Saturday  20/11/2010 Issue 13932

السبت 14 ذو الحجة 1431  العدد  13932

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

           

قالت العرب: بين عشية وضحاها. وقالت في عمق زمني أدق وأقل: ما بين غمضة عين وانتباهتها يبدل الله من حال إلى حال... وهذا الذي عاشه المجتمع السعودي خلال الأيام الماضية عندما أعلن الديوان الملكي تعرض الملك عبدالله إلى وعكة صحية وأناب سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لإدارة الحج واستقبال الوفود الرسمية لضيوف الرحمن. شعرت بنوع من الحزن حيث تحولت الرياض إلى مدينة مغطاة بالحزن والصمت.

الملك عبدالله يحمل لنا دائماً البشائر والفرح والأمل، يحمل لنا دائماً حب الأوطان وحب الناس وحب المدن الناهضة والوجوه المتطلعة... الملك عبدالله خلال السنوات القليلة الماضية نقل المملكة من مرحلة إلى مرحلة حضارية جديدة بصورة خاطفة للمراقبين الدوليين رغم الإحباطات الدولية، فالحلف الأطلسي بكل قواته يقف على مشارف حدودنا الشمالية، والعراق الجار احترق بأهله، وخليجنا الدافئة مياهه الراكدة اشتعلت بالمخاوف والحرب النووية، وشطآننا بخلجانها الحالمة في البحر الأحمر أصبحت ممراً للسفن الحربية الدولية التي تحاصر الصومال، وضلعنا الجنوبي الضالع بالمحبة اهتزت جباله ورمال ربعه الخالي وهضاب جازان بالمتمردين الأجانب والطامعين... رغم تلك المخاوف خلال (10) سنوات قادنا الملك عبدالله بالرفق واللين والوطنية المكتنزة بالمحبة، قادنا الملك عبدالله لأعمار بلادنا وإنساننا... قادنا لبناء الإنسان والحجر والمدن والبحر فحول شطآننا الشرقية والغربية إلى جامعات ومصانع ومدن للتعليم والتعدين في.. جدة وثول وينبع وتبوك وجازان، والدمام، والخبر والظهران والخفجي.

أما وسط صحراء الجزيرة العربية من شمالها من النفود الكبير وحتى جبال عسير ونهايات الربع الخالي فقد زرعها الملك عبدالله بالجامعات والكليات في زمن قياسي فوطن التعليم والإسكان والوظائف وميز شخصيات وهويات المناطق في استقلالية خدماتها التعليمية والصحية والاجتماعية. لذا أحب الناس الملك عبدالله لأنه ملك عمل من أجلهم وسعى إلى تحسين اقتصادهم العائلي واستقرارهم الوظيفي وفتح الفرص أمامهم... حزن وألم الملك عبدالله هي أوجاع في أعماق المواطن الذي يشعر أن هذا الملك جاء في الزمن الصعب وعمل من أجلنا الصعب ولأننا مثل شعوب العالم المتحضر والمتطلع نحب من يزرع لنا الأمل ويفتح لنا الأبواب لتدخل الشمس وضوء الحياة إلى ظلنا الداخلي وإلى سواكننا الراكدة ليحركها بالإعمال والآمال.

إطلالة الملك عبدالله وهو يتوكأ على عصا ووجهه المشرق وضحكته التي تأتي من السرائر ومن أزاهير الصدق مسحت سحابة الحزن التي تكثفت على سمائنا حين أعلن عن وعكته والانزلاق الغضروفي... أتم الله للملك عبدالله صحته ليكمل انفراجات هذا المجتمع الطيب وليسعد هذا الشعب العظيم الذي عاش أجداده في أزمنة غابرة على الكفاف والشح وعطش الأرض والخوف الغادر من الغزاة... فالملك عبدالله زرع فينا ما زرع: الكرامة والمحبة والعمل. من أجل أعمار هذه الوطن ورعايته.

 

مدائن
الملك عبدالله زرع بلادنا بالجامعات (1/2)
د. عبدالعزيز جار الله الجار الله

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة