Sunday  21/11/2010 Issue 13933

الأحد 15 ذو الحجة 1431  العدد  13933

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

المخدرات ..والحملات الاستباقية
د. سعد بن محمد الفياض

رجوع

 

البيان الذي أعلنه المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية اللواء منصور التركي في مؤتمره الصحفي الذي بين فيه أن رجال الأمن واجهوا مقاومة مسلحة في أكثر من (18) عملية أمنية نتج عنها أن الأجهزة الأمنية المختصة قد ألقت القبض على (210) أشخاص تورطوا في تهريب وحيازة وترويج مخدرات تقدر قيمتها السوقية بأكثر من (330) مليون ريال.. وهذا البيان يعطينا دلالات واضحة وإشارات مهمة وذلك أن مجتمعنا يخوض معركة شرسة مع هولاء المفسدين الذين لا يفسدون المال فقط أو العقل فحسب، بل يفسدون النفس والمال والعقل والعرض والدين وأن مجتمعنا هذا مستهدف في دينه ووحدته وشبابه ومقدراته من خلال الترويج لمثل هذه الكميات الكبيرة التي ما كانت لتكتشف لولا فضل الله ثم يقظة رجال أمننا الذين يسهرون الليل ويواصلون النهار بالليل، ويرخصون في سبيل ذلك الغالي والنفيس في الذود عن حياض بلادنا من كل مخرب ومفسد، وهذا ليس بمستغرب عليهم وهم يتلقون التعليمات والتوجيهات من أمير الأمن الأول صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني وزير الداخلية والذي من توجيهاته قوله حفظه الله: (لقد أدركت المملكة العربية السعودية مخاطر وأضرار آفة المخدرات بحكم أن ظروفها ومعطياتها جعلتها في مقدمة الدول المستهدفة بأعمال المروجين والمهربين لهذه الآفة الخطيرة..ولذلك عملت على تسخير كافة الإمكانات والطاقات للتصدي لظاهرة المخدرات ومن يقف وراءها بكل عزيمة واقتدار.. انطلاقا من عقيدتها الإسلامية التي تحرم كل ما يعرض حياة الإنسان وعقله وماله للخطر.. وتوجب تطبيق أشد العقوبات على مرتكبي جريمة ترويج وتهريب المخدرات..)

والسؤال مع هذه الجهود الجبارة التي تبذلها بلادنا في مكافحة المخدرات ما هو واجب مجتمعنا أسراً وأفراداً في التصدي لهذه الآفة الخطيرة؟ إن الواجب علينا عظيم والمهمة جسيمة من خلال وجوب تكاتف المجتمع بجميع مؤسساته الإعلامية والتعليمية والاجتماعية والصحية في التصدي لهذه الآفة من خلال التوعية والتعليم ونشر ثقافة الوقاية، ويبقى الدور الأكبر للمحضن الأول واللبنة الأساسية للمجتمع وهي الأسرة التي عليها واجب التربية فالأب مسؤول عن أسرته والمرأة في بيت زوجها مسؤولة عن رعيتها.. وتلك المسؤولية تكمن في التربية والتوجيه وحسن التعليم والتأديب {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} (6) سورة التحريم، والوقاية تكون بتربيتهم على محاسن الأخلاق وتوجيههم التوجيه الحسن، ومن ذلك تفقّد أبنائهم ومعرفة أحوالهم والتأكد من رفقائهم..مع من يذهبون ومع من يجيؤون ومن يخالطون.. لأننا في وقت وفي زمن قد انفتح العالم بعضه على بعض بأخلاقه وثقافته، فعلى الأسرة أن تكون حريصة اليوم أشد من غيره في متابعة وملاحظة أبنائها وبناتها وأن تحذرهم من رفقاء السوء، وأن تبين لهم خطورة المخدرات وآثارها الوخيمة في الدنيا والآخرة.على الأب وعلى الأم أن يكونا قريبين من أبنائهما ومراقبتهم المراقبة غير المباشرة حماية لهم وصيانة لأبنائهم.. وإذا كان هذا دور الأسرة فإن على المعلم في مدرسته والإمام في مسجده والإعلامي في مركزه الدور المهم في زرع نبتة الوقاية من هذه الآفة وريّها بالتوجيه والتعليم ومتابعتها باللطف والرفق والرحمة واللين حتى ننجح جميعاً في التصدي لهذا الخطر المستطير..أخيرا شكراً لأولئك الجنود المجهولين الذين وقفوا سداً منيعاً أمام هذا الموج العاتي وهذا الوباء الفتاك.. أقول لهم {وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً} فلكم منا الدعاء أخلصه ومن الشكر أجزله.

Saad.alfayyadh@hotmail.com
 

رجوع

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة