Monday  15/11/2010 Issue 13927

الأثنين 09 ذو الحجة 1431  العدد  13927

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

الشؤون الإسلامية ..جهود تذكر فتشكر
د. سعد بن محمد الفياض

رجوع

 

لا يشك أحد في الجهود التي تبذلها وزارة الشؤون الإسلامية تجاه بيوت الله ومرافقه والقائمين عليها، إنها جهود تذكر فتشكر.. وهذا ليس بمستغرب في بلاد تحملت أمانة هذا الدين والعمل به والدعوة إليه في ظل رعاية خادم الحرمين وسمو ولي عهده والنائب الثاني حفظهم الله الذين جعلوا من عمارة بيوت الله وتشيدها وتهيئتها للمسلمين وفي مقدمتها الحرمان الشريفان أقصى غاياتهم وأعظم اهتماماتهم فالمساجد ذات أهمية عظمى في الإسلام فهي البيوت التي خصها الله بإعلان الإذن برفعها مادياً ومعنويا.. ماديا بالبناء والتشييد ومعنوياً بالعبادة والطاعة.. والرسول - صلى الله عليه وسلم - أعطانا دروساً عملية في أهمية بيوت الله ومكانتها، حيث كان أول عمل اهتم به صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة هو بناء المسجد وتأسيسه ليكون مقر العبادة ومنطلق الرسالة، ولمكانة المسجد في نفوس المسلمين كان العائد من السفر يبدأ بالمسجد قبل بيته فيصلي فيه ركعتين أُسوة بالنبي صلى الله عليه وسلم. وفي المسجد يلتقي جماعة الحي الواحد خمس مرات يسلم بعضهم على بعض ويتفقد بعضهم بعضا والذي من خلاله تتآلف القلوب وتتواد الأفئدة عل الحب والخير والنصيحة والمعروف.. به تبث خصال المؤمنين الحميدة من الصدق والإحسان والأخلاق والآداب وبه تزول الصفات الذميمة والأفكار المنحرفة كالإرهاب والجرائم والمخدرات وسائر الشرور.. وبه يعرف الجار جاره والرفيق رفيقه.. فبهذا وغيره تتجلى لنا مكانة المسجد في الإسلام وأهميته من الناحية التربوية والاجتماعية.ولكن ما هي رسالته الحقيقية الجامعة التي ينبغي للمعنيين في وزارة الشؤون الإسلامية بثها وتوعية القائمين على بيوت الله بها وكيف يؤديها ؟ إن للمسجد دورا عظيما في ترابط المسلمين وتكاتفهم، وتفريج همومهم وتنفيس كروبهم، فمن خلاله يتم تفقد الغائب وعيادة المريض، ومعاونة المحتاج والفقير وتعليم الجاهل. لذا فإن على الوزارة مع ما تبذله من جهود مشكورة في هذا الصدد مهمة عظيمة في إقامة الدورات للأئمة والخطباء في بيان مسؤولياتهم نحو توجيه المسلمين وإرشادهم، وألا يبخلوا بالتوجيه والإرشاد لأهل حيهم وجيران مسجدهم. فيُحسن معاشرتهم ويحضهم على الصلاة وفعل الخير بالموعظة الحسنة والكلمة الطيبة، يتعهدهم بالزيارة في منازلهم ويتفقد أحوالهم، ويسعى في مساعدة المحتاجين، وفض المنازعات، وخصوصا المنازعات الزوجية والمشاكل الأسرية والإصلاح بينهم. يعود مرضاهم، ويعلمهم الأخلاق الحسنة قولا وفعلا، ويتحبب إلى الأطفال ويرحمهم ويرشدهم إلى الصلاة والأخلاق الحميدة، ويتواضع لكبار السن ويوقرهم، ويشاورهم فيما يهم المسجد من أمور، يُسمعهم القرآن ويعينهم على حفظه، يحرص على العلم الشرعي بأنواعه من خلال إقامة الدروس والمحاضرات واستضافة العلماء، فيكون الإمام في حيه وبين جماعته ينشر بينهم الخير والفضيلة.

ينبغي للوزارة أن تعي وهي كذلك بإذن الله أن للإمام دورا لا يقل عن أستاذ الجامعة في جامعته، أو الطبيب في عيادته فعليها أن تشعرهم بمسؤولياتهم وأماناتهم الموكلين بها بين الحين والآخر، ولن يكون هذا إلا إذا فهمنا رسالته الحقيقية فهما عميقا شاملا ثم بدأنا بتطبيق مبادئه كلها في ساحاته وجنباته.

{فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ}.

 

رجوع

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة