Monday  15/11/2010 Issue 13927

الأثنين 09 ذو الحجة 1431  العدد  13927

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

           

مناسبة الحج ركن ديني واجب، وحدث عالمي فريد، ينبغي أن نستثمره في بناء مشهد إنساني مؤثر، من خلال العمل الجاد على إنجاحه وتكريس كافة الجهود، خدمة لكل ما يزيد من راحة الحجيج الذين جاءوا بلهفتهم من كل مكان في الأرض.

يظهر في الواجهة كل عام (معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج بجامعة أم القرى بمكة المكرمة)، إذ يفترض أن يكون لهذا المعهد حضور قوي قبل وبعد المناسبة، فقبل الحدث ينتظر منه تقديم حصيلة التجارب السابقة للعاملين في حقل الإعداد والتنظيم والمتابعة لهذه المناسبة كلٌ في تخصصه، وبعدها يفترض فيه أن يوفر كل المعطيات التي تؤهله أن يقول عن تجربة إدارة الحج: إنها ناجحة أو جانب بعض أعماله الصواب. أما أثناء أداء النسك في المشاعر، فإنّ دور هذا المعهد هو الإسهام في قراءة الواقع وتقديم الرؤية الواضحة للمشهد العام للحج الذي يلمس فيه المراقب أنه يخلو من إحصاءات دقيقة تفيد الباحثين.

فغياب الإحصاءات كما يفيد معهد الأبحاث أكثر من مرة، يحيلنا إلى حقيقة أن المفاصل التي تحكم المناسبة تخفي بعض الأرقام، والكميات، مع غياب للدور التفاعلي بين الجهات الخدمية فيما بينها، بمعنى أن كل جهة تزعم أنها مسئولة عن المناسبة ليغيب التخصص، ومن هنا يفقد هذا المعهد دوره الحيوي حينما يُظَنُّ عليه ببعض التقارير الحيوية الهامة.

ومثال ذلك ما حدث في موسم الحج في العام الماضي، حينما وصل الذعر ذروته جراء التهويل والمبالغة في أمر «أنفلونزا الخنازير» التي لم يكن هناك أي مبرر في المبالغة في وصف خطرها المباشر على الحجاج، فلا يستطيع الباحث أو المستقصي لحالة المرض وخطورته أن يجري مسحاً ميدانياً يستطيع من خلاله تقييم السلوك العام نظراً للإرباك الذي حدث، بل لم يكن هناك أي توجه لتوثيق تلك الظاهرة على أساس علمي يحقق معادلة البناء البحثي السليم.

حينما تتفقّد إنجازات «معهد أبحاث الحج» فإنك تقف أمام فراغ أو غياب للإستراتيجية أو التخطيط الجذري للمناسبة، لأنّ هذا المشروع ربما يعمد إلى استقصاء المعلومات والأرقام والنتائج من خلال مشاريع التطوير والترميم والإصلاح، في حين أن الإستراتيجيات تتطلّب الحلول الجذرية والخطط الواضحة والمحددة في بناء المنجز العملي في هذه المناسبة العظيمة والهامة.

هناك من يحيل أو يود أن يسحب هذه المناسبة إلى منطق الحسابات والتقييم المادي أو المالي الصرف، من خلال بناء معادلة الكسب والتمترس حول فرضيات الاقتصاد المهم لهذه المناسبة، ليوضع - للأسف - هامش الكسب وخطط الربح، بل والعمل على فحوى فرضية واحدة هي: كم نُخْرِج من جيب الحاج؟ وكيف نجعله ينفق؟ وهذا خطأ فادح يتأكد هذه الأيام في غلاء المخيمات وفخامة محتوياتها غير المبرر وكذلك أسعار الأطعمة، إذ يبلغ في بعض أماكن الحج أن وجبة كبسة الدجاج مع الأرز تتجاوز المائة ريال، مع العلم أن جُلَّ هؤلاء الحجاج الذين قدموا إلى مكة والمشاعر هم بحاجة إلى أيادي أهل البلاد وعطائهم الجميل.

hrbda2000@hotmail.com
 

بين قولين
أبحاث الحج
عبد الحفيظ الشمري

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة