Thursday  25/11/2010 Issue 13937

الخميس 19 ذو الحجة 1431  العدد  13937

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

           

أثار القنصل السعودي في جاكرتا سعادة الأستاذ عبد العزيز الرقابي بتصريحه المنشور يوم الاثنين الماضي في الصفحة الأولى من الرياض الاقتصادي، أثار في نظري قضية في غاية الأهمية، تتعلق ب «دور وسائل الإعلام السعودية في تأجيج الرأي العام الخارجي»، مع أنه فيما ذكر كان يتحدث عن الرأي العام الإندونيسي، إلا أن القاعدة العامة المعروفة «العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب» تناسب المقام هنا ويمكن الاستشهاد بها في هذا الباب، فالحالات الفردية التي تتعرض لها العمالة الإندونيسية أو غيرها في المملكة العربية السعودية وينبري أحد المحررين أو الكتاب في تبني الموضوع، والاهتمام به، والكتابة عنه أكثر من مرة وفي صورة مؤثرة وذات صيغة تعميمة كما حدث مثلاً للمقيمة الإندونيسية بالمدينة المنورة في غضون الأيام القليلة الماضية بعد أن تعرضت لانتهاك وتعنيف جسدي في منزل كفيلها وللأسف الشديد!! هذا الخبر أو المقال أو التحقيق أو المشهد المصور والمعروض في الإنترنت أو... يترجم وينشر في وسائل الإعلام الرسمية والشعبية الإندونيسية ويصعد بشكل موجه يشحن الشارع الإندونيسي ويهيج الرأي العام الذي يضخم الأمور ويأخذ انطباعاً سلبياً ويبني قناعات مغلوطة عن المجتمع السعودي عامة، إذ إن التعميم - كما هو معروف - مشكلة عالمية، وفي المقابل تُغيب في قنوات إعلامنا المحلي وكذا الإندونيسي ومثله الإعلام العالمي المحايد فضلاً عن المترصد للإيجابيات التي ينعم بها الإندونيسيون المقيمون في المملكة والذين يقاربون 80% من العمالة المنزلية مثلهم في هذا مثل بقية المقيمين من الجنسيات العالمية المختلفة، أو حتى الجهود التي تبذلها الجهات الرسمية السعودية سواء هنا في المملكة أو في السفارة السعودية هناك، والتي تحظى بالمتابعة والاهتمام من قبل كبار المسئولين في البلدين. هذا الكلام كما أشرتُ أعلاه أثار نقطة جوهرية تتعلق بأهمية الصياغة الخبرية للحوادث والأحداث الداخلية، فهي تُرصد وتُقرأ وتُحلل بعيون أخرى غربية أو آسيوية أو حتى عربية، وتُوضع في ملفات استخباراتية ودراسات علمية وتقارير إعلامية، وربما أثارت حفيظة دول وأثرت على العلاقات الثنائية أو كادت أن تعصف بجهد سنوات وجهود فرق ولجان وشخصيات. ولعلنا جميعاً نذكر ما أحدثته بعض التصريحات والكتابات من توتر للعلاقة التجارية مع الصين مثلاً، وقبل سنوات مع دولة مصر الشقيقة، ومع إندونيسيا أكثر من مرة و... إن على رؤساء التحرير والمسئولين عن صفحة المحليات وما ماثلها مراعاة اكتمال عناصر الخبر ولملمة شتات أطرافه المتعددة وإبراز الجانب المضيء في ثناياه كالعدالة القضائية السعودية وأخذ الحق من المعتدي أياً كان وإنصاف المظلوم دون تفريق بين لون أو جنس أو وطن، وكذلك بيان الموقف الشعبي والرسمي والشخصي من مثل هذه التصرفات الفردية التي لا يمكن أن تنجر على مجتمع بأكمله يحترم الآخر ويقدر الغير ولا يحتقر أحداً من البشر مهما كان عمله الذي يقوم به، وذلك من أجل الحفاظ على المصداقية والشمولية والتكامل الموضوعي في الخبر الصحفي ولضمان عدم الإضرار بمصلحة الوطن أو المساس بالتوجهات السياسية في خطوطها العريضة، ومثل هذا ما يكتب عن قطاع من قطاعاتنا التنموية أو مؤسسة خدمية أو إصلاحية مهمة، فالمبالغة في النقد والتجريح المعتمد مع عدم الإحاطة الشاملة والكاملة بملابسات الموضوع والنقل الدقيق من قبل الراوي، والكتابة بصيغة التعميم لحالات فردية توجد في جميع القطاعات والمؤسسات الحكومية والأهلية والخاصة المحلية والعالمية أمر يضر ولا ينفع، ونشر الغسيل الداخلي في كل مناسبة وكشف المستور لكل الناس حتى الأعداء قد يكون سبباً للفساد، ليس هذا الكلام من باب تضييق مساحة الحرية أمام المحرر أو الكاتب ولا حتى التغريد خارج سرب الشفافية التي يطالب بها الجميع وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز -حفظه الله ورعاه ووفقه وشفاه وأعاده إلى أرض الوطن سالماً معافى.. آمين. وإنما هو من باب التذكير بالرسالة الملقاة على عاتق الإعلاميين خاصة الصحفيين حتى لا يكون هذا الكاتب أو ذاك سبباً في الإضرار بمصالحنا الوطنية من حيث يدري أو لا يدري. وإلى لقاء والسلام.

 

الحبر الأخضر
أثر الخبر الصحفي على العلاقات الدولية
د. عثمان بن صالح العامر

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة