Wednesday  17/11/2010 Issue 13929

الاربعاء 11 ذو الحجة 1431  العدد  13929

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

منوعـات

           

منذ الأزل والعرب يقدرون ويتقربون من ذوي الجاه، والجاه هو قيمة اجتماعية يكتسبها الفرد بما يبذله من جهد ومال في سبيل خير المجموعة التي ينتمي لها، سواء كانت أمة أو قبيلة أو عائلة، وذو الجاه رجل تتكامل به خصال المروءة، ولكنه غالباً ما يكون متميزاً على نحو فذ بخصلة من تلك الخصال، فيكون بالغ الكرم، أو صنديداً شجاعاً في الوغى، أو شاعراً يسوس القوافي، أو أديباً حكيماً تعقد بقوله العزوم، وصاحب الجاه يكتسب بجاهه احترام الناس وتقربهم، فيكون في مجالس علية القوم، وتسهل له فرص مكاسب الثروة، فيقرب لدى الحكام وذوي السلطان، ويكون سبيلاً لهم في قضاء حاجات الناس. ومع انتظام العرب على مر العصور في الممالك والسلطنات، تطورت الحكومات ولم يتخل العرب عن السعي لاكتساب الجاه، ولكن تغيرت الأساليب فعوضاً عن اكتساب الجاه من الناس ابتداءً، أصبح الآن الجاه يتحقق بمجرد الحصول على حظوة السلطان، فبات الكثيرون يتقربون، فمنهم من يدفع بمؤهلاته العلمية، ومنهم من يدفع بخبرته، ومنهم من يدفع بقدرته التأثيرية على الاقتصاد، كذلك تغيرت ممارسة الجاه، فعوضاً عن بذل الجاه في سبيل خدمة الناس، صار كثير من ذوي الجاه يبذله لإظهار الفوقية والسمو على الناس، وكثيرا ما استخدم الجاه في أيامنا هذه لظلم الناس.

هناك من لم يكن له بين قومه ما يميزه بينهم، ولا يملك الحد الأدنى من سمات المروءة، ثم يسعى بما يليق ولا يليق لاكتساب جاه لا يرومه ليحق حقا أو يرفع ظلما، أو يصل قريبا أو يعز صديقا، كل ما يرومه هو أن يصبح ذا حظوة عند هذا السلطان أو ذاك، بها يسود على من حوله ويتغلب عليهم، فيسلبهم حقوقهم ويستأثر بها لنفسه بحجج كلها تصب في قول واحد هو أنه صاحب حظوة تجعل حجته أعلى من سواه. هذا السيد له أمثلة كثيرة في حياة العرب اليومية، فكم من هؤلاء ابتليت بهم عوائلهم أو قبائلهم؟، فذبحوا المروءة وسيدوا مكانها خسة الطمع وضعة الجشع وأشعلوا في نفوس الناس مقتاً وازدراءاً لهم.

نعم هناك أمثلة لرجال كرام جعلوا الجاه مطية يكدونها في سبيل الخير والصلاح لشأن من يتقرب لهم من ذويهم ومن الناس عامة، وهؤلاء هم أجدر الناس بالجاه والحظوة، وحيث إن إحدى أدوات الحكم في التقاليد العربية هو الجاه، فالسلطان يقرب ذوي الجاه لقدرتهم التأثيرية على الناس وقدرتهم على تحسس حاجات الناس وتطلعاتهم، فيعكسون صورة الواقع للسلطان بأمانة الموالي ولطافة المحب، فيحصل له المعرفة المؤسسة للحكمة في إدارة شؤون الدولة، لذا أسس في بعض البلدان مجالس لذوي الجاه من الأعيان بها يجتمعون ويتدارسون الشؤون التي من شأنها تعميق العلاقة بين الحاكم وشعبه.

mindsbeat@mail.com
 

نبض الخاطر
ليس كل صاحب حظوة جديراً بجاه!
محمد المهنا أبا الخيل

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة