Wednesday  03/11/2010 Issue 13915

الاربعاء 26 ذو القعدة 1431  العدد  13915

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

           

مِنْ أسوأ العادات التي قد يقع فيها الإنسان.. هو التدخين.. فهو آفة ضارة مهلكة، وسلوك خاطئ يجلب للشخص.. الأمراض والآثام والأضرار، ويؤثر على كل شيء فيه.

ومتى وقع الإنسان أسير هذه العادة الضارة.. دخل في قائمة طويلة من المشكلات والضيق والتعب والنكد.. وهيَّأ جسمه لاستقبال الأمراض.

والمُدخِّن.. دوماً قلق متوتر سواء دخَّن أو حِيل بينه وبين التدخين.. ولهذا.. فالتدخين يُحوِّلك من إنسان سوي إلى شخص آخر.. فوق ما يجرُّه لك من مشكلات أخرى.

ومشكلتنا.. رغم ما يتمتع به مجتمعنا من تقاليد أصيلة وعادات وأعراف في منتهى المثالية.. إلا أننا من أكثر شعوب العالم تدخيناً.. وفي مقدمتنا «حريمنا».

الإحصائيات تقول ذلك.. والأرقام تفجعنا.

تذهب إلى المدارس فتجد طلاب الثانوي والمتوسط يشفطون السجائر بشراهة.. وكأنهم يغتنمون الفرصة التي لن تتكرر.

وهكذا عندما تذهب إلى الجامعة.. تجد المشكلة نفسها.. شباب يشفطون السجائر بنَهَم.. يُشعل السيجارة من الأخرى.. مغتنماً فرصة الراحة ليُدخن أكبر قدر ممكن من السجائر.

وحقيقة.. لا أدري سر انتشار التدخين بين الطلاب في المراحل كافة بهذا الشكل المزعج..

وهكذا عالم الاستراحات والمخيمات وملاحق المنازل.. هي مكان آخر للتجمع واستقطاب المدخنين وتعليم التدخين لغير المدخنين.. ومَنْ جالس «التتانين».. صار «تتاناً»!!

تبدأ الاستراحة بعشرة أعضاء.. اثنان منهم مدخنان.. وبعد سنة.. يصبح العشرة كلهم مدخنين.. بل تتحول الاستراحة إلى محل لتدخين الشيشة والمعسَّل..

وحتى الشخص الذي عافاه الله من التدخين.. يقع في ما هو أسوأ.. وهو التدخين السلبي القاتل..

تزور هذه الاستراحات فتسمع «سُعال» البعض من مسافة بعيدة.. ذلك أن «صدور» هؤلاء قد احترقت واهترت من ذلك الكم الهائل من الدخان «المنوَّع» الذي دخل صدورهم.. وتجد شراب «الكحة» بكميات كبيرة موزعاً في كل مكان وكأنهم يجهلون السبب.

وعندما تجلس بينهم.. يحشرك الدخان.. وتتمنى لو أن بوسعك أن «تتلطم» أو لو أنك أحضرت معك كمامة لمواجهة هذا الدخان المتصاعد وكأنك خلف «شكمانات دْيَانا» أو «أسوزو.. ديزل».

هناك مشكلة كبرى لغير المدخنين.. وهي التدخين السلبي.. وهو كما يقول الخبراء.. أشدّ خطراً وأشدّ فتكاً.. ومزعج ومهلك.. ومع ذلك.. نحن نقع تحت طائلته ونستهين به.. مع أنه قد ينخر في أجسادنا ونحن لا نشعر.

يجب ألاَّ نجامل في مسألة التدخين السلبي.. بل يجب أن نعلن رفضنا القاطع له بصوت مسموع.. خصوصاً إذا كانت الجلسة مطولة.. يجب ألاَّ نجامل على حساب صحتنا.

نحن نعرف.. أنه وإلى ما يقرب من سنوات ليست بعيدة.. كان التدخين عيباً كبيراً.. وكان المُدخِّن يتوارى ويُدخِّن بسرية وخفاء.. حتى أنك لا تعرف أكثر المدخنين.. أو كما يسمونهم «التتانين».

واليوم.. أصبح الكل ينفخ السجائر في كل مكان.. بل ويتفنَّن في نفخ الدخان ودون خجل.

صحيح أن هناك محاصرة للتدخين عن طريق منعه في عدد من الجهات والقطاعات والأماكن ولكن.. ما زال -مع الأسف- موجوداً.. بل وبانتشار ملفت للنظر.

مطلوب «هبَّة» كبرى شاملة ضد التدخين.

مطلوب محاربته بقوة.. في مشروع شامل كبير.. يشارك فيه عدد من القطاعات.. بل ويمكن إشراك الجميع بعد إعلان حالة الحرب على التدخين.

 

مستعجل
مطلوب حملة شاملة على التدخين
عبد الرحمن السماري

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة