Monday  22/11/2010 Issue 13934

الأثنين 16 ذو الحجة 1431  العدد  13934

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

مدارات شعبية

 

الشاعر نواف الشلهوب يثري الذائقة الرفيعة بديوان شعر مميز.. ومهندس الكلمة الأمير الشاعر بدر بن بدالمحسن يكتب مقدمة الديوان

 

رجوع

 

كتب - عبدالعزيز المتعب :

في إصدار بهي وأنيق ورائع المحتوى طرح الشاعر نواف الشلهوب ديوانه الجزل المختلف عن السائد المتشابه في الآونة الأخيرة في الساحة الشعبية وقد اختار له اسماً جميلاً جداً هو (بياض) كتب مقدمته مهندس الكلمة صاحب السمو الملكي الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن الذي أشاد بالشاعر وقصائده، أما الإهداء فقد حمل شفافية الشاعر ونبل مشاعره وأصالة إحساسه الصادق تجاه والده ووالدته وشقيقاته وشقيقه وكان نصه: (إلى العظيم والدي إلى التي لم ينصفها شعري والدتي إلى حبيباتي شقيقاتي إلى شقيق الروح) ويقع الديوان في 196 صفحة، تأسرك فكرة الشاعر الذكية بتوظيفه قصيدة في المقدمة أشبه بلمحة عن المحتوى المتنوع الجميل من الشعر بعيداً عن المتشابه والمتكرر والممل بنمطيته من كلمات الشعراء غالباً في مقدمات إصداراتهم وها هو شاعرنا العذب نواف الشلهوب يقول:-

بعضه غزل..

بعضه هيام

بعضه هزل..

بعضه كتبته في سفر

وبعضه كتبني في ظلام

بعضه كتبته في سفر

وبعضه كتبتي في الرياض

والبعض في جده انكتب

ميرالمهم

كلّه بياض

وبعد هذه المقدمة الشفافة التي تعكس باستقراء نفسي رقي الشاعر ونقاء سريرته، وافتراضه بالمقابل لنوعية راقية ونقية من القراء في تكوينهم وتحديداً في جانب مشاعرهم ليكونوا جديرين بتقدير وتثمين بوح الشعر وعفويته المؤثرة التي يُثمن حروفها الألماسية من يملك في سريرته البياض في المقابل والإحساس المرهف الجياش، ينتقل بنا بعد ذلك لموقف يُعبِّر بفخر عن الشاب السعودي المسلم الأصيل الأنموذج في صلته بوالديه انطلاقاً من ثوابته الدينية كما أمر الله ورسوله من جهة، ومن جهة أخرى ينقل لنا صورة عن نواف «الشخص والإنسان» الجدير بالاحترام قبل أن يكون «الشاعر المرهف» وها هو يخاطب والده بقصيدة مؤثرة بعنوان (مقصر) على الصفحة رقم 7:

عطني يدك يا آبوي وأقبّل رضاك

أدري مقصر وانت ياما تسامحت

راضي على اللي حيل تاه فعطاياك

أو هو يجاور دعس رجليك من تحت

يا سيّدي.. يا تاج راسي.. سواياك

ياعظمها أسرار.. يا كثرها إن بحْت

لو كان فيني عُشْر ماربّك أعطاك

يا كم باب وباب للخير فتّحْت

يوم البشر أفواج في الضيق تنصاك

عن موضع التفريج لاما تزحزحت

اللي هِنَا مثل الذي واقف هناك

كلٍ يجي له دور والكل فرّحت

شخصٍ دعا يا ليت يصبح من أبناك

ما قال ميد آبوه.. يابوي: إن رحْت

من حبّه المعبود لو حوله أشواك

كن الجذب للناس منحوت به نحت

قدّام جودك إيش من حضرتي جاك

غير القصور اللي به اليوم صرّحْت

ودّي أشيل اليوم حملك مع عناك

يرتاح هم البال لو شفتك ارتحْت

وأقبل إيدك لو غصب وأشحذ رضاك

يا من علي ياما وياما تسامحْت

كما أن شاعرنا الرائع من مواليد برج الحوت وصفات مواليد هذا البرج هي الأقرب للشعر من كل مواليد الأبراج الأخرى، فإذاً هو قد ولد شاعراً بالفطرة وبعد ذلك تمرحلت موهبته وتبلورت تجربته إلى أن أصبح أحد أجمل من يحتفي المتذوق للشعر بما يكتبه يقول على صدر الصفحة رقم 19:-

ما ينوصف وإن طال في العشق شرحي

واللي جعل برجي مثل برجك الحوت

حبيبتي عمري سبب جل فرحي

إنتي الفضا من دونك حدود تابوت

يا سيّدة شعري وطبّي وجرحي

أهلاً وسهلاً في خفوقي إلى الموت

ولشاعرنا العذب تجلّيات رائعة في شعر الغزل يكتمل فيها من منظور نقدي جزالة السبك، وانتقاء المفردة، وترابط الوحدة العضوية، ورومانسية التداعيات بأخيلتها، ورموزها، وصورها، ففي قصيدته (إنتي وأنا) على الصفحة رقم 29 يقول:-

صباحك والمسا نور وفراشات وغزل وزهور

وإنتي الليل مع صوتك حكاية ما لها آخر

ويقول في قصيدة (العرس) على الصفحة 37:-

إعطي جمال الغير يالناعمه درس

من جامعة لينك ف دولة سكونك

ويلفت نظر متصفح الديوان بشكل جلي (عزة نفس الشاعر) وهذا أمر مُشرف بلا شك، يقول على صدر الصفحة رقم 45:-

حبيبتي دايم على الرأس من فوق

(ومن فوقها شخصيتي المستقلة)

كما أن الشاعر صريح جداً ويفضح نوعيه من الناس أساؤوا للشعر -فصيحة ونبطيه- بمهازل بيع وشراء القصائد وهي حالة متفشية تطرق إليها شاعرنا وهذا أمر يحسب له لأنه شاعر حقيقي ومنتمٍ للشعر الحقيقي ويرفض مثل هذه الألاعيب.

وقد قال في قصيدته (خطّاط) مُسلطاً الضوء على تفاصيل مثل هذه الحالات في الصفحة رقم 95 التالي:-

اللي انعرف خطاط من جد خطاط

بيموت ما ينقال يا شين خطه

حال الشعر إحباط يتليه إحباط

إن كان في فصحاه أو كان نبطه

(يا من تبيع القاف كرمال مغّاط

يجمع شتات الزرق في وسط ربطه)

للي غدا شاعر.. وفحواه خرّاط

ولو تنخله ما أضاف للشعر شرطه

أروع خصاله حيل شَرْبَكْة الأنماط

يخطب رضا سوزان بإسلوب عبطه

ولو تقطع الإمداد فجأه.. وتشتاط

تلقى غباءه حطّه فألف ورطه

كما احتوى الديوان على نفحات إيمانية في أكثر من قصيدة، كقصيدة (مكه) على الصفحة رقم 195 ومنها قول شاعرنا:

لله در الشوق لرحاب مكه

يبطي هوى غير (المهيمن) يعدّيه

وحب الرسول المصطفى وما يشكّه

كتابنا فقلوبنا من معانيه

إلى أن يقول في البيت السادس:-

باب الكريم اللِّي لراجي يفكّه

أبرك من ابواب اللئيم وترجّيه

ويعتبر ديوان الشاعر نواف الشلهوب إضافة متميزة لمكتبة الشعر الشعبي السعودي لجمال تنّوع ما يحتويه من قصائد من جهة، وعلو مستواها الفني من منظور نقدي ونسعد بمثل حضور هذه الإصدارات في المشهد الثقافي السعودي.

 

رجوع

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة