Sunday  14/11/2010 Issue 13926

الأحد 08 ذو الحجة 1431  العدد  13926

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

           

بعد الغياب في أحضان سنوات الدراسات العليا لنيْل درجة الماجستير، عدت لممارسة العمل الحكومي من جديد، بنفسية أكثر تفاؤلاً وروح أكبر ثقةً بأنّ ثمة تغييرات نحو الأفضل ربما تكون قد طرأت على واقع ممارساتنا اليومية في العمل الحكومي، تحديداً في جزئية الانضباطية والتقيّد بساعات الدوام المحددة

ومن خلال تعرّضي لمواقف مختلفة في العديد من الدوائر الحكومية في داخل المنطقة وخارجها، تكشّفت لي الصورة لتكون أكثر قرباً للصورة القديمة، بل ربما تتشابه معها حدّ التطابق، إذ تكشّف لي أننا مازلنا نراوح في ذات الواقع المليء بالتقاعس والتقصير، ويبدو أن أربع سنين ليست بالفترة الكافية كي تحدث التغيير المنشود، ولا أدري كم يجب أن ننتظر قبل أن نلمس بوادر التغيير ناهيك عن تحقيقه ؟

تذكّرت خبراً طالعته عبر الصحافة قبل عام من الآن تقريباً، عندما كرّمت حكومة دبي عاملاً (بنجلاديشياً) يُدعى محمد نظيم، هذا الوافد كان يعمل على وظيفة (عامل نظافة) لمدة تجاوزت عشرين عاماً.

لقد كرّمته حكومة دبي وكافأته ب (خمسين ألف درهم إماراتي)، وهو ما يعادل ضعف راتبه ب(تسع وأربعين) مرة!! ودافع ذلك التكريم هو بلوغ محمد نظيم الستين من عمره، دون أن يتغيّب عن عمله يوماً واحداً، سوى يوم قضاه في المستشفى لإجراء بعض الفحوصات الطبية.

إن نظيم، القادم من أقصى شرق القارة الصفراء، يستحق أن يكون اسمه عنواناً لموضوع في المناهج المدرسية، خصوصاً عندما نسرف في التنظير لأبنائنا وبناتنا عن مراقبة الله في أداء العمل، والإخلاص للمهنة، وعن الرزق الحلال، وتحمُّل الأمانة، والإتقان في العمل، وعن كل حشو آخر يخلو من نماذج عملية من الواقع الذي نعيش فيه، ونظيم أيضاً هو قصة جديرة بأن تحكى كل صباح لمعاشر الموظفين (المفرّكين)، أولئك الذين يتهرّبون من أعمالهم بغير عذر مقنع، تارة بحجة توصيل الأبناء وتارة لمراجعة البنك وأخرى لإنجاز أمر خاص، بينما تتعطّل المصالح وتتأخر الإجراءات وتمتلئ الأدراج بالمعاملات.

إنني على يقين بأن واقعنا العملي يعج بمئات القصص على شاكلة نظيم، لكنها بحاجة لإظهارها على السطح، وتكريمها بشكل لائق محفز للآخرين، والقائد الناجح في أي منشأة حكومية أو أهلية، قادرٌ بالتأكيد على تعميم تلك التجارب الوظيفية الناجحة في صفوف موظفيه بشرط أن يكون هو أول المتقيّدين لا أول المخالفين.

شكراً محمد نظيم فقد قدّمت لنا درساً جديراً بالتمحيص والتدقيق وأخذ العبرة، وشكراً لكل مبادرة لتكريم قصص النجاح تماماً كما فعلت حكومة دبي.

محاضر بجامعة جازان -

Aymin2008@hotmail.com
 

محمد نظيم .. وله من اسمه نصيب !!
أيمن العريشي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة