Friday  05/11/2010 Issue 13917

الجمعة 28 ذو القعدة 1431  العدد  13917

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

أفاق اسلامية

 

أشادوا بالمشروعات العملاقة لخدمة ضيوف الرحمن.. أكاديميون لـ(الجزيرة):
قطار الحرمين انطلاقة جديدة لانسياب حركة الحجيج في المشاعر المقدسة

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الرياض - خاص بـ«الجزيرة»

خدمة ضيوف الرحمن، والسهر على راحتهم، وتمكينهم من أداء المناسك بكل يسر وأمان وطمأنينة هدف أسمى للمملكة العربية السعودية، وقادتها وولاة أمرها منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه -، ولم يقف الجانب المالي أو البشري عائقاً أمام تقديم هذه الخدمات للحجاج والمعتمرين والزوار، بل سخرت هذين الجانبين وما يرتبط بهما لهذا الهدف الإسلامي المبارك، فنفذت المشروعات في الحرمين الشريفين، وفي منطقة المشاعر المقدسة منفقة في سبيل ذلك مئات المليارات من الريالات على مدار الأعوام الماضية لخدمة ضيوف الرحمن.

فلا يكاد ينتهي موسم حج إلا وتبدأ الأعمال في تنفيذ مشروعات أخرى لضيوف الرحمن لتكون شاهد عيان لمن يحج في السنة التالية على ما يبذل من جهود لصالح وفود الحجيج التي تصل إلى حوالي ثلاثة ملايين حاج وحاجة سنوياً، ومن أبرز المشروعات التي سيستفيد منها ضيوف الرحمن - بإذن الله - خلال موسم حج هذا العام 1431هـ (قطار المشاعر المقدسة)..عدد من الأكاديميين والأكاديميات بمختلف التخصصات تحدثوا عن ذلك.

مشروعات متواصلة

يقول أستاذ علم الاجتماع في كلية العلوم الاجتماعية بالرياض رئيس الجمعية السعودية لعلم الاجتماع والخدمة الاجتماعية د. عبدالرزاق بن حمود الزهراني: إن من أخص خصائص المملكة العربية السعودية أنها تحوي قبلة المسلمين، وقبر رسوله -صلى الله عليه وسلم-، ويؤمها الملايين للحج والعمرة والزيارة، فهي قلب العالم الإسلامي النابض، ومهوى قلوب المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، وهذا الأمر يحتم على حكومة المملكة العربية السعودية وشعبها أن يرقوا إلى مستوى تطلعات المسلمين وآمالهم، وخاصة في خدمة ضيوف الرحمن الذين يفدون إلى البلاد على مدار العام،

ويضيف قائلاً: إن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وحكومته الرشيدة أولوا هذا الأمر جل الاهتمام والعناية، فبدأ - حفظه الله - بتوسعة جسور الجمرات، الأمر الذي سهل على الحجاج أداء هذه الشعيرة بيسر وسلام، واختفت حوادث الزحام والدهس التي كان يموت فيها أعداد من الناس، وثنَّى بالتوسعة الكبرى للحرم المكي الشريف، فتم هدم حي بكامله شمال الحرم، وهو الآن في طور الإنشاء، وسيكون إضافة بارزة لمنشآت الحرم المكي الشريف، وثلَّثَ بتوسيع المسعى، والتوسع في أوقاف الملك عبدالعزيز، مما سهل على الحجاج والمعتمرين أداء مناسكهم بيسر وسهولة. وواصل القول: ومن آخر وأحدث المشروعات العملاقة في المشاعر المقدسة مشروع القطار، حيث يعتبر استخدام القطارات في المشاعر المقدسة نقلة نوعية كبيرة، ومن المتوقع أن تسهل على الناس النقل إذا تم توعيتهم بطرق استخدامها بسلامة، والبعد عن التزاحم والمضايقات، والحقيقة أن المملكة تأخرت كثيراً في بناء شبكة للسكك الحديدية في البلاد رغم أهميتها، وعائداتها الاقتصادية والبيئية والاجتماعية الواضحة، ونتمنى أن تكون قطارات المشاعر خطوة تتبعها خطوات في هذا الجانب الحيوي المهم، ووسائل الإعلام تنقل لنا بين وقت وآخر أن هناك إجراءات تمت في هذا الجانب، وبعض خطوط السكك الحديدية بدأ العمل في تنفيذها، ونتمنى أن تشمل جميع مناطق المملكة مثلما شملتها الجامعات، والطرق السريعة، والمستشفيات، وغيرها من المشروعات الحيوية.

تيسير سبل النقل

ويشير أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة الملك فيصل بالأحساء الدكتور سليمان بن صالح القرعاوي إلى أن الله تعالى قد حبا المملكة العربية السعودية نعماً كثيرة، كان من أجلها خدمة الحرمين الشريفين، ففي كل عام تعمل هذه الدولة - أيدها الله - جاهدة في توفير أيسر السبل لراحة الحجاج والمعتمرين، تحقيقاً لقوله تعالى: { {وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ} الآية، وقوله تعالى: {وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً}، فقبل موعد الحج بفترة تعقد اللجان العاملة اجتماعاتها يوماً بعد يوم للوقوف على ماتم إنجازه في الحج الماضي، والعمل على سد الثغرات في المشاعر للحج الآتي، ومن هنا نرى الأنفاق تشق في الجبال، والسدود تشيد، والطرق تعمر، ومن ذلك رأينا المسعى قد تم توسعته، ليسع الآلاف المؤلفة من الحجاج والمعتمرين، وكذا الجمرات قد وسعت إلى ستة أدوار، فما كان له أكبر الأثر في نفوس الحجاج، وحق لهذه الدولة الرشيدة أن تنال قصب السبق في خدمة الحجاج والمعتمرين. وأردف يقول: ومما ينبغي الإشادة به ما تقوم به الدولة من تيسير سبل النقل بين المشاعر، ومن أحدث ماعملته الدولة في هذا الشأن مشروع القطارات العظيم الذي سيحدث نقلة كبيرة في عملية النقل بين المشاعر، وهذا الحدث الكبير فيه تيسير وتسهيل وراحة للحجيج، بعد أن كان الحجاج ينتظرون عند النفرة الساعات الطوال حتى يصلوا إلى مزدلفة ومن ثم إلى منى.

المرحلة الأولى من القطار

أما أستاذ المناهج وطرق التدريس بكلية التربية بجامعة الملك فيصل ووكيلة كلية الآداب للشئون الأكاديمية والإدارية الدكتورة عواطف بنت عبد العزيز الظفر فتقول: إن خدمة ضيوف الرحمن وتقديم جميع التسهيلات لهم، وتسخير مختلف إمكانات الدولة المادية والبشرية لتحقيق هذا الهدف الأسمى، هو الهم الأول لقيادة المملكة العربية السعودية وولاة الأمر فيها على مدار العام فما إن ينتهي موسم الحج حتى يبدأ الإعداد لموسم الحج القادم ومن أبرز المشروعات التي سيستفيد منها ضيوف الرحمن خلال موسم حج هذا العام 1431هـ - بإذن الله - قطار المشاعر المقدسة في مرحلته الأولى وهو مشروع خط سكة حديدية يربط مكة المكرمة بالمشاعر المقدسة منى،عرفة، ومزدلفة، ويعد مشروعاً مهماً إذ سيغني القطار عن الزحام لـ100 عام وبعد الانتهاء من الأعمال الإنشائية ستكون مكة المكرمة أول مدينة سعودية يدخل القطار في وسائل النقل الرئيسية لها.

وتضيف قائلة: يأتي المشروع العملاق في إطار المشروعات الحيوية التي نفذتها وتنفذها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين وتهيئة المشاعر المقدسة وخدمة وراحة لحجاج بيت الله الحرام وتوفير الرعاية الشاملة لهم من أداء نسكهم بكل يسر وسهولة وراحة واطمئنان والتي لا تقتصر على المشروعات المشاهدة بالعين بل تمتد لتشمل العديد من الجوانب الدينية والوعظية منها والعلمية والثقافية والتوجيهية والإرشادية.. واصفة مشروع قطار المشاعر المقدمة بأنه من أبرز وأهم المشروعات التي تنفذ في المشاعر المقدسة لخدمة حجاج بيت الله الحرام يضاف إلى الإنجازات العديدة التي نفذتها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود في المشاعر المقدسة بهدف تحقيق كافة سبل الراحة لضيوف الرحمن.

حدث عالمي

وفي ذات الشأن، قارنت أستاذ العقيدة المشارك بجامعة الملك عبد العزيز بجدة د. أسماء بنت سليمان السويلم بين استقبال المملكة لحجاج بيت الله الحرام واستضافة بعض الدول لعدد من المنافسات الرياضية ومن ذلك مونديال مباريات كأس العالم، وكيف تبذل الدولة المضيفة من الجهود المادية والبشرية لتقدم صورة مشرقة للعالم - كما يقولون - عن هذا البلد المضيف ولا غرو في كل هذه الاستعدادات إذ متى تنتخب الدولة المضيفة وتفوز بالاستضافة؟ لذا تستعد هذه الاستعدادات الضخمة، إذ إنه حدث عالمي لن يعود للبلد مرة أخرى، أما في المملكة العربية السعودية، هذه الدولة المعطاءة التي لم تستضف المونديال، ولكنها دوما تستضيف أعظم حدث: مئات الألوف من الناس تصل للمليونين والثلاثة من مختلف أصقاع العالم، على اختلاف فيما بينهم في اللغة والثقافة والعلم بل والمستوى المادي، وتستضيفهم ليس مرة واحدة بل كل عام، نعم كل عام، وفي نفس المكان: (المشاعر المقدسة)، وفي نفس الزمان: (أشهر الحج). وتساءلت ماذا تتوقع من نفسك حينما يأتيك نفس الضيوف في نفس المكان لأداء نفس العمل وفي نفس الوقت من كل عام؟، وتجيب قائلة: قد تشعر بالملل والرتابة وتتعامل مع الأمر بآلية، ولا يشترط أن يسوء مستوى ضيافتك لكن يمكن أن يفقد بريقه في التفنن والابتكار للاستضافة، ولكن مع بلادي ووطني العزيز مع: (الدولة السعودية): بلاد تسمت وتشرفت ببلاد الحرمين يختلف الأمر بحيث إنه يذهلك.. تبهرك هذه الدولة بأن استعداداتها لاستضافة حجاج بيت الله الحرام تتحسن في كل عام، بل تحاول أن تبتكر وسائل لراحة ضيوف الرحمن، وتسخر كل التقنيات والمخترعات الحديثة لتسهيل حج هؤلاء الضيوف.

وتطرقت إلى عدد من المشروعات التي تنفذ لخدمة الحجيج ومن ذلك مشروع توسعة منطقة الجمرات وتوسعة المسعى، وآخر هذه المفاجآت: قطار المشاعر المقدسة، والذي أتوقع -بإذن الله- أن يحدث نقلة في تفويج حجاج بيت الله الحرام في يسر وسهولة ووقت قياسي، إنها مشروعات ضخمة ليست غريبة على حكومة تشرف ملكها وحامل لوائها بأن يلقب (بالخادم) نعم، خادم الحرمين الشريفين: قمة التواضع يوصله لقمة الشرف حتى إن لقبه هذا يسبق اسمه، حقيقة لا نملك إلا أن نقف إكبارا وإعجابا بجهود دولتنا وحكومتنا الحبيبة وعلى رأسها قائد مسيرتها: خادم الحرمين الشريفين، والتي تبذلها لخدمة ضيوف الرحمن.

 

رجوع

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة