Thursday  04/11/2010 Issue 13916

الخميس 27 ذو القعدة 1431  العدد  13916

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

شبح مخيف يهدد مستقبل أبنائنا (اسمه اللغة الإنجليزية)
بندر عبد الله السنيدي

رجوع

 

وصلني اتصال من أحد الزملاء العزيزين على قلبي وهو الأخ الأستاذ صالح الرعوجي المتعاون السابق في القناة السعودية الأولى؛ حيث سبق له التعاون مع القناة. من خلال اتصاله أفادني بان برنامج قهوة شباب الذي يذاع على قناة السعودية الأولى سوف يتطرق إلى تعلم اللغة الانجليزية في المملكة العربية السعودية من نواحي عدة؛ سواء في مجال التعليم أو في مجالات أخرى. وطلب مني أن أشارك في الموضوع من خلال الاتصال بالبرنامج بالتنسيق مع معد البرنامج الأستاذ محمد الشهري كل ذلك كوني عضو هيئة تدريس في الكلية التقنية بالرياض، وكذلك اهتمامي باللغة الانجليزية وهي مجال عملي وحيث إنني سبق وكتبت عن موضوع تعلم اللغة ومدى فائدتها في حصول الشباب على وظائف خصوصا في مجال الفندقة عبر جريدة الجزيرة. وبسبب عملي في الكلية وتأخري في الكلية لم يتسنَّ لي المشاركة حقيقة في تلك الحلقة. إلا أنني ومن خلال موقع القناة اطلعت على تلك الحلقة وشاهدتها واستفدت منها فيما يتعلق بتعليم اللغة الانجليزية خصوصا وقد قدمها الأخوان: إبراهيم الدوسري وزيد القحطاني. كذلك استضافة الدكتور غازي العتيبي عضو هيئة التدريس في جامعة الملك سعود كلية اللغات والترجمة. حيث أتحف الحلقة حقيقة بمعلومات مفيدة عن تعلم اللغة من جوانب عدة وطرح حلول وخطط لمن لديه رغبة في تعلم اللغة بالمقابل تحدث عما يعيق تعلم اللغة في المملكة العربية السعودية.

من خلال خبرة في تدريس اللغة الانجليزية تصل إلى ثماني سنوات أعتقد أن مستوى طلابنا في اللغة الانجليزية لا يصل إلى المستوى المأمول البتة. يا ترى ما هي المسببات؟!.

أول تلك الأشياء هو الخوف والرهبة من اللغة الانجليزية، وقد اعتدت أن أقول ذلك لطلابي في الكلية وقبله في المعهد الملكي الثانوي الصناعي في كل بداية فصل دراسي: هل تعلمون ما هو الدليل على الخوف والرهبة من اللغة الانجليزية. أو تصور صعوبتها وأنها مستحيلة التعلم. لقد تولد في مجتمعنا مرض ما يسمى صعوبة اللغة الانجليزية والدليل لو أن أحدا منا سأل كبيرا في السن أميا لا يقرأ ولا يكتب ما رأيك باللغة الانجليزية في تعلم اللغة الانجليزية سوف يرفع حاجبيه ويقول لك (يوه اللغة الانجليزية مبهدلة أولادنا في المدارس) على الرغم من انه كما ذكرت لا يقرأ ولا يكتب ولكن بسبب تفشي هذا الاعتقاد في المجتمع أصبحت اللغة الانجليزية صعبة إلى حد كبير. من المعلوم أن اللغة الانجليزية أصبحت لغة العصر الحديث فهي لغة الطب والعلوم بجميع أنواعه والهندسة والطيران والحاسوب أيضا الذي يعتبر في العصر الحديث الشيء المهم والذي لا يمكن الاستغناء عنه من قبل شرائح كثيرة في جميع المجتمعات الدولية. ونظرا لأهمية اللغة الانجليزية وجب على الجميع تعلمها. مما يساعد على إيجاد وسيلة تواصل مع الناس في كل دول العالم قاطبة خصوصا إذا ما عرفنا أن هنالك ما يقارب ألفا وثمانمائة مليون متحدث حول العالم يتحدثون اللغة الانجليزية. حيث إنها تمثل اللغة الأولى من ناحية عدد المتحدثين بها يليها الصينية ثم الهندية. وبالإضافة إلى انتشارها الكبير وأقصد اللغة الانجليزية في العالم بسبب التأثيرات العسكرية والاقتصادية والثقافية والعلمية والسياسية للإمبراطورية البريطانية ومن بعدها الولايات المتحدة الأمريكية.

تاريخيا، نشأت الإنجليزية من عدة لهجات، إجمالا أصبحت الآن يطلق عليها الانجليزية القديمة، والتي جلبت إلي بريطانيا العظمي من قبل المستوطنين الأنجلوسكسونيين في بداية القرن الخامس.

من هذا المنطلق وجب الإلمام بها كلغة أخرى.

أعود إلى محور حديثي عن اللغة الانجليزية وأسباب ضعف مستوى تعلمها لدينا في السعودية للأسف والحلول التي من الممكن أن تساعد في تعلمها. أول تلك الأسباب هو -في اعتقادي- أساس التعليم لهذه اللغة أي المقصود من كلامي المراحل الأولى لتعلم اللغة ولست هنا بصدد التحدث عن وجوب تدريسها في المراحل الابتدائية لان هنالك جدلا كبيرا في المجتمع السعودي فيما يتعلق بهذا الموضوع على الرغم من تطبيقه في المرحلة الأولية منذ وقت ليس بالبعيد، ولكن نتائجه لم تظهر على سطح الواقع إلى الآن. بل إن الموضوع يتعلق بطريقة تعليم اللغة الانجليزية من خلال تكثيف دروس اللغة وعدم التساهل في اجتياز الطالب إلا بعد أن يتقن ما هو مطلوب في المراحل الأولى من تعلم اللغة الانجليزية. أقصد التشديد على تعلم اللغة مما يجبر المتعلم على الحرص أكثر وبذل الجهد المضني الذي يساعد الطالب على ذلك. ولا يقتصر الموضوع فقط على الحصول على درجة فقط ويصبح الهم الأكبر للمتعلم هو النجاح مهما كان بطريقه صحيح أم لا، وتجاوز تلك المرحلة الدراسية بأي ثمن.

يا سادة يا كرام، يا مسؤولي التعليم لنترك التركيز على الكم، ولنهتم بالكيف في تعليم اللغة الانجليزية. يهمني خلال فصل أو سنة دراسية أن يتجاوز تلك المرحلة الطالب وهو ملم ولو بجزء بسيط من اللغة واقصد بالأساسيات. أما أن يكون هم الطالب والمعلم هو تخرج الطالب حتى ولو لم يكن ملما بأساسياتها فهو خطأ كبير في حق الطالب وحق المجتمع أيضا.

يتخرج الطالب ويواصل دراسته في مراحل متقدمة وهو غير ملم حتى بأهم الأشياء في مجال تعلم اللغة الانجليزية وهي كارثة كبيرة يعاني منها معلمو المراحل المتقدمة. على سبيل المثال، وقد يكون كلامي فيه نوع من القسوة ولكنها الحقيقة التي يجب أن نعرفها؛ لأن من أساسيات حلول المشكلة مهما كانت هو إدراك المشكلة بحذافيرها ودراستها من جوانب عدة. قد لا يصدق أحد أنني إذا ما قلت إنني اكتشف طلاب لدي لا يعرفون حتى كتابة الحروف الانجليزية بشقيها الكبيرة والصغيرة لأنه كما تعلمون اللغة الانجليزية لها نوعان من الحروف كبيرة (capital) وحروف صغيره (small) اعتبرها جريمة لا تغتفر في حق من سمح لذلك الطالب بتجاوز المراحل الأولى دون إلمام بأساسيات اللغة.

اعتدت مع بداية كل فصل دراسي أن اطلب من الطلاب أن يكتبوا لي الحروف في ورقة مع كتابة الاسم كنوع من تحديد المستوى لأتفاجأ بكارثة في مجال التعليم للأسف: هل يعقل لطالب أن يتجاوز مرحلة بداية دراسة اللغة بدون الإلمام بهذا الشيء؟!.. مستحيل.

من هنا، أوجه رسالة أيضا للمعلم، وهو بالدرجة الأولى يقع عليه العتب في مثل هذا الأمر لنسعَ دائما إلى تحبيب الطالب باللغة الانجليزية، ولنسعَ أيضا أن نكون أصدقاء للطالب لأنه لدي قناعة تامة أنه متى ما أحب الطالب الأستاذ أبدع في مادته مهما كانت كيف يكون ذلك في تعليم لغة أجنبية مثل اللغة الانجليزية. اكسر كل الحواجز بينك وبين الطالب وهيئ جواًً أخوياً بينك وبين الطالب ليرتاح والراحة تجاه الأستاذ مهمة للطالب لكي يعشق المادة بدوره يبدع فيها. اعتدت - وقد يكون الموضوع مهما ويلزم تطبيقه من قبل وأخص مدرسي اللغة الانجليزية- أن أجعل طلابي يعيشون جو الاستمتاع باللغة من خلال ترجمة أمثال على سبيل المثال (like fther like son) وهو ترجمة للمثل العربي المشهور (من شابه أباه فما ظلم، أو (الولد سر أبيه). من هذا المنطلق يتولد لدى الطالب محبة اللغة. كذلك ترجمة آيات وأحاديث من القرآن والسنة وليست ترجمة حرفيه بالنسبة للقرآن وإنما ترجمة معاني فقط؛ لأنه كما هو معلوم لا يجوز ترجمة الآيات وإنما ترجمة معاني وتفسير الآيات.

مثلا الآية في قوله تعالى {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ} في اللغة الانجليزية يقال (every soul should taste death). يتولد لدى الطالب حب للغة الانجليزية؛ حيث إنه من خلال ترجمة معنى الآية يتعرف الطالب على معاني الكلمات في تلك الترجمة. ويتولد وهو الأهم لدى الطالب كما ذكرت محبة للغة. جعل الطالب يحس بأهمية اللغة لا يقل أهمية عن ما ذكرته مسبقا.

محاضر لغة انجليزية الكلية التقنية بالرياض -

Vip931@hotmail.com
 

رجوع

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة