Wednesday  03/11/2010 Issue 13915

الاربعاء 26 ذو القعدة 1431  العدد  13915

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الأخيــرة

           

لست من المقتنعين بمقارنة أوضاعنا في المملكة العربية السعودية بأوضاع غيرنا لكي أتقبل الواقع كما هو بدون الطموح والتطلع والنقاش في إمكانات تحسين هذا الوضع والتقدم إلى الأمام. أوضاعنا في كثير من الأمور، بل في أكثر الأمور، وربما في كل الأمور أفضل من أوضاع مواطني الدول المجاورة، لكن ذلك لا يلغي شرعية الطموح لطلب الأفضل واللائق وليس مدعاة لتناسي النواقص الظاهرة في بعض أوضاع المواطنين في مملكتنا الحبيبة، وذلك لسببين على الأقل: الأول هو أن إمكاناتنا المادية بالنسبة إلى عدد السكان تجعل المطالبة بأوضاع أفضل نظرة أكثر من منطقية، بل وتقدم خدمة ضرورية للاستقرار الوطني. السكوت عن ذلك قد يكون سببه في وارد آخر، إما النفاق أو الاكتفاء الشخصي بجودة الوضع الخاص وعدم الاهتمام بالوضع العام الذي يشمل الوطن والمواطنين كلهم. السبب الثاني هو أن هذا الوطن قارة شاسعة بينما عدد السكان لا يتعدى سكان مدينة واحدة من إحدى الحواضر الكبرى في العالم مثل القاهرة أو نيو مكسيكو أو طوكيو أو شنغهاي، وهنا بيت القصيد لأن الموضوع الذي أتحدث فيه يتعلق بسكان بلا مساكن.

لعلكم لاحظتم أنني استعملت حتى الآن كلمة (السكان) وربما كان الأفضل أن أقول (المواطنين). كلمة سكان مشتقة من فعل سكن أي هدأ ووجد له سكناً أو مسكناً، أما كلمة المواطنين فمشتقة من وطن واستوطن، أي وجد له موطناً أو وطناً. بهذا المفهوم يعد كل مواطن يمتلك مسكناً واحداً من المواطنين ومن السكان أيضاً . أما المواطن الذي لا يمتلك سكنه الخاص فهو يعد من المواطنين فقط، لكنه ليس من السكان.

وبما أن نسبة المواطنين الذين يمتلكون سكناً, أي بيتاً يؤويهم ويمتلكونه لا يتعدى الثلث، فإنه يترتب على ذلك حسابياً أن نحو ثمانية ملايين سعودي هم مواطنون وسكان في الوقت نفسه. يبقى نحو ستة عشر مليون شخص مجرد مواطنين فقط لكنهم ليسوا سكاناً. إنهم بكل بساطة لا يملكون ما يسكنون فيه فلماذا نسميهم سكاناً؟ إنهم مواطنون، ومواطنون صالحون لكنهم ينتظرون على أحر من الجمر أن يصبحوا سكانا أيضاً ، فرج الله كربهم.

الأراضي متوافرة بمستوى قارة والمواطنون بالمقاييس العالمية لا يتعدون سكان مدينة عالمية كبرى والإمكانات المادية وافرة، والإرادة الأبوية ممثلة في الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - موجودة، وتحويل كل المواطنين إلى سكان ليس من مستحيلات الأحلام.

يبقى أولئك الذين يملكون الأراضي والإقطاعيات ويكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله ثم في سبيل الوطن. هؤلاء عليهم أن (يتلحلحوا) قليلاً ويساهموا في الحل قبل أن يدهمهم صراع الأجيال وفوضوية الدهماء والمحرومين.



 

إلى الأمام
سكان بلا مساكن؟
د. جاسر عبدالله الحربش

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة