Monday  15/11/2010 Issue 13927

الأثنين 09 ذو الحجة 1431  العدد  13927

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

           

تأكيد - سمو الأمير - خالد الفيصل في مؤتمر» التحديات الإعلامية في عصر العولمة « الذي نظمته رابطة العالم الإسلامي - قبل أيام - من أن: « للإعلام سطوة عالمية لا تخفى، حتى غدا من أمضى الأسلحة الحديثة - سلبا وإيجابا -،

وأبعدها أثراً وتأثيراً في ترسيخ المفاهيم العامة «. هو تأكيد على أن: الإعلام باستطاعته أن يكون سلطة أولى في التوجيه، والتأثير على الرأي العام.؛ لما له من تأثير واسع على تشكيل العقل والنفس والروح.

تعتبر وسائل الإعلام نعمة من أكبر النعم التي رزقنا الله في هذا العصر، فهي قادرة على تشكيل المواقف والاتجاهات في المجتمعات، وأصبحت رقما فاعلا في تكوين العلاقات - الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية - بشكل عام. ومع ذلك تجد بعضها - للأسف - أبعد ما تكون عن تحديات العصر، ومتطلباته الملحة. فتسعى على سبيل المثال لا الحصر، إلى الإثارة الإعلامية في قضايا هامشية، وإشغال الناس بما يفرق ولا يجمع، وإذكاء مسائل الخلاف كلما خبت.

يستطيع الإعلام - اليوم - أن يشكل العقل، ويصنع الفكرة، ويوجه الرسالة. ولكي يكون هادفا فلا بد من توجيهه باتجاه بنائي واسع الأفق، نحو طريق واضح المعالم والأهداف. وأن تتوافر لديه رؤية وإستراتيجية تنموية، في ظل آفاق فكرية متعددة، وخيارات متاحة واسعة ؛ لإيصال رسالته القيمية، والمتوافقة شرعا مع المقاصد الكلية، والغايات الشرعية.

إننا مطالبون إلى الالتفات أكثر إلى قضايا حاضرة، تقودنا إلى مشروع نهضوي حضاري. يفهم عقلية المتابع، ويخاطبه بطريقة احترافية، ضمن دائرة المخاطبة الإنسانية ؛ حتى يؤدي رسالته كما ينبغي. وهذا ما أشار إليه - الدكتور - عبد القادر طاش - رحمه الله -، من أن الإعلام الفضائي الهادف الذي ننشده ليس كذلك، بل هو على العكس من ذلك تماماً، فهو: إعلام عصري في مضمونه، وأسلوب عرضه، يمنح من تراث الأمة، ويستوعب معطيات العصر، فيمزج بينهما بذكاء وحكمة ؛ ليقدم للجمهور مادة إعلامية، تنطلق من ثوابتهم الراكزة، وتمس متغيرات حياتهم في أسلوب مشرق، لا تكلف فيه ولا جمود.

- إعلام مهني راق، يرتكز على خصائص الوسيلة التلفزيونية التي يخاطب من خلالها الناس، ويوظف التقنيات الحديثة ؛ لخدمة الرسالة والوصول إلى الهدف.

- إعلام منفتح فكرياً وحضارياً، فلا ينغلق في « جيتو الأدلجة «، بل ينفتح على الحياة والناس والعالم، لأنه ينتمي إلى دين للعالمين كافة، وحضارة تفاعلت مع الحضارات الأخرى على مر العصور. ولأنه يدرك أن العالم - اليوم -، تحول إلى قرية كونية، لا مجال فيها لعزلة، أو ادعاء طهارة ذاتية.

وأحسب أن اجتماع هذه المعالم الثلاثة الرئيسية - العصرية المهنية الانفتاح الفكري والحضاري - هو أكبر نجاح إعلام فضائي هادف في زماننا هذا.

إن حاجتنا إلى إعلام هادف مفيد، في قالب عصري جذاب ومنافس، يتحلى بالصدق والواقعية، ويعمل على التجديد في الأسلوب والطرح، مطلب مهم - ولا شك - ؛ من أجل أن يرقى بالإنسان في جوانبه - الفكرية والعقدية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية والنفسية والترفيهية -.





drsasq@gmail.com
 

نحو إعلام هادف!
د. سعد بن عبد القادر القويعي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة