Thursday  18/11/2010 Issue 13930

الخميس 12 ذو الحجة 1431  العدد  13930

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

           

عرفت الأستاذ تركي بن فيصل الرشيد، كاتباً قديراً وباحثاً حصيفاً من خلال ما كان ينشره في بعض صحفنا المحلية من مقالات هادفة تكشف عن همومنا الأساسية سواء أكانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية وربطها بالمصالح العربية والإسلامية لتحقيق الأمن الشامل للمجتمع العربي والإسلامي المعاصر نابذاً من خلال تلك المقالات الانقسامات القبلية والفئوية والطائفية والايديولوجية، وقد تناول من خلال تلك الموضوعات المهمة التي جمعها أخيراً في كتاب موسوم عنونه ب(الطبعة الأولى)، وذلك طبعاً لما يطرحه من تساؤلات كبيرة تماماً كطبيعة العنوان الذي يترك تساؤلاً لدى القارئ قبل الدنو منه والتجوال في صفحاته ليكتشف هو بنفسه كم يطرح هذا الرجل من أسئلة وافتراضات يدعو عبرها القارئ إلى المشاركة في إيجاد الحلول والاجابة عن الافتراضات - فها هو يتحدث في الباب الثاني من هذا الكتاب متسائلاً عن الاستراتيجية الزراعية السعودية وكذلك عن تنمية الأرياف كحل لتخفيف حدة الفقر تماماً كما هو يدعو للتكامل كعلاج لفجوة الأمن الغذائي العربي ويتناول الباحث أيضاً دور الزراعة في محاربة الفقر أو معوقات تحقيق الأمن الغذائي. ويركز الكاتب في هذا الباب على الزراعة في مصر ومعوقاتها، وكذلك في السودان التي تعد الزراعة فيها وفرة وخصوبة من خلال المساحات الزراعية الهائلة هناك والتي تعترضها حسب وجهة نظر الكاتب تعقيدات إجرائية تعرقل إلى حد ما الأهداف النبيلة التي يدعو لها الكاتب لتحقيق الأمن الغذائي العربي العام.

وفيما يخص علاج البطالة فها أن الكاتب يوجد حلاً واقعياً لاجتثاث هذه الظاهرة في المملكة أو سائر بلدان الخليج الغنية إذ يقول الكاتب في طرحه: إنه نظراً لما للبطالة من مشكلات خطيرة تهدد الاستقرار الاجتماعي ولكون القطاعات غير الزراعية غير قادرة على استيعاب المزيد من القوى العاملة فإنه بات من الضروري كما يقول الأستاذ تركي الرشيد توجيه القوى المعطلة - بالبطالة، نحو الريف شريطة أن تتبنى الدولة (التأمين الزراعي ضد الكوارث الطبيعية) عن طريق شركات التأمين، وذلك لحماية المزارعين من المخاطر، وبالتالي يمكنهم سداد ديونهم ورفع دخلهم مما يغري المستثمرين أن يتسابقوا نحو الأرياف، أقول إنه على الرغم من التهديدات الأمريكية والأوروبية بافقار العالم من خلال تحويل المواد الغذائية إلى ما يسمى (الطاقة الخضراء) كبديل للنفط، وذلك عن طريق حصد المحاصيل الزراعية (كالذرة والقمح بل وكل شيء أخضر لاستخراج تلك الطاقة، وهذا ما يسلب الإنسان قوته لتطحنه صهاريج النفط الأخضر بلا اكتراث أو شفقة بمواطني البلدان الفقيرة التي تزدهي بالأشجار والأعشاب بشكل عام بل لربما لن يهم القوى العظمى أفواه الجياع بقدر ما يهمها أضراس آلاتها العملاقة التي ستزدرد هذا القوت من بين أسنان الفقراء، أقول إن هذه المعضلة القادمة لم يشر إليها الباحث كخطر يتهدد الإنسان ولم يطرح حلولاً لتفادي هذه الكارثة القادمة مثلما طرح حلولاً لعدة مشاكل تتعلق بالأمن الغذائي العالمي - صحيح أن مشروع استخلاص الطاقة من الذرة والعشب ومواد زراعية أخرى تتعلق بغذاء الإنسان قد أفشلته التجارب والإخفاقات، ولكن هذا لا يعني أنهم قد استسلموا لهذا الإخفاق (كلياً) بل إنهم سيطورون هذه التجارب بشكل أوسع وأعمق مما يستوجب الحذر إزاء هذه المحاولات الإحلالية الدؤوبة.

يبقى القول أخيراً ان تركي الرشيد قد تناول كل تلك القضايا بأسلوب علمي راقٍ مدعّم بالأرقام والمعلومات الموثقة، وان كتابه (الطبعة الأولى) جدير بالاقتناء قبل النفاد، هذا ان لم تقل إنه نفد فعلاً من الأسواق.

فهل يا تُرى يسمى الرشيد الطبعة الثانية (الطبعة الثانية) أم ان الطبعة الثانية سيكون كتاباً مختلفاً عن الطبعة الأولى؟!

 

هذرلوجيا
الطبعة الأولى؟!
سليمان الفليح

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة