Sunday  21/11/2010 Issue 13933

الأحد 15 ذو الحجة 1431  العدد  13933

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

           

لست من أهل السياسة ولا أعرف ظواهرها حتى أعرف بواطنها ولا أرغب بالمعرفة فقد كُفيت داخل بلدي بمن تحمل أمانتها وسعى للقيام بحقها حفظاً لكيان الدولة وجلباً لمصالح عليا للوطن ومواطنيه ذاك هو ولي الأمر والقائم بأهم أمر يباشره بنفسه أو يسند بعضه إلى غيره بعد رؤية ورويّة مع بقاء الإشراف والمتابعة وحسن الأداء والمعالجة فأرحت واسترحت ودعوت، واتجهت إلى ما يناسب حالي ومقامي لأكون ذلك العضو الفاعل النافع في جسدنا الكبير المملكة العربية السعودية، ولكني مع هذا البعد وعدم الرغبة بالمعرفة بالسياسة كغيري من الناس أحاول أن أسبر المشهد وأصفه بما يتناسب وقدراتي ومطالعاتي في الكتاب المفتوح حيث حال العالم برمته والاضطراب الذي يشهده وبخاصة كياننا الإسلامي والعربي فالاضطراب الداخلي والتنازع في داخله مع سوئه وألمه على قلوب الصالحين هو فرصة لبعض الانتهازيين على مستوى فرد ودولة فيستثمر ذاك التنازل ببيع سلاح لكلا الخصمين أو الخصوم أو لتسجيل طابور خامس يحمل الولاء للدولة التي زرعته سرطاناً يسري في داخل هذه الدولة المضطربة ليكون لها تابعاً تحركه متى أرادت وبالطريقة التي تناسبها في ذلك الوقت، فتتصرف بسياسة الدولة بالعصا والجزرة عصاها هذا الورم الذي زرعته ودعمته حتى مكنته فجعلته سيفاً بيدها تضرب به من يخالفها فضربت الأخ بأخيه والجار بجاره والمواطن بمواطنه وهي تتفرج على المشهد حاملة (للريموت) في يد وقابضة على الكف الأخرى بالتأييد والتوريط، وأما جزرتها فهي وعود مستقبلية حاملة لمعاني الوهمية، ومع هذا الاستغلال والاستذلال هناك من لا يهنأ له بال ويحمل عزيمة أقوى الرجال ويحتمل على نفسه فيقف موقف القوة والقدوة فيسعى لمداواة تلك الجراح وإحلال الأفراح مكان الأتراح فيجمع الأخ بأخيه والجار بجاره والمواطن بمواطنه بحسن نية وصدق طوية فبقدر ما يفسد ذاك هو يصلح وبمستوى الاستثمار الأسوى من ذاك هو يجعل أهل الجسد الواحد مستثمرين لواقعهم فيأخذون منه الدرس والعبرة لتطييب قلوبهم فيُبعدوا النفرة من بعضهم لبعضهم فيكونوا جسداً واحداً سليماً، إن هذا الخلق الرفيع خُلق دولة وفرد وهو واقع عايشناه ولا يحتاج إلى استظهار من بطون الكتب فأما الدولة فهي مملكة الإنسانية المملكة العربية السعودية التي حملت زمام المبادرة والسعي للإصلاح والمحاورة بدلا من الإفساد والمصادرة وأما الفرد فهم أفراد تحتذى ونماذج خير تقتدى دورها واقع شاهدناه وعايشناه ولمسنا آثاره حيث الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله وجمعه للبنانين في مصيف المملكة الطائف قرب مكة روحانية، وقرب لبنان طبيعة فكانت الرعاية والإدارة والطائف وثيقة رسمية ومرجعية إلزامية بالتزام الموقعين عليها. وها هو الملك المفدى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رغم النكول من البعض ووجود من لا يجيد إلا لغة العض ينادي بصوت مسموع وبقلب مفتوح قادة العراق أن تعالوا إلى كلمة بينكم سواء يهنأ بها شعب العراق ويرقى، ويلملم الجراح ويرتاح فكفى دماء ويكفي انكفاء فلابد من العمل في الفضاء الرحب والخروج من عباءة دولة وحزب. إنها دعوة من قلب كبير استشعر المسؤولية وكان لها مستشعراً لكنه أرجأ الأمر لعل القوم هناك يعالجون الأمر فانكوى بالنار من انكوى وموقدها يدعمها بيد، ويشير بكف التأييد للاضطرم ولكن المملكة العربية السعودية وولي أمرها لا يجدون اللعب واستغلال المحن فكانت المبادرة خُلق دولة وفرد فأنعم بها من مبادرة وأنعم بها من همة وقوة فهنيئا لنا بولي أمرنا وليهنأ العالم كله بمملكة الإنسانية وملكها فحقاً إمامي وحقاً بلادي (إذا كانت النفوس كباراً تعبت في مرادها الأجسام) والكبار لا يجيدون لعبة الصغار، والنزهاء لا يتعاملون مع الملطخين. هذه إشارة عابرة وخاطرة من الواقع سانحة كتبها فرحاً واغتباطاً لكوني مواطناً مسلماً سعودياً وولاة أمري مني وفيني. سدد الله الخطا وبارك في الجهود.

* عضو هيئة التدريس بكلية المجتمع ببريدة ومدير عام جمعية البر الخيرية ببريدة

 

السعودية وخُلق المبادرة
د. محمد بن عبدالعزيز الثويني *

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة