Friday  26/11/2010 Issue 13938

الجمعة 20 ذو الحجة 1431  العدد  13938

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

           

يحكى أن رجلاً في غابر الدهور والأزمنة كان كذابا من طراز خاص، فقد كان هذا الرجل يتقصد الغياب عن عشيرته لبضعة أيام، وعندما يعود يسأله الناس أين كنت؟ فيقول كنت في جزيرة نائية، السمك فيها يطير، والحيوانات لها أجنحة، والأشجار تتحرك وتتزاور، وهكذا ففي كل غيبة يأتي بقصة خرافية جديدة حتى اعتاد الناس على أكاذيبه، إن هناك أناسا دجالين لهم خيال خصب في كيفية إطلاق العنان لتصوراتهم الكثيرة ويجيدون إحداث أشياء غريبة يشبهون بالضبط هذا الرجل وتصرفاته، وما أكثرهم هذه الأيام، فمن هؤلاء الدجالين من يمارسون السحر ويقرؤون الكف ويدعون أن حياة الإنسان ومستقبله وطالعه محدد في تلك الخطوط المتعرجة المتقاطعة في كف الإنسان، ولذلك يأخذ هذا الساحر أو قاريء الكف يتحدث عن هذه الخطوط وكأنها طلاسم مكتوبة بخط لا يفهمه إلا هو، ويطلق العنان لخياله ممتزجا ببعض الذكاء والفراسة، ومحاطا بلغة لبقة ومفهومة، جذابة ومؤثرة، وبالتالي يتصور المتلقي أن كلام هذا الرجل فيه الشيء الكثير من المنطق والمصداقية والحقيقية، ومن هؤلاء من يقرأ الفنجان ويهذي بعدها بأشياء غريبة وغبية، ومنهم من يقول لك بأنه يستطيع أن يحرك صخرة كبيرة بنظرة منه، والبعض يستطيع أن ينظر إلى داخل البيت ويعرف مابداخله من خلف الجدران، والبعض يستطيع أن يشاهد بل يخرج النقود الموجودة داخل الخزائن الحديدية دون فتحها، والبعض يستطيع أن يشاهد أشياء من على بعد مئات الأميال، والبعض ينظر إلى الأرض فيرى مافيها من معادن وسوائل على بعد أمتار طويلة، والبعض تنطلق منه شحنات كهربائية تذيب الحديد، كل هؤلاء النماذج من السحرة الدجالين موجودون في حياتنا، وكل تلك الحالات التي ذكرناها نسمع بها ونحسها أو تروى لنا، لكن العاقل الحصيف لا يصدق بها ولا يتعامل معها، إن هؤلاء ما هم إلا دجالون يحاولون ابتزاز الناس واكتساب معيشتهم بطرق غير سليمة وغير مشروعة، وقد انتشروا وصدقهم بعض السذج لأسباب اقتصادية واجتماعية، فغايتهم الحصول على ثروات طائلة بشكل سريع مما جعل الآخرين يفكرون بالشيء نفسه، إن السحر والدجل شيء أسطوري وغير معقول ولا يتفق مع الواقع، وعلينا نبذ الدجالين، والبعد عن تصرفات وأفعال أشخاص جاهليين اسمهم الدجالون يمتهنون الكذب الدجل.

ramadanalanezi@hotmail.com
 

الدجالون!
رمضان جريدي العنزي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة