Thursday  04/11/2010 Issue 13916

الخميس 27 ذو القعدة 1431  العدد  13916

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

           

المتابع للصحافة المحلية، والراصد للأحداث الداخلية، والقارئ في خارطة الوطن بتمعن وروية، يلحظ أن هناك حراكاً تطويرياً ملموساً سواءً في العدل أو القضاء أو التربية والتعليم أو الهيئات أو الصحة أو التعليم العالي و... وذلك من أجل الوفاء بمتطلبات الحياة الجديدة وإيقاعها السريع، ولمواكبة التغييرات الشاملة التي يمر بها العالم بأسره ومنها بلادنا المملكة العربية السعودية فنحن أردنا أم لم نرد جزء من هذا العالم الكبير والمعقد ولا بد لنا إن نحن رغبنا البقاء بل الصعود إلى عالم الأقوياء أن نتجدد ونجدد. نعم إن عدداً من الوزارات والإدارات والمؤسسات والهيئات الحكومية والخاصة في سباق مع الزمن من أجل التطوير وإعادة التأهيل وتجديد القدرات وبناء الطاقات والنهوض من جديد، لكن للأسف الشديد هناك أخطاء تقصم الظهر، كما أن هناك ارتجالية وتعجلا عند البعض، وقد تغيب الرؤية وتضيع الرسالة في وسط التنظير البعيد عن مجريات الواقع وملابسات الأحداث، ومن هذه المؤسسات التي تنشد التطوير مؤسسات عاجزة عن التنفيذ بالشكل الذي تم التوصل إليه من خلال جلسات العصف الذهني والتأطير السريع المفتقد للأسس العلمية الصحيحة والنتيجة الطبيعية هدر مالي كبير وتضييع للوقت والجهد دون فائدة تذكر!!.. والتدريب الفعلي الفعال والمدروس هو - في نظري - الوسيلة الصحيحة والطريق السليم لبناء لبنات التغيير الذي ننشده في إنسان الوطن خاصة مع من أنهى حياته العلمية وصار موظفاً في قطاعات الدولة المختلفة، ولذا لا بد أن يكون التركيز وبشكل مباشر من قبل مؤسسات القطاع العام في هذه المرحلة من مراحل التنمية والبناء على التدريب بمفهومه الواسع ودلالته الدقيقة، ولكن بعد أن تحدد الاحتياجات التدريبية على وجه الدقة، ويعرف الأشخاص الذين سيتجه لهم التدريب، وتعين المؤسسة التي نثق بقدرتها على تحقيق التغيير الذي نريد أن نراه ونلمسه واقعاً حياً في قطاعاتنا التنموية بعد انتهاء فترة التدريب، وهذا ما نفتقده في عدد من معاهدنا ومؤسساتنا التدريبية التجارية المحلية وللأسف الشديد!!.. من جهة ثانية فإن المعروف في دنيا الناس أنه كلما تقدم العمر الوظيفي وتعددت المهام وكثرت المسئوليات وكبرت المكانة، شعر هذا المسئول أو ذاك بأنه أكبر من حضور دورة أو الاستماع لمحاضرة أو الاستفادة من كتاب، ومعالي وزير التعليم العالي الأستاذ الدكتور خالد بن محمد العنقري بالتحاقه مع مديري الجامعات السعودية ببرنامج تدريبي مكثف، ضمن مشروع تطوير القيادات الأكاديمية في المملكة العربية السعودية نهاية هذا الأسبوع أراد أن يقول بلسان حاله لكل من حوله ومن معه إن من الواجب تخطي هذا الحاجز النفسي وتجاوز هذا الشعور الداخلي المتجذر في الذات العربية وللأسف الشديد!!، أراد أن يذكر بأن تنمية المهارات أهم في حياتنا الوظيفية اليوم من تحصيل المعرفة وكم المعلومات التي من السهل الوصول لها متى ما كان هذا الموظف يملك مهارة الوصول ويعرف الطريق الصحيح لعالم النت العجيب، أو أنه كان ممن يعرفون القراءة والكتابة ويتقن فن التواصل مع الآخر لغة وفكراً وعبارة.

أراد أن يبرهن على أن وزارة التعليم العالي سلكت في خطتها التطويرية خطين متوازيين فهي في الوقت الذي تؤهل منسوبيها الجدد بطريقة علمية رصينة وتختار الكفاءات المؤهلة بشكل دقيق في أغلب الأحيان تسعى جاهدة إلى تطوير وتنمية مهارات من هم على رأس العمل - سواء أكانوا قادة أو من أعضاء هيئة التدريس أو موظفين أو حتى من العاملين في الأمن والسلامة أو ما إلى ذلك - عن طريق التدريب المدروس والفعال، فها أنذا رغم كل الظروف والصعاب وتعدد المهام وكثرة المشاغل والارتباطات أجلس هنا في مكان قصي «ينبع» على مقعد المتلقي ملتحقاً بدورة تدريبية متخصصة ومن بعدي ومعي جميع القيادات الأكاديمية في جامعاتنا السعودية فضلاً عن معالي النائب ووكلاء الوزارة.

وحين يكون معالي الوزير هو أول من يشارك في حضور هذه الدورات التدريبية فلن يتخلف أحد بعده مهما كانت المبررات النفسية أو الاجتماعية أو الفكرية، إذ إنه بفعله هذا رسم الطريق وجعل من نفسه قدوة لغيره ممن ينتسبون لهذه الوزارة التي بصدق غيرت مفهوم التدريب من مجرد رحلات استجمامية كما كانت هي النظرة السائدة عند شريحة عريضة من موظفي الدولة إلى فرصة ذهبية للاستفادة الحقيقية مما عند الغير سواء أكان الهم الذي يشغل المتدرب تطوير الذات وتنمية المهارات لديه أو الرقي بالأداء والتجديد في العمل فشكراً معالي الوزير على هذا الدرس القيم من دروس التنمية والبناء. وإلى لقاء والسلام.

 

الحبر الأخضر
الوزير في دورة تدريبية!!
د. عثمان بن صالح العامر

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة