Thursday  18/11/2010 Issue 13930

الخميس 12 ذو الحجة 1431  العدد  13930

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

           

عيدٌ سعيدٌ حين تحاملت على نفسك وقطعت قول كلّ خطيب وقلت بعفويتّك وحميميتّك: لستُ أدري أهو انزلاق أو عرق نساء، وما كان شعبك قبل رؤيتك مطمئناً على صحتك، ولأنك لا تريد لشعبك أن تمضي به الشكوك ويقضي هذه المناسبة السعيدة تحت وابل التساؤل،

فقد خرجت عليهم تتوكّأ على عصاك، لقد تنفّس الجميع الصعداء لأنّ طلعتك البهيّة وخطواتك الوئيدة أعادت إليهم السعادة، وأراحت نفوسهم، وفتحت أمامهم أبواب الأمل، وعدت إليهم كما كنت صمّام أمان ومبعث عز واطمئنان:-

«هذه دولة المكارم والرأف

ة والمجد والندى والأيادي

كسفت ساعة كما تكسف الشم

س وعادت ونورها في ازدياد»

لقد كان لقاؤك بأبناء شعبك أغلى هدية يتلقّونها في مساء العيد، لله قلبك ما يخاف من العناء، ويخاف أن يقلق عليك محبُّوك، ولسان حالك يقول لهذه الأمة المترقِّبة لأخبار الوعكة التي ألمّت بك:

كن حيث شئت فما تَحُول تَنُوفَةٌ

دون اللقاء ولا يشط مزاد

لقد أطلت عليهم طلعتك البهيّة لتبعث السكينة والثقة، وكيف لا يتطلّعون وأنت مبعث أنسهم وراحتهم ومناط آمالهم:-

ألبسك اللهُ ثوبَ عافيةٍ

في نومِك المعْتري وفي أرقك

يخرج من جسمك السقام كما

أُخْرج ذَمُّ الفِعال من عنقك

وإذ غبت عن قيادة الحجيج بشخصك، فقد حفّتهم مشاعرك ووسعتهم خدماتك، وشملتهم توصياتك، ونهض بهمِّك واهتمامك رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وكلُّ حاج يرفل بتلك الحلل يلهج بالثناء والدعاء، أجزل الله لك المثوبة وعظم لك الأجر ودرأ عنك مصارع السوء وأسبغ الله عليك نعمه ظاهرة وباطنة:

وإن تَجِدْ علَّةً نُعَمُّ بها

حتَّى ترانا نُعاد من مَرضِك

والقلوب التي تهفو إليك ها هي قد أناخت بين يديك تمحضك المحبة وتصدقك الدعاء، وتلهج بالشكر للمتفضّل المنعم الذي أسبغ عليك الصحة والعافية، فأنتم ذخر الوطن وسنده ومحط آماله، فلتعش في قلوبهم رمز محبة وبلسم شفاء وصمّام أمان.حفظك الله لتكمل المسيرة، وتحقِّق طموحاتك وتطلُّعاتك وآمالك فأنت:-

بصير بأخذ الحمد من كل موضع

ولو خَبَّأتْه بين أَنْيابها الأُسْدُ

وإذا كان القادة قد حسموا بعض المواقف العصيبة بالذخيرة الحيّة، فأنت تحسمها بالكلمة الطيبة والقول السديد، وذلك سر تألُّقك وانتزاعك للمحبة والإعجاب والتقدير من كافة الأوساط العربية والعالمية، وحقّ لك أن تسمّى: بملك الإنسانية وأن تدرأ عن أمّتك ما تشيعه قالة السوء من أنّ الأمة العربية والإسلامية مصدر التطرُّف والإرهاب، وأمام طوفان الإشاعات المغرضة، بادرت المشاهد بمشاريعك السلمية (حوار الحضارات) (الوسطية) (التسامح) وتنشيط (القواسم المشتركة) بين الحضارات، وأرجأت كلّ الملفات الساخنة، مؤكداً للعالم أنّ الإسلام دين السلام والوئام، ولقد رضيت بالمشترك الإنساني لتطفئ لهيب المشاكل والويلات، فوجدتْ الإنسانية بلسمها بكلماتك ومبادراتك:-

المجد عوفي إذ عوفيت والكرم

وزال عنك إلى أعدائك السقم

وما أخُصُّك في برءٍ بتهئَنةٍ

إذا سلِمت فكل الناسِ قد سلموا

 

الطَّلعة المُطَمْئنة
د. حسن بن فهد الهويمل

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة