Monday  15/11/2010 Issue 13927

الأثنين 09 ذو الحجة 1431  العدد  13927

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الريـاضيـة

           

الأهلي.. ذلك الاسم الجميل.. كأنه فنان عبقري يغمس فرشاة ألوانه.. في روحه ووجده ووجدانه.. فيكون ذا فرح صاخب حيناً.. وأحياناً كثيرة يكون محمَّلاً بالشجن والآلام.. نكهته تبقى متفردة في كل الأحوال.. إن ما يحصل للفريق الآن فهو عدم توفيق عجيب وغريب.. فكلما أراد النهوض تعثّر بحظه العاثر.. دون معرفة حقيقية لأسباب ذلك الحظ.. وكأنها (حوبة) قدرية تحتاج للكثير من حسن النوايا.

الأهلي ضحية لسوء إدارته بشكل تراكمي.. حتى أصبح الفريق بدون خط ظهر بالكامل عدا المبدع الظهير الحربي.. ومع ذلك أؤكد أن السيد ذا الرداء الأخضر قادم.. وقد يعجل برعبه إلى بقية الفرقاء.. قائلاً: لقد أصبحت على منصة الجاهزية الأخيرة لأقدم مستوياتي المرعبة التسعينية.. التي لن تبقي ولن تذر.

مدرب الأهلي الصربي مولوفان رايفتش يعزو خسارة الأهلي من الرائد للإرهاق الذي أصاب الفريق وكأنه هو الذي يلعب وحده في دوري زين.. وذكر أيضاً أن هذا ناتج عن الجهد المضاعف الذي بذله اللاعبون خلال مباراة الهلال.. رغم أن الهلال والتعادل معه أو حتى الفوز عليه ليس مقياساً ناجعاً لعودة الأهلي لمستواه المأمول.. فالهلال قبلها تعادل - بطلوع الروح - مع القادسية.. وأربعة الرائد لا تعكس سير مباراة الزعيم والرائد.. فالهلال يئن تحت وطأة نقص حقيقي في اللاعبين القادرين على إبقاء التوهج الهلالي بدءاً من خط الدفاع.. وانتهاء بخط المقدمة.. فهو يلعب دون مهاجمين حقيقيين أثناء غياب ياسر.. وليس لديه حلول هجومية متاحة غير الاختراق من العمق.. واقتناص المحياني لكرات حائرة بالصندوق قد تأتي وقد تغيب.. بينما فتح اللعب من الأطراف غير مجدٍ على الإطلاق.. بفرضية رفع الكرة من الأطراف.. فأين المهاجم القناص الذي يجيد ألعاب الهواء والتسديد بالرأس.. هل هو المحياني؟!!.. أجزم يقيناً لو وفق الهلال في الانتقالات الشتوية بالتخلص من وليهامسون.. وإحضار مهاجم قوي البنية.. فارع الطول.. يجيد ألعاب الهواء والتسديد بالرأس إلى جانب ياسر.. فستعود المتعة للفرقة الزرقاء.

الاتحاد ذلك النادي الشعبي.. من أخمص قدميه إلى قمة رأسه.. بات هذا الموسم أقل وهجاً من المواسم السابقة.. يقولون سبب ذلك هو كبر سن لاعبيه.. وأقول سببه البرتغالي جوزيه.. ذلك الهرم الهرف دون تاريخ يشفع له بتبوؤ سنام تدريب العميد.. هذا المدرب الكئيب قضى على لاعبيه.. والشرح يطول.. والمساحة محدودة.. اختصاراً جوزيه خسر اللاعبين.. وخسر انصهار الروح والعطاء والتفاني في بوتقة واحدة.. فغشيت الضبابية عطاء العميد.

الشباب عاد مرعباً من خلال أربعة الفيصلي.. وهو فريق لا أخشى عليه على الإطلاق.. لوجود إدارة ناجحة متمثلة في العقل الاستثنائي خالد البلطان وصحبه.

النصر بدأ يقدم مستويات عالية.. يدعمها بلاعبين ذوي تكوين جسماني كروي حقيقي ومذهل وهائل..أمثال محمد عيد وسعود حمود وعبد الله القرني.. خصوصاً وهم صغار في السن.. والمستقبل المشرق أمامهم.. ومن حق النصر المنافسة الفاعلة على بطولة الدوري في ظل تراجع مستوى الهلال واتحاد جوزيه.

على العموم أتى التوقف لالتقاط الأنفاس.. ومراجعة الذات.. لعل وعسى أن تتحسن مستويات الأندية الكبيرة.

ليرحمك الله يا عم عبد الله عبد الوارث!!

نعم ليغشاك الله بواسع رحمته.. ولينعم عليك بجنة خلد وسعها السموات والأرض أبا محمد وأحمد.. هذا الرجل العم الوالد عبد الله عبد الوارث.. رجل بسيط وفقير ومعدم.. لا يركب وسيلة مواصلات على الإطلاق لضيق ذات اليد.. يقطع المسافات في أحياء جدة على قدميه مهما تكن ظروف الطقس.. ومع ذلك دائماً يكون نظيفاً في لبسه البسيط.. ومبتهجاً ومرحاً وقوياً.. رزقه الله بولدين صالحين على كبر.. وفقني الله لرعايتهما دراسياً حتى غديا في المرحلة الجامعية بتفوق.

هذا الرجل ألمح دوماً في وجهه إيماناً نورانياً عجيباً.. فهو عفيف النفس وعزيزها.. ولكنه غني بالله وبحب الله.. وكأنه يملك الأرض بيمينه.. أجلس معه ولا أملّ من حديثه.. أتعجب كثيراً من قوة إيمان هذا الرجل الغني بالله.. وأغبطه بحبه الشديد لله.. وإيمانه المطلق.. عاش فقيراً معدماً.. لكنه عاش شريفاً وعصامياً وشجاعاً مطمئناً بالله.. أتعلم منه الصدق والنزاهة والشجاعة وعلو الهمة والاستعانة بقوة الله على أية قوة في الأرض والسماء.

افتقدت صوته خلال العشر المباركة.. وهو الذي لا يفوّت مناسبة إلا ويتصل بي مشكوراً مهنئاً.. بالأمس هاتفت منزله لتهنئته وأم أحمد بعيد الأضحى المبارك.. وأتى صوت أرملته الفاضلة أم محمد وأحمد.. قالت وبحزن يقطع الأفئدة: عمك عبد الله عبد الوارث تعيش أنت!.. قلت: اتق الله يا أم محمد ماذا تقولين؟.. قالت: قبل خمسة أيام استبطأ في النهوض لصلاة الفجر.. فنبهته لوقت الصلاة.. ولكنه كان قد انتقل إلى رحمة الله في هدوء وسكينة.. وقبس من نور ينضح به جبينه.. بكت أم محمد وبكيت كثيراً وبحرقة.

فليرحمك الله أيها الرجل الشريف النظيف المؤمن الصادق الزاهد العصامي.. كنت ترعى ابنيك أفضل ألف مرة ومرة.. من أصحاب النفوذ والمال والجاه.. عشت نظيفاً شريفاً.. وغنياً بالله.. فاللهم يا حنان يا منان ارحم عبدك عبد الله.. ووسّع مدخله.. وارزقه داراً خيراً من داره.. وجنة خلد وسعها السموات والأرض.. وألهم زوجته وأبناءه وأهله وذويه الصبر والسلوان.. (إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ(.. وإني يا عم عبد الله عبد الوارث إن شاء الله لن أخذلك -بإذن الله- في ولديك وأهلك.

قال تعالى: (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي).. صدق الله العظيم.

salehreda@hotmail.com
 

من القلب
الأهلي.. ذلك المحمّل بالآلام والشجن!!
صالح رضا

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة