Thursday  11/11/2010 Issue 13923

الخميس 05 ذو الحجة 1431  العدد  13923

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

دوليات

           

كيف ترى نفسك، وكيف تشعر وأنت تجلس في قاعة واحدة إلى جانب شخص يكرهك، بل يعمل على قتلك؟ أو على الأقل على إقصائك ونفيك عن أرضك ومحيطك فضلاً عن محاربتك في حياتك وعيشك؟!

كيف تستطيع أن تضبط أعصابك وأنت تسمع من يشتم قومك ويصفهم بأقذع الأوصاف وهو يجلس معك، بل حتى قد يشاركك نفس طاولة الطعام في استراحات ما بعد جلسات العمل..؟!

هذا هو حال النواب العرب في «الكنيست الإسرائيلي» الذين يواجهون في كل جلسة من جلسات العمل في الكنيست هذا التحدي الإنساني والنفسي خاصة وأن من يعملون معهم ويشاركونهم الجلسات قوم يبحثون عن استفزاز النواب العرب وإخراجهم عن طورهم، ويمارسون أفعالاً عنصرية هدفها إشعار النواب العرب بأنهم في درجة أقل منهم وعليهم أن يقبلوا «تفضُّل» ممثلي «شعب الله المختار» بالقبول بأن يكونوا أعضاءً في «كنيست الصهاينة».

الكنيست الإسرائيلي قام بمناقشة اقتراح انتقامي من الدكتور عزمي بشارة يستهدف مصادرة صندوق مدخرات النائب بشارة الذي لُفقت له تهم بهدف محاكمته، ولأنه لم يعترف بتلك التهم (لأنها أصلاً لا يمكن أن تعد تهمة أن تزور بلداً عربياً) لم يحضر تلك المحاكمات، وغادر أرض فلسطين العربية، فتمّ إسقاط عضويته في الكنيست، وهاهم يقرّون قانوناً لمصادرة «تقاعده» الذي جُمع من استقطاعات من راتبه.

النائب جمال زحالقة، وصف القانون بأنه معد للانتقام من الدكتور بشارة وهو ليس قانوناً عاماً، بل شخصياً، فصّل خصيصاً لشخص بعينه دون سواه، وهو بذلك يتناقض ومبادئ التشريع في أي دولة.

وقال زحالقة: «نحن نتعامل مع مشروع القانون كقضية مبدئية، فهو يدوس كل مبادئ حقوق الإنسان وأصول التشريع، وهو يتناقض وحق الملكية ومبدأ المساواة. القانون أصلاً لا يؤثر على الدكتور عزمي بشارة وهو حتى لا يكلف نفسه عناء الرد عليه. القضية هنا عامة ومبدئية فالحقد العنصري هو المحرك وهو الدافع لمثل هذه القوانين».

وتحدثت في الجلسة النائبة حنين زعبي قائلة: «إن الأغلبية العنصرية تمرر القوانين المنافية للديموقراطية التي تدوس حقوق الإنسان بلا روادع». وقالت زعبي: «نحن نشعر بالغربة في الكنيست لأننا نمثل القيم الديموقراطية وحقوق الإنسان في وجه أغلبية فاشية وعنصرية».

تخللت الجلسة مشادة كلامية حادة بين النائب زحالقة ورئيس اللجنة، يريف ليفين، الذي قال بأن مكان زحالقة في السجن وكذلك كل من كان على سفينة مرمرة (في إشارة للنائبة حنين زعبي). ورد زحالقة على ليفين قائلاً: «أنت عنصري صغير وقزم فاش». وأضاف: «لقد لاحقتم الدكتور عزمي بشارة، وتلاحقوننا بسبب مواقفنا السياسية. نحن لم نقتل أحداً في حياتنا، ولكن هناك الكثير في الكنيست ممن مارسوا مهنة القتل في الأجهزة الأمنية الإسرائيلية. أيدي القيادات الإسرائيلية ملطخة بالدماء وهي تهرب من المحاكم الدولية».

تمثيل القيم الديموقراطية وحقوق الإنسان أمام أغلبية صهيونية متعطشة للعنف والدماء لأمر صعب ولكن، «مجالستهم بدُّ».

jaser@al-jazirah.com.sa
 

أضواء
ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى عدواً له «مجالسته» بدُّ
جاسر الجاسر

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة