Thursday  25/11/2010 Issue 13937

الخميس 19 ذو الحجة 1431  العدد  13937

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

           

ليس كل المعلمين قاسية قلوبهم، فهذه تهمة قديمة حينما كان السلطان للعصا والمسطرة والفلقة، فعقلية معلم الأمس الذي يجلد الطالب ويجبره أن يكتب قطعة الأناشيد التي لم يستطع حفظها أربعين مرة قد ولت وحل محلها عقلية المعلم العصري الذي يجوب الفضاء بالريموت والبلاك بيري واليوتيوب والفيس بوك وإخوانها وأخواتها، ألم تسمعوا أن بعض المعلمين قد تعرضوا للإهانة والضرب من أجلاف المراهقين لمجرد أن هذا المعلم يتحلى بعقلية راقية وقلب رحيم ويتعامل مع الطلاب بلطف لم يحسن بعضهم فهمه فظنوه ضعفاً من المعلم.. لا أجزم بأن المعلمين كلهم هكذا فهم بشر فمنهم من لا تنطبق عليه كل الصفات المطلوبة، ولكني أردت نعت الأغلبية بالخلق الجميل، هاكم هذه القصة لعلها من الجديد إليكم: شدد المعلم على أحد الطلاب بتنفيذ الأنظمة وضرورة حلاقة شعره الطويل وغير المرتب، كرر عليه التوجيه، اضطر لأن يأمره بإحضار ولي أمره، وبعد إلحاح من المعلم كانت امرأة عند باب المدرسة ذات صباح تطلب مقابلة المعلم بعينه، توجه إليها المعلم بكل لطف وترحاب وبادرها بالسلام كأنها والدته، ابتهجت المرأة وعبرت عن استغرابها وسألته هل أنت حقاً المعلم فلان ؟! فأكد لها أنه بذاته ؛ فأكدت له بدورها أنها لو كانت تملك قيمة قص شعر ابنها (فلان) وترتيبه لجعلته في بطنه وإخوانه وليس في شعره، قال لها: لم أفهم يا خالتي ما المقصود؟ قالت: يا بني نحن أسرة معدمة وعائلنا بالسجن بسبب تعثره عن سداد مبلغ من المال، والله يعلم الحال وأننا من المتعففين وربما أنك فهمت ذلك من سكوت الولد وعدم إفصاحه عن مشكلته، وما إن بلغ به الضيق حده أبلغني فحضرت إليك فقط لتكف عنه وبارك الله فيك؛ ذهل المعلم الإنسان الفاضل من الموقف، فألح عليها بالرجاء أن تبقى قليلا، ثم انطلق إلى مدير المدرسة ومساعده وشرح لهم بإيجاز قصة المرأة وابنها، فتوجهوا إليها وأخذوا بخاطرها، وبعد إصرار ورجاء حصلوا منها على عنوان المنزل، فبالتأكيد نهاية القصة انكشفت، نعم: لقد تم حل جميع مشاكلها وهي لا زالت تدعو لهم بالخير وعظيم الجزاء من الله سبحانه، لكن الأهم أن الطالب أصبح صديقاً للمعلم وكأنه والده يحدثه عن أحوال الأسرة وعن طريقه تتفقد المدرسة أحوالهم، هكذا هي المدرسة فليست لتعليم الحروف والأرقام، بل هي منبع التربية والأخلاق والترابط الأسري وهي نهر من الوداد والعلاقات الإنسانية إذا ما وفقت بمدير ناجح تربوي عصري وفريق من الإداريين والمعلمين يدركون معنى (التربية والتعليم)، بقي ملاحظة لن أتركها تمر وإن تركت الأخريات وهي: لماذا يصر المعلم على معاتبة أي تلميذ أو عقابه قبل التعرف على حالته الاجتماعية والصحية والاقتصادية ونحو ذلك، الذي أعرفه أن هناك مشرف طلابي أو اجتماعي بكل مدرسة، أليس كذلك يا سعادة المدير؟!

 

المعلم الشهم
علي الخزيم

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة