Wednesday  24/11/2010 Issue 13936

الاربعاء 18 ذو الحجة 1431  العدد  13936

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

خطاب الأمير بدر للمليك بطلب إعفائه وثيقة تاريخية في الوفاء لنصف قرن من العطاء
عبدالكريم بن سعد الشمالي

رجوع

 

من استمع أو قرأ خطاب صاحب السمو الملكي الأمير بدر بن عبد العزيز، الموجّه للأب القائد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، والذي يطلب فيه إعفاءه من منصبه، وذلك لظروفه الصحية بعد 50 عاماً من العطاء، ومن تمعَّن في كل كلمة وردت يجدها جعلت هذا الخطاب (وثيقة) تاريخية ضربت لنا أروع المثل وأنبلها في التلاحم والمحبة والوفاء بين الأشقاء والوفاء للقيادة، والتي لا يمكننا القول عنها أو وصفها إلاّ بالمدرسة الجامعة، حيث جمعت أجمل المعاني وتم انتقاء أرقّ عبارات الوفاء التي ارتقت إلى أعلى المراتب، بما حملته من معانٍ سامية دخلت قلوب المواطنين جميعاً قبل أن تدخل قلب ملك الإنسانية - حفظه الله ورعاه -، وذلك لأنّ تلك الكلمات حينما انسابت من (بدر الإخلاص والتفاني) خرجت وهي تنمُّ عن حبٍّ صادق وولاءٍ مطلق لقائدنا ومليكنا المفدّى، وصدق المثل القائل (ما يخرج من القلب يصل القلب)، فقد وصل هذا الخطاب إلى الجميع بدون استثناء، كما أنّ الشفافية والصِّدق في مضامينه حرفاً حرفاً، قد قطعت كلّ الطرق أمام أقلام قول القائلين لما احتواه من معانٍ شاملة وجامعة، وضع سموه الكريم من خلالها النقاط على الحروف بوضوح تام وبشواهده الحقيقية، حيث جاء الخطاب التاريخي الذي شرح ووضّح فيه سموه أسباب طلبه الإعفاء من منصبه، بعد أكثر من نصف قرن قضاها في خدمه دينه وقادته، منذ أن تولّى إحدى المحطات الهامة في حياته كنائب لرئيس الحرس الوطني، وسنداً لشقيقه الملك عبد الله منذ بدايات الحرس الوطني وحتى لحظة طلبه الإعفاء من مقامه الكريم، حيث أضحى الحرس الوطني قطاعاً حيوياً ودرعاً منيعاً، إلى جانب قطاعات الدفاع والأمن في بلدنا الغالي، بالإضافة إلى ما قدّمه ويقدمه في سبيل رفع اسم الوطن في المحافل الدولية والمحلية في الجوانب الثقافية، وحقيقة القول بأنّ هذا الخطاب التاريخي المتفرّد وغير المسبوق في مثل هذه الحالات، والذي وجّهه سموه الكريم للأب القائد توثيقٌ ومصداقٌ لما ننعم به في وطننا الغالي من حكمة القادة الأوفياء أبناء مؤسس هذا الكيان الشامخ كشموخ أبناء مؤسسه الباني الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - رحمه الله -، سيسجله التاريخ بماء من أنفس الجواهر، ويحقُّ لنا جميعاً أن نفخر بها أمام كل أمم العالم، حيث إن سموه الكريم بهذا الخطاب التاريخي الذي استعطف المليك المفدى بطلبه الموافقة على إعفائه من خلال قوله (بكل الحب الذي يجمعنا أستعطف مقامكم الكريم إعفائي من منصبي لظروفي الصحية التي تعلمونها) وهو بهذه الشفافية والمصارحة لقائد النهضة المباركة والتي توّجها بقوله (بأنني خادمك بالأمس وخادمك اليوم ما حييت) يؤكد مدى تمنّيه وحرصه على إقناع شقيقه ورفيق دربه في بناء هذا القطاع (الحرس الوطني) لكي يحظى بموافقته على هذا طلبه الإعفاء، كما أنه بذلك يؤكد بأنّ خدمته لمليكه ووطنه لن تنتهي بطلب إعفائه من منصبه كنائب لرئيس الحرس الوطني الذي أفنى فيه أكثر من نصف قرن، كما أنّ سموه الكريم بطلبه هذا يعلم بأنّ الحرس الوطني يحظى برجال أوفياء لديهم من الطاقات التي تؤهِّلهم لمواصلة حمل الرسالة التي حملها الأب القائد الملك عبد الله وسموه الكريم، والتي تمثّلت في شخصية صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز الذي ساهم وشارك إلى جانبهم في تطوير هذا القطاع الهامق.

إنّ سموه الكريم بهذا الخطاب التاريخي ضرب لنا أروع الدروس الوطنية والتربوية، والتي بحق تستحق أن تكون عنواناً للوفاء والولاء .. أدام الله نعمة الأمن والأمان على وطننا الغالي في ظلِّ قادته الأوفياء رعاهم الله.

 

رجوع

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة