مقنع لنا جمعيا حكومة وشعبا وبحسب اعتقادي يعود ذلك لضعف أو عدم وجود بعض أدوات التنمية الفاعلة التي يمكن أن تكون محركات قوية قادرة لتحويل رغبتنا هذه رغم ضرورتها إلى واقع ملموس يرفع عنا القلق ويؤصل في أنفسنا الثقة والطمأنينة بقدراتنا من جهة وبمستقبلنا من جهة أخرى.

والحل لهذه المعضلة حسب رؤيتي بيد النخب الوطنية كأفراد، سواء كانت نخب سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو ثقافية، وأقول كأفراد لأني على علم بأن القادة الذين يحدثون التغيير هم أفراد يتبنون الأفكار ويطورنها ثم يؤسسون لها مؤسسات حكومية أو ربحية أو مجتمع مدني أو يستثمرون ما هو قائم ومناسب منها لاحتضانها وتنفيذها حتى تصبح واقعا، ولكن من يولد الرغبة لدى النخب لتبني الأفكار التي تساهم في تنويع القاعدة الإنتاجية الاقتصادية ومؤسساتها؟

أعتقد أن النخب السعودية وبما تلمسه من واقع اقتصادي غير مستدام لا يتناسب والنهضة التي تنعم بها بلادنا ومما تراه من خلال التواصل مع الحضارات الغربية والأسيوية المتقدمة وما تطلع عليه من خلال وسائل الإعلام ستتولد لديها الرغبة لتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة وقد تكون هذه الرغبة متولدة حاليا بدرجات متفاوتة لدى هذه النخب ولكن وبكل تأكيد نحن نعاني من ندرة المراكز القادرة على جمع الأدمغة المتميزة والمتفردة مثل مراكز الفكر الإستراتيجي التي أصبحت أحد أهم الأدوات الحالية في تحويل الرؤى إلى واقع، وبالتالي فإنني أتوقع أن تنهض مجاميع من النخب السعودية لتأسيس مثل هذه المراكز المتخصصة في عدة مجالات التي تشكل مصانع لصناعة الفكر والقرار يعتمد عليها متخذي القرار في اتخاذ قرارات رشيدة عالية الكفاءة تؤدي في مجملها لتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة غايتنا جميعا

alakil@hotmail.com
 

النخب وخلق الرغبة المطورة لأدوات التنمية
د. عقيل محمد العقيل

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة