Sunday  14/11/2010 Issue 13926

الأحد 08 ذو الحجة 1431  العدد  13926

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

           

بعد مرور أكثر من ثمانية أشهر والكتل السياسية العراقية في ماراثون الحراك السياسي فيما بينها، ونتج عن ذلك كله أن يتحقق ما رسم ضمن خطة المشروع الإقليمي حسب الإشارات الضوئية الموجهة من طهران وقم وأيضاً بالنصح الأمريكي،

وجاءت الطاولة المستديرة لتقدم عليها الطبخة بشكلها النهائي، وخلال يومين بعد مأدبة أربيل عاصمة إقليم كردستان وقع رؤساء الكتل البرلمانية على اتفاقية توزيع المناصب السياسية الثلاثة، وتبقى الثوابت حسب بدعة (التوافق) الديمقراطي، ويخشى الوطنيون العراقيون أن يكون هذا العرف السياسي جزءاً من الدستور بعد تعديله ويتم تحويل العراق بشكل اللبننة الطائفية والعرقية.

والشعب العراقي الصابر يراقب ويرصد مصيره بقلق ممزوج بالخوف، حتى لا يكون جزءاً منه حطب نار التصارع السياسي على المناصب والكراسي، بعد أن عايش مذبحة كنيسة النجاة والثلاثاء الدامي الأسود!

وتميزت الجلسة الأولى للبرلمان بعد أن كانت مفتوحة لأكثر من ثمانية شهور، بالتوتر والتشنج الذي كان ظاهراً على أوجه معظم النواب، وبعد تمرير عملية انتخاب رئيس المجلس السيد أسامة النجيفي «القائمة العراقية» ونائبيه السيد سهيل السهيل «الأحرار الصدريين» والسيد عارف طيفور «التحالف الكردستاني»، وقد تغير سير الجلسة إثر تجاوز «اتفاقية الوفاق السياسي» والموقعة من مسعود البرزاني ونوري المالكي وأياد علاوي، والمتضمنة موافقة مجلس النواب على محتواها واعتمادها بتعهد وطني ينظم علاقة القائمة العراقية بالكتل الأخرى للمشاركة في وزارة المشاركة الوطنية، ومن أهم بنودها تبني المجلس لمشروع قانوناً ينظم صلاحيات ومسؤوليات رئيس المجلس الأمني المقترح «المجلس الوطني للسياسات الإستراتيجية العليا» وتمنح رئاسته للدكتور أياد علاوي، ومن البنود الأخرى المهمة لجبهة الحوار الوطني المؤتلفة ضمن الكتلة العراقية، قرار برلماني برد الاعتبار لرئيسها الدكتور صالح المطلق وزميليه ظافر العاني وراسم العوادي المبعدين عن العملية السياسية بقرار شملهم باجتثاث نشاطهم السياسي خلال الانتخابات الماضية، وتم العبور على هذه الاتفاقية في جدول أعمال الجلسة البرلمانية وفتح باب عملية انتخاب رئيس الجمهورية، وحسب نص الاتفاقية أن يكون ذلك بعد إقرارها في البرلمان، كما جاء حسب فقراتها التي قرأها نائب الكتلة العراقية محمد تميم، واعتبر هذا الإجراء المقصود يشكل نوايا غير حسنة من الكتل المذهبية والعرقية وفخاً سياسياً لتمييع تنفيذها من خلال ضياعها في دهاليز مجلس الوزراء وأمانة البرلمان، وانسحب أعضاء الكتلة العراقية من البرلمان احتجاجاً على عدم الثقة في التعهد الموثق بتوقيع البرزاني والمالكي وعلاوي، وهناك أمثلة عديدة من التفاف وتنصل الكتل البرلمانية المذهبية من التزاماتها السياسية، وإيجاد التبرير اللفظي بتحريف معاني المواد الدستورية والمبهمة في معظم بنودها، ويتمسكون بالتفسير المعد في المحكمة الاتحادية حين تطابقه مع مصالحهم المذهبية والعرقية والذي يخشى منه في ترسيخ الأعراف السياسية، وتصبح مضمونها مواد دستورية في المستقبل السياسي العراقي، إذا أشرفت هذه الكتل المسيطرة على السلطة حالياً حين تعديل الدستور، ومن هذه البدع إصرار الكرد في العراق على الحق القومي لانتخاب الطالباني رئيساً للجمهورية العراقية بصفة «القومية الكردية» وتمثليها المكون الثاني للشعب العراقي وبنسبة سكانية قدرها (12%) حيث يبلغ عدد الأكراد في شمال العراق (3.5) ملايين نسمة من سكان العراق البالغ ثلاثين مليون نسمة!

أتمنى أن يعي القادة الأكراد أهمية هذه المرحلة الدقيقة والخطرة التي يمر بها شعب العراق الصابر «وهم لحد الآن جزء منه» ويرتفعوا في أهدافهم لمراعاة المصالح العليا للوطن العراقي والابتعاد عن القرار الإقليمي والدولي في توجيه سياستهم الحالية بإدارة إقليم كردستان، وهم عانوا كثيراً من لعبة السياسة الإقليمية والدولية منذ سقوط دولتهم الأولى «جمهورية مهرباد» في إيران، والنكسة التي عاشوا آثارها المريرة باتفاق صدام مع الشاه في الجزائر 1975م، والعلاقة الخفية الظاهرة بالإدارة الإيرانية والتي ترجمتها السفرة السريعة للسيد نجريفان البرزاني «رئيس وزراء كردستان السابق» إلى طهران عشية إعلان الوثيقة التوافقية للكتل السياسية العراقية قبل توقيعها من قبل «مسعود البرزاني»، للاطلاع على فحواها واعتمادها وتم إعلانها بعد الزيارة بساعات في بغداد!

العراق وطن كل من يسكن على أرضه ويرتوي بمائه ويتنعم بثرواته الوطنية دون تمييز أو سيطرة عرقية ومذهبية، وأذكر من نسي أن مدينة الكوفة العراقية كانت عاصمة للخلافة الراشدة في عهد الخليفة الرابع علي ابن أبي طالب «رضي الله عنه» وبقيت بوجهها العربي الإسلامي في العهد الأموي وبلغت بغداد مدينة السلام عصرها الذهبي في عهد الخليفة العباسي هارون الرشيد وستبقى بإذن الله عربية إسلامية وبجهد وإخلاص أبنائها الغيارى وبدعم أشقائها العرب من أجل وحدة الشعب العراقي وحمايته من خطر الإرهاب الإقليمي والدولي، بقرار وجهد عربي موحّد ينتصر لعروبة واستقلال الوطن العراقي وإعماره

وازدهاره، والشعب العراقي الصابر ينتظر المتغير بعد تثبيت الثابت!

* هيئة الصحفيين السعوديين -جمعية الاقتصاد السعودية

 

الثابت والمتغير في المشهد العراقي الجديد
عبدالإله بن سعود السعدون

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة