Thursday  25/11/2010 Issue 13937

الخميس 19 ذو الحجة 1431  العدد  13937

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الثقافية

           

في المقال السابق كتبت عن الرواية ومعاناتها في زمن ازدهارها وسيادتها على بقية الفنون النثرية، فنون الأدب المتفرعة من أصل واحد هو النثر الأدبي وما يتعلق عليه من السرد، مما جعل الرواية مقصد كل كاتب وشاعر وناثر، على وجه العموم، حيث يشعر كل واحد من هؤلاء أن سوق فنه في تراجع أمام هذا المد الذي يقترب من درجة الطوفان، في الوقت الذي تراج كثير من أبناء الأسرة الأدبية إلى مراكز متأخرة، وذلك لا يعني انتهاء تلك الفروع، كما يظن بعض المتابعين، فلا شيء في عرف الفن الأدبي ينتهي ويزول عن الساحة بصورة نهائية، إلا أن الأمر متوقف على حضور الفرع من غيابه، وليس انتهائه بصورة عدمية، وما يزال بعض هذه الفنون يحظى بقيمته الأدبية عند بعض المتلقين والنقاد والدارسين، كالقصة القصيرة على سبيل المثال، ولكن السيادة في الفن الأدبي ، تعني الحضور الطاغي على الفنون الأخرى، فالفنون في تزاحم مستمر، ولذلك لا يمكن للمبدع الذي برع في فنين أو أكثر أن يبرز فيهما أو في كلها في آن واحد، وإن كان مبدعا في كلها، فسيعرف بواحد منها، في زمن حضور هذا النوع عن غيره، فكم من كاتب يجيد أكثر من فن، لكنه لا يُعرف إلا بواحد على حساب الآخر.

وقد أثارت المقالة المذكورة حفيظة بعض القراء، بين مؤيد ومعارض، وبينهما معتدل، ومن الرسائل التي وصلتني رسالة إلكترونية من قارئ عربي مقيم في هولندا أعجبته المقالة وشكرها كثيراً وابدى ملاحظاته عليها، ومنها قوله، بإني أضيق واسعاً وأطلب من الكاتب أن يأتي إلى الساحة الأدبية جاهزاً للكتابة، ويتجنب الجنس وذكر معايب المجتمع، كما أنه يذكرني ببحث لي صدر في مجلة علامات في النقد الأدبي منذ سنوات، بعنوان (التماس الفني بين الرواية والسيرة)، والأسوار الحديدية التي وضعتها...، وأقول له: يا أخي أشكرك على هذا الاهتمام والوعي النقدي الجيد والملاحظات التي ذكرتها أراها في صميم النقد الأدبي الهادف، وأحب أن تشاركني الرأي، فأنا لم أضيق واسعاً كما تقول، بل أرى أنني أوسع ضيقاً، عندما أقول إن الفرق بين الرواية والقصة القصير، والسيرة، والمقالة، وما إلى ذلك أوجد استقلالية للفن الأدبي، ولا أعجنه في إناء واحد فتضيع معالمه، أما ما أقوله عن السرد الهابط المقلد لغيره، فهذا صحيح، فمن يدعي أنه جاء بالمسكوت عنه هذه الأيام في نثر ضعيف ملئ بالشذوذ وغيره، لم يأت بجديد، فقد سبق ذلك محمد شكري ورؤوف مسعد، وغيرهما في أواخر القرن الماضي، في كشف المستور، وكنا استفدنا منهم، أما اليوم فالرواية التي ليس فيها تجريب وتجديد، ما هي إلا تكرار لما سبق وقيل وانتهى، فهي رواية إخبارية وانتهى الخبر في حينه، ونريد غيره، أما رواية المرأة ورواية الرجل فهذا رأيي فيها، منذ كنت طالباً في بريطانيا، ولن تجد في رسالتي ذكر رواية نسائية ورجالية، فالفن واحد بصرف النظر عمن كتبه، ولك تحياتي، ولكل عربي يتابعنا.

dr_sultan3@hotmail.com -sultansaad51@yahoo.com
 

صدى الإبداع
الرواية والحضور الاجتماعي
د. سلطان القحطاني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة