Friday  26/11/2010 Issue 13938

الجمعة 20 ذو الحجة 1431  العدد  13938

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الأخيــرة

           

عجيب أمر بعض الفقهاء يتلاعبون بالسنة النبوية ويحرفون معانيها ويخفون بعضها ويظهرون بعضها الآخر من أجل فرض رأيهم الذي هو فرض لنفوذهم، وهم في غمرة التلاعب بالسنة النبوية يتقولون على رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ما لم يقصده وما لا يليق به ثم يغطون أنفسهم بتوزيع الاتهامات ورميها على غيرهم.

يتهم بعض الفقهاء بعض الصحفيين بأنهم يردون السنة النبوية ويشككون فيها إذا ما قام ذاك الكاتب أو الكاتبة بالتساؤل عن صحة حديث لا يليق نسبته إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أو إنكار لرأي فقيه أو محدث أوغل في ذكوريته. وهذا ليس من إنكار السنة ولا التشكيك فيها، فأكثر ما يعترض عليه بعض الكاتبات والكتاب هي أحاديث مكذوبة وأقوال مُنكرة منسوبة إلى بعض الفقهاء والمحدثين هنا وهناك عبر العصور. وعائشة رضي الله عنها هي أول من حمل لواء الانتصار لشريعة محمد عليه الصلاة و السلام مما يطرأ على البشر من كذب أو نسيان ووهم، فهي من اعترضت على الحديث (في مسلم) الذي ينص على أن المرأة كالكلب والحمار في قطعها لصلاة الرجل، فقالت «بئس ما شبهتمونا بالحمير والكلاب».

اعتراض عائشة رضي الله عنها هو ما تفعله الصحافة أحيانا في تساؤلها عن شواذ الآراء الفقهية ومنكر المنسوب إلى السنة النبوية، وشتان بين ما تفعله الصحافة وبين تلاعب بعض الفقهاء بالسنة النبوية واتخاذ الدين هزوا ولعبا.

فمن تلاعب بعض الفقهاء بشرع الله استحلالهم الربا -كما يفتون الناس به- وهو أعظم ذنب بعد الشرك مستدلين بأن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أرشد أمته إلى التحايل على كبائر الذنوب وارتكابها باسم الدين بحديث « ‏أن رسول الله- ‏ ‏صلى الله عليه وسلم- ‏ ‏استعمل ‏ ‏رجلا‏ ‏على‏‏خيبر‏فجاءه بتمر‏جنيب ‏ ‏فقال رسول الله-‏ ‏صلى الله عليه وسلم- ‏ ‏أكل تمر‏خيبر ‏ ‏هكذا قال لا والله يا رسول الله إنا لنأخذ الصاع من هذا بالصاعين والصاعين بالثلاثة فقال رسول الله-‏ ‏صلى الله عليه وسلم- ‏ ‏لا تفعل بع الجمع بالدراهم ثم ابتع بالدراهم ‏ ‏جنيبا». وليس في الحديث تحايلٌ، بل منعٌ لربا الفضل. ولو سُلم بأنه حيلة، فهو حيلة على ربا الفضل الذي تحريمه تحريم وسيلة لا غاية، فإنما الربا في النسيئة كما قال عليه الصلاة والسلام. والتساهل فيما حُرم من باب تحريم الوسائل موجود في الشريعة للحاجة، كإرضاع الكبير في تحليل الخلوة بغير المحرم، لا بالزنا بها، كما هو منهج الاستدلال عند هؤلاء الفقهاء في استدلالهم بحديث تمرخيبرفاستحلوا به ما تحريمه تحريم غاية ألا وهو ربا النسيئة. وهم مع ذلك قد طرحوا أصلا من أصول الدين وهو النية في أعظم شأن من شئون المسلمين -وهو اقتصادهم- متجاهلين قوله عليه الصلاة و السلام «إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى». وهم متشبهون في ذلك بتحايل اليهود في الصيد يوم السبت وبجملهم الشحوم كما وصفهم بذلك ابن عثيمين في حيلتهم المسماة بالمرابحة، ولو احترمت السنة وأقوال أئمة السلف من الفقهاء لما أجري الربا في الفلوس المعاصرة ولما احتيج إلى الحيل ولما مُنعت الزكاة في غالب أموال الناس اليوم.

بعض فقهائنا يتهمون الصحافة بالتشكيك في السنة إذا تساءلت عن صحة حديث ينتقص من المرأة، ويتهمونها بالتغريب إذا انتصرت لحقوق المرأة بينما يُسكت عن فقهاء استحلوا عين الربا-على حسب فتواهم- ونسبوا إلى الرسول الكريم إرشاده لأمته للتحايل على الكبائر، ويتشبهون بتحايل اليهود ويعرضون عن أصل من أصول الدين وهو اعتبار النية ويخفون الأحاديث المعارضة لآرائهم فيحرمون الحلال ويحللون الحرام. إن ما سكت عنه أنه أننا لسنا بمجتمع متدين على الكتاب والسنة بل مجتمع مؤدلج لخدمة منافع بعض الفقهاء.

hamzaalsalem@gmail.com
 

المسكوت عنه
من الذي يتلاعب بالسنة الصحافة أم بعض الفقهاء؟
د. حمزة بن محمد السالم

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة