Sunday  14/11/2010 Issue 13926

الأحد 08 ذو الحجة 1431  العدد  13926

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

           

قدرت وزارة الزراعة عدد أشجار النخيل التي يتم التخلص منها وإزالتها سنويا في المملكة نتيجة إصابتها بسوسة النخيل بنحو ثلاثين ألف نخلة، في حين تزيد أعداد النخيل في بلادنا عن ثلاثة وعشرين مليون نخلة. وتقوم السوسة الحمراء بتدمير النخلة بالكامل، ولا يتم اكتشافها إلا بعد أن تقتلها تماما، وحينئذ لا تجدي معها وسائل المكافحة إطلاقا.

وقد كان أول اكتشاف لآفة سوسة النخيل الحمراء في المملكة عام 1407هـ في محافظة الطائف ودمرت تماما، ثم عاودت الظهور في مزارع جوي في عام 1426هـ نتيجة لقيام بعض المزارعين بجلب فسائل من المناطق المصابة. وهو ما يستوجب توجيه المزارعين لاتباع التعليمات الخاصة بالتوقف عن نقل النخيل التي لا تحمل شهادة منشأ داخلية أو غير مرخصة.

وتسعى وزارة الزراعة لمحاصرة السوسة واحتواء حقل النخيل الذي اكتشفت إصابته، وتشكيل فرق لفحص الحقول المحيطة، وتكثيف وسائل العلاج والمكافحة، ومحاولة التخلص من النخيل المصابة، وحظر نقل الفسائل من الدائرة القريبة للحقل، وعدم استخدام الأجهزة الزراعية ونقلها من موقع لآخر إلا بعد تطهيرها تماما، وتوزيع منشورات على المزارعين القريبين ومزارعي المنطقة. وبعد تلك الإجراءات يلاحظ اختفاء السوسة عن الأنظار ولكنها ما تلبث أن تعاود الظهور بصورة مفاجئة.

وتعتبر حشرة سوسة النخيل الحمراء أخطر آفة تهاجم جميع أنواع العائلة النخلية في العالم، وتمتلك مقدرة تدميرية عالية، وخصوصية اختباء جميع أطوار نموها داخل الجذع حيث تتزاوج وتتكاثر داخله، وتمتد لعدة أجيال. ولون هذه الحشرة بني محمر ويوجد على صدرها من أعلى بقع سوداء، ولها خرطوم طويل. وتضع أنثى هذه الحشرة نحو ثلاثمائة بيضة وتتغذى يرقاتها على الأنسجة الوعائية للنخلة، وتحفر أنفاقا في جميع الاتجاهات مما يضعف النخلة ويؤدي في النهاية إلى سقوطها وفقدها، ويمكن سماع صوت قرض اليرقات داخل جذع النخلة. وتتركز أعراض الإصابة بهذه الحشرة بظهور نشارة خشبية رطبة ومتعفنة، وخروج سائل أبيض مصفر من موضع الإصابة ثم يصبح بنيا ثقيل القوام ذا رائحة كريهة، مما يؤدي لاصفرار وموت الجريد القريب من الإصابة، وينتج عن إصابة قلب النخلة موتها بشكل سريع.

وتتركز السوسة في مزارع الأحساء والقصيم بسبب تقارب حقول النخيل وتراصها، وهذا ما قد يشكل خطورة بالغة على تلك المزارع. ويتوقع المختصون وصول السوسة عبر فسائل منقولة من مناطق أخرى برغم تحذيرات الوزارة بضرورة توخي الحذر وعدم النقل من أي حقول مشتبه بإصابتها حتى يتم تطهيرها.

وليس أصعب من اقتلاع نخلة سامقة واحدة أمام مرأى ونظر صاحبها ! فكيف بحقل كامل من النخيل؟! وهذا ما واجهه مزارعو البكيرية الأعزاء بعد اكتشاف عدة حقول مصابة بهذه الحشرة الحاقدة. حيث وصلت أعداد النخيل المصابة بالسوسة الخبيثة إلى أكثر من ألفي نخلة بعد أربعة أسابيع فقط من بداية الاكتشاف والمداهمة، وهو ما أصابهم بالهلع والقلق على بقية النخيل والفسائل، في ظل عدم كفاية الكوادر البشرية في مديرية الزراعة بالقصيم، وغياب المعدات الحديثة مثل الرافعات والقلابات ونقص فرامات النخيل المصابة.

ومع تقديري البالغ لتعلق أهالي البكيرية بالنخلة، وعشقهم لها وعنايتهم بها، فأنا أشاركهم الهلع وأشاطرهم الألم. ولاشك أن الجهود يجب ألا تتوقف فحسب عند المشاركة الوجدانية أو المكافحة الميدانية لهذه الآفة الخطيرة؛ بل لا بد أن تمتد للوقوف على أفضل السبل الممكنة لمكافحتها،والقيام بالدراسات والتجارب العلمية، واستضافة الخبراء المختصين في هذا المجال، ودعم جهود كرسي أبحاث سوسة النخيل الحمراء في جامعة الملك سعود ودعوة جميع الجامعات والمعاهد المتخصصة بتنشيط جهودهم لاحتواء هذا القاتل الصامت الذي سيدمر ثروتنا الزراعية، وعمتنا النخلة الغالية، بل صديقتي الأثيرة، وأمي الحبيبة.

www.rogaia.net

rogaia143@hotmail.com
 

المنشود
نخيل البكيرية الشامخة.. والسوسة الخبيثة
رقية سليمان الهويريني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة