Sunday  07/11/2010 Issue 13919

الأحد 01 ذو الحجة 1431  العدد  13919

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

           

حينما تستعيد ذاكرة الوطن عبر التداعي التاريخي ذكرى الملك خالد بن عبد العزيز - طيب الله ثراه - تشرق تلك الذاكرة بالأعوام الجميلة لحكمه الرشيد وتضيء على أيام الرخاء والسعة والرفاه التي حظي فيها المواطن السعودي أكثر من سواه من مواطني المحيط الخليجي والعربي أيضاً، ففي ذلك العهد المجيد انهالت الخيرات على المواطن من كل صوب فأصبح كل فرد له مؤسسته الخاصة وأُشرع الاستقدام وارتفعت الرواتب وقدمت الدولة كل التسهيلات لامتلاك البيوت عبر البنك العقاري وانفتحت المنح في كل الأنحاء، وعمَّ البلاد الرخاء وأصبح المواطن السعودي يجوب الأرض عرضاً وطولاً سواء للتجارة أو للسياحة أو للبحث عن مصادر تجارية لم يسبقه إليها أحد، وفي ذلك العهد أصبح (السعودي) هو الضيف الكريم الذي تستقبله العواصم بكل ترحاب بل يُفتح له الخط الأخضر في كل المطارات ودون أي سؤال أو جواب وفي أثناء ذلك عمَّت الخيرات الجميع بلا استثناء، ذلك كان في عهد الملك خالد أو (خالد الخيرات) الذي عُرف بالتواضع الجم والبساطة المطلقة والمحيا الطلق والأبوة الحانية وحب الطبيعة وعشق الصحراء والأزهار والأطفال بل عشق كل ما هو جميل وبسيط في الحياة.

أقول كنت أستعيد تلك الفترة المضيئة من زمن خالد على الرغم من أنني لم أعايشها عن قرب بل كنت أشهدها عن كثب وأقرؤها على وجه المواطن السعودي أينما حلّ وأراها على أوجه أهلي وأقربائي وأصدقائي الذين قفزوا من خانة الكفاف - ولا أقول الفقر - إلى خانة الثراء والسعادة والاستقرار.

وأقول تماشياً مع ذاكرة الوطن التي تشع بذكرى مليكه الراحل المحبوب، ها أنا أتماهى مع ذلك التداعي وأنا أستمع إلى صوت الأميرة البندري بنت خالد وهي تتحدث في شريط وثائقي عن أبيها الراحل العظيم بنبرة رائقة واضحة واثقة تعبق بالحميمية الصادقة، أقول كنت أصغي لصوت الأميرة وأنا أزمع الرحيل إلى عسير في رحلتي الجنوبية ولكنني حينما كلمت الصديق الشاعر الرائع الدكتور ذعار بن محيا الذي أعرف بداياته الشعرية الأولى وعصاميته المجدة في العلم والعمل، قال لي إن صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بصدد افتتاح معرض عن أبيه في مدينة جدة، وقلت إنها فرصة سانحة للتعرف على حياة مليكنا الراحل والسلام على نجله الفذ صديق الشعراء الأمير فيصل بن خالد، وهذا ما حصل فعلاً فقد تشرفت بالسلام على سموه وهو يستقبلني بابتسامته المشرقة دوماً وروحه المضيئة بالمحبة التي لا تحد، ثم تجولت في أنحاء المعرض الذي احتوى على كل ما يتعلق بحياة الراحل العظيم الملك خالد طيب الله ثراه، فهنالك ملابسه وأشياؤه ومخاطباته ورسائل الأطفال إليه وتساؤلاته عن تساقط المطر والربيع في أنحاء مملكتنا الغالية، تلك المعروضات التي تشي عن جمال روحه وبساطته وتواضعه واهتمامه حتى ببراءة الأطفال حينما يكتبون إليه رسائلهم العفوية.

يبقى القول أخيراً ألا رحم الله (خالد الخيرات) فقد كان يستحق هذا اللقب ومبعثاً لتفاؤل أبناء شعبه طوال حكمه الرشيد ولذلك (خلُد) خالد في ذاكرة الأرض والأيام والإنسان فهيهات أن تُطوى تلك السيرة العطرة ما دامت محفوظة في ذمة التاريخ والزمان.

 

هذرلوجيا
خالد الخيرات
سليمان الفليح

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة