Saturday  13/11/2010 Issue 13925

السبت 07 ذو الحجة 1431  العدد  13925

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

عند الصباح يحمد القوم السرى
د. عبدالحليم بن إبراهيم العبداللطيف

 

رجوع

 

هذا مثل عربي قديم صادق موافق لكثير من أحوال الناس خاصة السادة والقادة وصفوة الصفوة ومن هم في الصدارة ومحل الجد والجدارة، ويقال إنه لخالد بن الوليد رضي الله عنه وهو من تعرف قدرة وندرة وشجاعة وإباء وذوداً عن الحمى {وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ} وهذا المثل الرائع الصائب يذكرنا كثيراً بالتربية والتعليم ورجالها المخلصين الصادقين الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه والذين {مِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} فلله درهم ما أطيب ذكرهم وأعبق أريجهم إنه بحق يرقق الطباع ويشنف الأسماع إن الحديث عنهم وعن سيرهم وأخلاقهم ومواقفهم الأصلية والنبيلة شيق وممتع وممرع وفي التربية وأهلها المقتدرين الأمناء الأوفياء الصادقين عبرة وسلوة وجلوة فيهم جمال وجلال موحٍ وفيهم من الجمال والجلال وطيب الخصال والموحيات ما يصل السابق باللاحق والخلف بالسلف ويسكب فيهم بحق وصدق وكمال عَبَق وحقيقة التربية والتعليم وذلك يتحقق لمن ذاق، وفي التربية الصحيحة ورجالها الصادقين المؤهلين مشاهد حية نابضة بالطهر والعفاف والإنصاف فيها جمال وجلال هادئ رقيق رفيق ندى السمات والقسمات وفيها وفي أصحابها المميزين نداوة وحلاوة ورقة وعطف وانعطاف ورضى يفيض وطمأنينة لا تفيض وسكينة تتناسق فيها المشاهد وهي ذات لون وطعم خاص ومميز والحياة الصحيحة لدى التربويين المقتدرين ليست بعد الستين إنها يسر وفلاح وفرح وابتسام وإيناس وود ندي حفي أخاذ، كيف لا وهو يشاهد آثاره الجميلة المسعدة المفرحة ويسمع كثيراً أخباره المنعشة أخباره الطيبة فهو صاحب رسالة خالدة (من علمني حرفاً صرت له عبداً) وهي لمسة رقيقة رفيقة موحية حية عذبة شهية رائعة رائقة نعم موحية لهذا القلب البشري أين كان قبل أن يتعلم ومن هم هؤلاء الرجال الأفذاذ الذين وقفوا على تعليم الأمة ورفعها ونفعها وتزويد الأمة بعلوم وفنون ومعارف لا علم لهم بها من قبل {وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا} ولمسة ثالثة موحية وموقظة أيضاً وهي هدايته إلى الطريق السليم تحقيقاً لقول الحق سبحانه {اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ} إن التربية الصحيحة لترسم وبحق وصدق وعمق خطوات هؤلاء الأبرار في عبارات حانية دانية كلها عطف ولطف وانعطاف ودقة ورقة وجمال وبهاء وجلال يناسب وبحق ذلك العمل الدائب الصائب الهانئ الرشيد الرغيد، إن رجل التربية والتعليم يشاهد أحياناً قبل غيره كده وكدحه وجهده وجهاده قبل غيره إنهم يشاهدون ذاك وأكثر وأغزر وأعمر منه، إن جزاء هؤلاء القائمين بالعزائم والغنائم والتكاليف ولا يريدون جزاءً من أحد ولا شكوراً يبتغون بذلك وجه الله والدار الآخرة، يريدون الأثر الدائم غير المنقطع بزمان ولا مكان ولا أمة يريدون دوماً النفع العام والمعرفة الجادة المتجددة الصدقة الباقية الجارية يريدون دوماً نفع البلاد والعباد وإيصال هذا النور إلى كل قلب وإلى كل بيت رائدهم ودينهم دوماً {وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ} قاعدة التربويين الأصلية قولهم (حاول ألا ترى إلا محسناً) فإذا هو الأمن والأمان والرخاء والبهاء والجمال والجلال وطيب الفعل والفعال والخصال وصلاح الحال والمال إذا هو النعيم اللين الرغيد السعيد المديد في الدنيا والآخرة أي عالم من الطهر والعفاف مثل مجالس العلم والعلماء وأي مستوى من السعادة والأنس والانشراح تلمسها الأمة ويلمسها قلب غيره رجل التربية والتعليم، إن روح الإنسان المدرك لتستمتع أحياناً بلمسة ولمحة من جمال في الكون أو النفس تراها في الليلة المقمرة، وفي الليل الساجي أو الطلعة البهية أو القلب الكبير النبيل إلى آخر مشاهد ومطالع الجمال والجلال في هذا الكون المهيب الرعيب الرحيب فتغمرها النشوة وتفيض بالسعادة وتتوارى عنها أشواك ومتاعب ومصاعب الطريق.

قُمْ للمعلم وفه التبجيلا

كاد المعلم أن يكون رسولا

أرأيت أفضل أو أجل من الذي

يبني وينشئ أنفساً وعقولا

هذا الإحساس وهذه المشاعر الحية الموحية التي يحس بها المعلمون لمسة من رقة وحنان ونسمة رخية موحية تمسح الآلام والمواجع والتعب والنصب وتنسم بالروح والريحان وتسكب الهدوء والراحة والأمان في قلب هذا الإنسان الذي قطع زهرة حياته وأفنى عمره في هذا الميدان الحي البهي النبيل ذكريات المدرس وسنوات عمله ومتاعبه كلها تنقلب إلى أنسام من الرقة والرحمة وأنداء من الحب والقرب والود والطمأنينة واليقين وهي المنّة الكبرى والخطوة العظمى التي لا تعدلها نعمة أو خطوة أخرى وهي الحالة الصامتة النافعة الكريمة إننا دوماً نقول للمعلم الكفء دوماً فتش في نفسك واستمد في حسك مذاق هذا البهاء والعطاء والفيض والصدق والنور إنك ستجد المتاع مع كل تعب ونصب ومشقة وستجد البشر والسرور مع كل تنكر لجميلك ومع كل حرمان وهوان إنك مع كل ذلك ستجد اليسر والهوادة واللين واليقين {مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا} ومع هذا الإيناس وهو المطلوب والمرغوب أين تكون المشقة وأين يكون التعب والنصب والتنكر للجميل ألا إنها السعادة الغامرة بأنفاسها ونسائمها الرخية الرضية الندية ولكن لمن عقل وذاق وأفاق والله الهادي والمعين والحديث موصول إن شاء الله.

جامعة القصيم

 

رجوع

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة