Saturday  13/11/2010 Issue 13925

السبت 07 ذو الحجة 1431  العدد  13925

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

           

تلتقي العبادات - جميعها - عند غاية واحدة، هي: تحقيق العبودية. ومن أعظم العبادات في تحقيق العبودية لله، عبادة الحج. فالحج أحد أركان الإسلام، فرض في السنة التاسعة من السنة النبوية. وشرع لمقاصد سامية، وغايات نبيلة، وأهدف عظيمة. وقد أجمع المسلمون على وجوبه مرة واحدة في العمر، لمن استطاع إليه سبيلا.

في قول الله - جل وعلا -: (وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ). مقصد عظيم من مقاصد الحج، هو: تحقيق العبودية لله، والبراءة من الشرك وأهله. إذ إن أداء الحج على الوجه المشروع، يغرس في نفس المؤمن قيمة الطاعة، والامتثال الكامل لأوامر الله، غير منتهك شيئا منها بقول، أو فعل. فتجد الحاج يطوف حول البيت، ويسعى بين الصفا والمروة، ويقف في صعيد عرفات، ويبيت بمزدلفة، وكذا يبيت في منى في ليالي التشريق، ويرمي الجمرات، وينحر هديه، كل ذلك تحقيقا للتوحيد، وهو: مقصود العبودية الأعظم.

إن من أهم مقاصد الحج، وحكمه، وأسراره البالغة: إخلاص العمل لله - تعالى -، فإن الله لا يقبل عملا إلا ما كان خالصا له، صوابا على سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. ألم يقل الله - جل في علاه -: ?وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلّهِ?؟. وتأمل كيف لبى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالحج، عندما رفع صوته قائلا: «اللهم اجعلها حجة لا رياء فيها ولا سمعه»، ثم نادى « لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد، والنعمة، لك والملك، لا شريك لك «، فقد صدع بالتلبية استجابة لله ولذاته، ونفيا للشريك عنه. فعبادة الحج عبادة خالصة لله وحده، ليس لأحد فيها نصيب، لا فخرا، ولا رياء، ولا سمعة.

ثم إن تحقيق معاني الوحدة، وتوثيق عرى الأخوة الإسلامية من أهم مقاصد الحج. حيث ترى ذلك واضحا في اجتماع المسلمين، من كل جنس ولون ولغة ووطن، في صعيد واحد، في أرقى صورة وأكمل مشهد. فتتجلى وحدة الهدف والشعائر والمشاعر والقول والعمل، وتتراجع كل الموازيين والمعايير، ولا يبقى إلا معيار واحد وميزان واحد، في ائتلاف إيماني بينهم، هو: ( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ).

إن تعظيم شعائر الله بأداء نسكه، واستحضار معنى العبادة، وتزكية النفس، واستقراء المعاني والمقاصد من وراء الصور والأعيان في تلك الشعيرة، هو من أعظم مقاصد الحج وحكمه وأسراره. فيكون الحج - حينئذ - مبرورا، تتيقظ به الضمائر الحية، وتشد به العزائم المؤمنة، ويتجدد به الإيمان، ويتحقق به التوحيد.

drsasq@gmail.com
 

مقاصد الحج .. متى نحييها ؟
د . سعد بن عبد القادر القويعي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة