Thursday  04/11/2010 Issue 13916

الخميس 27 ذو القعدة 1431  العدد  13916

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

 

عميد كلية طب قصر العيني في مقعد السفير هشام ناظر
المناهج التعليمية الحالية تقتل الإبداع وتحد من القدرة على التفكير

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

القاهرة - سجى عارف

حذَّر الدكتور أحمد سامح فريد، عميد كلية طب قصر العيني، من مغبة تجاهل البحث العلمي في العالم العربي، مؤكداً أن صناعة العقول هي التحدي الأكبر الذي يواجه عالمنا العربي اليوم، مستعرضاً أهم المشكلات التي تعترض تلك الصناعة وإمكانات تجاوزها.

وقال الدكتور أحمد سامح فريد - في الجلسة الأسبوعية لمقعد معالي السفير هشام محي الدين ناظر سفير خادم الحرمين الشريفين بالقاهرة والتي كان عنوانها: (صناعة العقول في نهضة الأمم) -: «إن المتابع الحقيقي لما يجري في العالم يستطيع أن يرى أن العالم أصبح اليوم عالماً واحداً، وإذا لم نكن قادرين على الالتزام بقواعد اللعبة العالمية الحالية فإننا أمة إلى زوال»، مؤكداً أهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه النخبة المثقفة العربية للتصدي لهذا التحدي، لاسيما وأن هناك شباباً يعقد آمالاً كبيرة علينا، معتبراً أن عدم احتضان هؤلاء الشباب يعد جريمة في حق الأمة.

وأوضح أن العالم مر بمراحل عديدة، فبعد أن كانت الطاقة الطبيعية هي التي كانت تحرك العالم في القرن الماضي، جاء الاقتصاد ليتحكم بالعالم في القرن العشرين، شريطة أن يكون هذا الاقتصاد قابلاً للتحليل وأن تكون هناك آلية لقراءة توقعاته المستقبلية، محذراً من أن الحرب القادمة ستكون حرباً هادئة لن يكون فيها طلقات وتعتمد على الاقتصاد والمعرفة التي باتت الآن تتحكم في العالم بعد أن ظهر الاقتصاد القائم على المعلومات.

وقال: «إن المعرفة باتت السلاح الأساسي الذي يستطيع به أي قطب عالمي أو دولي أن يتحكم في العالم»، موضحاً أن المعرفة ليست غاية وإنما وسيلة، أما الغاية فهي السيطرة على مجتمع أو دولة أو العالم أجمع. وأشار إلى أن المرحلة الثانية في عملية صناعة العقول تتمثل في مرحلة «التعليم ما قبل الجامعي»، واصفاً هذه المرحلة بأنها مرحلة التعليم المهم جداً في حياة الطفل، موضحاً أن المشكلة الأساسية الموجودة لدينا في عملية صناعة العقول تتمثل في التعليم ما قبل الجامعي، لأنه يتضمن مدخلات تساهم بشكل خاطئ في تشكيل عقول أطفالنا ومنها الإعلام والموروثات الثقافية، داعياً إلى تطوير المناهج التعليمية في هذه المرحلة، لأن المناهج المعتمدة حالياً تقتل الإبداع عند الطفل وتحد من القدرة على التفكير.

وأوضح أن الغرب يتقدم لأنه يطلق حرية الإبداع في تلك المرحلة، مشيراً إلى أن أساس حرية الإبداع هي حرية الاختيار، وهي حرية غائبة عنا في مناهج التعليم، مما يؤثر على التعليم والديمقراطية معاً. وتطرق الدكتور أحمد سامح فريد إلى مجانية التعليم، مشيراً إلى أن تلك المجانية أدت إلى سلبيات عدة، ولكنه أكد أن مساوئ المجانية أفضل بكثير من اللا تعليم. وأشار عميد كلية طب قصر العيني إلى أن العالم انتقل من مرحلة التعليم إلى مرحلة التعلم، موضحاً أن التعلم يعني قدرة الإنسان على الوصول إلى المعلومة من خلال مصادر عدة، داعياً إلى التحرك من أجل الانتقال إلى تلك المرحلة لتقليل الفجوة بيننا وبين العالم الغربي المتقدم.

وتناول عميد كلية طب قصر العيني المرحلة الثالثة وهي مرحلة التعليم الجامعي، قائلاً: إن الجامعة ليست مجرد مؤسسة تعليمية، وإنما - كما قال طه حسين -: «الجامعة ليست مكاناً يتكون فيه المثقف فقط ولكنها المكان الذي يتكون فيه المثقف المتحضر الذي يكون مصدراً للثقافة».

وأكد أن الجامعة هي الآلية الأساسية لصناعة العقول، منتقداً الأوضاع المالية لجامعاتنا، وقال: «لن تقوم الجامعة بواجباتها لأن إمكانياتها متواضعة»، مشدداً في الوقت ذاته على ضرورة استقلال الجامعة واستقلال البحث العلمي، وأن يكون لأستاذ الجامعة الحرية المطلقة في وضع معايير ومقاييس الامتحانات.

وقال عميد كلية طب قصر العيني: إن الجامعات الآن تقاس بقدرات البحث العلمي لديها في أعضاء التدريس.

ورأى عميد كلية طب قصر العيني أن ثقافة البحث العلمي كانت غائبة ولكنها الآن أصبحت موجودة، مؤكداً أن الأمل لا يزال موجوداً، مشيراً في هذا السياق إلى الصين التي أسست 3 جامعات فقط كي تنافس الجامعات الأوروبية والأمريكية خلال عقد من الزمن، وهو ما تحقق بالفعل، مشيرا إلى أن المنهجية والتمويل والنوايا الصادقة هي الوسائل لتحقيق الغاية.

واستعرض الكاتب بعضاً من الملامح السلبية للبيئة التعليمية في منطقتنا العربية، كاشفا عن أن الجامعات العربية غير معروفة عالمياً ولا تحتل مواقع متقدمة في قوائم الجامعات العالمية، وقال: «إن جامعتنا غير مقروءة في العالم.. هناك معايير يمكن للعالم من خلالها قراءة الجامعات.. منها إنتاج البحث العلمي، وحجم استثمارات البحث العلمي ومعدل زيادتها، وقدرة الجامعة على جمع التبرعات، وامتلاك الجامعة لوقف خيري ينفق على العملية التعليمية».

وأكد عميد كلية طب قصر العيني أهمية التمويل بالنسبة للتعليم في عالمنا العربي، وقال: «هذه الأمة لن تنهض إلا إذا تعاملنا مع موضوع التمويل بجدية شديدة؛ لأنه هو الذي سيؤدي إلى النهضة في مواجهة خطر داهم». وحذر الدكتور أحمد سامح فريد من غياب ثقافة التعلم في العالم العربي، وقال: «كل شخص يريد وظيفة ولا يريد أن يتعلم.. البعثات يتم الإعلان عنها ولا أحد يتقدم إليها»، مؤكداً أن التمويل هو الذي يمكنه في هذه الحالة أن يحل المعادلة، وأن يدفع المواطنين إلى التعلم.

وقال: «التعليم الجيد يحتاج إلى تمويل جيد»، داعيا إلى نظام تكافل اجتماعي يحقق تلك المعادلة، مشيراً إلى أن التكافل الاجتماعي لتمويل التعليم موجود ولكن بشكل غير شرعي، معتبراً أن الدروس الخصوصية هي نوع من هذا التكافل غير الشرعي، فأموال الدروس الخصوصية المقدرة بنحو 16 مليون جنيه يمكن أن يتم توجيهها بشكل مباشر لدعم العملية التعليمية، ولكن غياب الثقة بين المواطن والمؤسسات التعليمية دفعه إلى اختراع طريق غير شرعي لتوجيهها، داعيا إلى استعادة الثقة بين المواطنين والمؤسسات التعليمية، من خلال إعادة تأهيل بعض المدارس والجامعات، وكذلك إعادة تأهيل الخريجين لسوق العمل.

 

رجوع

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة