Friday  26/11/2010 Issue 13938

الجمعة 20 ذو الحجة 1431  العدد  13938

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

المملكة وخدمة الحجيج
محمد بن سكيت النويصر

رجوع

 

منذ تأسيس المملكة العربية السعودية على يد المؤسس الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- والعناية بالحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة تفوق الوصف، حيث كان من الأوليات التي عُني بها المؤسس -رحمه الله- وفي مقدمة الأعمال التي بدأ بها بعد التأسيس تأمين طريق الحجاج لعلمه -رحمه الله- ما كان يعانيه الحجاج سواء من داخل البلاد أو القادمين من خارجها وما يلاقونه من أذى قُطّاع الطريق والمتربصين بهم فكانت عبارة الداخل مفقود والخارج مولود تصدق على من يقصد الديار المقدسة آنذاك، ولاهتمامه -رحمه الله- وهو يتخذ القرآن دستوراً له ويهتدي بسنة رسول الهدى عليه الصلاة والسلام ولإيمانه بأن الحج أحد أركان الإسلام ويجب على ولي الأمر أن ييسر الطريق إليه اهتم -طيب الله ثراه- بذلك الأمر وراح يؤدب أولئك الذين يتربصون بالحجاج الدوائر ويتربصون لهم وهم في طريقهم إلى مكة أو المدينة فيسلبونهم متاعهم بل قد يصل الأمر إلى القتل في بعض الأحيان. وكبار السن من الأجداد والآباء أدركوا ذلك ونقله إليهم من قبلهم والمؤرخون ذكروا ذلك وهم يؤرخون لتلك الحقبة الغابرة.

وحيث عُني المؤسس بذلك فأرسل من يقطع الطريق على اللصوص ومن هم على شاكلتهم فأمن الناس على أرواحهم وأموالهم وأعراضهم فكثر الحجاج وأتوا إلى الديار المقدسة دون خوف لما علموا - أن الملك المؤسس -رحمه الله- أمّن لهم الوصول إلى المشاعر المقدسة فجاءوا من كل فج عميق ليؤدوا نسكهم بكل يسر وسهولة وأمن منقطع النظير.

إضافة إلى ما شمل الحرمين في مكة والمدينة من توسعة وفق ما تسمح به الإمكانات المتاحة، وتهيئة كافة السبل التي تيسر للحجيج أداء شعيرة الحج لمن يقصد الديار المقدسة وفق ما جاء في شريعة الإسلام الغراء.

واستمرت تلك العناية والرعاية بمشاعر الحج في عهد أبناء المؤسس - ممن تولوا القيادة بعده - رحمهم الله رحمة واسعة وأسكنهم فسيح جناته- واتخذوا الإشراف المباشر على الحجيج سمة لهم، فكان ذلك كفيلاً بنجاح مواسم الحج رغم كثرة القادمين إلى المشاعر ومن جنسيات متعددة وثقافات متنوعة رغم كل ذلك تتضافر الجهود الحكومية والأهلية في خدمة ضيوف الرحمن فيؤدون نسكهم بكل يسر وطمأنينة ويغادرون إلى أوطانهم وألسنتهم تلهج بالدعاء لقادة الوطن بالتوفيق والسداد وأن يجزيهم الله خير الجزاء لقاء تلك الخدمات التي تتوفر لهم كل عام ويجزل الأجر والمثوبة لكل من ساهم بخدمتهم بأي جهد كان من أبناء المملكة.

وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني استمرت الرعاية والعناية بالحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة وتم صرف مليارات الريالات على المستلزمات المطلوبة لموسم حج ناجح بكل المقاييس.

فكان للعناية بالجمرات وإقامة عدد من الأدوار أن أصبح رمي الجمرات يتم بأقل جهد وفي أقصر وقت وبدون أضرار تذكر، تبع ذلك توسعة المسعى، حيث يُؤدي حجاج بيت الله الحج والعمرة في يُسر وسهولة فاقت الوصف ولم تكن من قبل بهذه الصفة، ويأتي قطار المشاعر والذي سوف يخدم حجاج بيت الله فينتقلون من مشعر إلى مشعر بأقل وقت وبدون جهد يذكر.

وسوى ذلك مما توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين المشاعر المقدسة عناية ورعاية ومسك الختام مشروع الملك عبدالله لسقيا مياه زمزم ذلك الماء المبارك والذي يرتوي منه الحجاج والزوّار ولاسيما وأن المشروع الجديد والذي دشنه خادم الحرمين الشريفين في رمضان لهذا العام 1431هـ سوف يحقق الفائدة المرجوة منه وذلك بتيسير وصول مياه زمزم في عبوات مختلفة الأحجام وبطريقة صحية وبعيدة عن الطريقة التقليدية القديمة فجزى الله خادم الحرمين الشريفين خير الجزاء على هذه العناية والرعاية، والتطوير والتجديد هما سمة للقيادة الرشيدة ومما يذكر ويشكر في هذا قرار مجلس الوزراء الموقر بمنع دخول السيارات والتي تقل حمولتها عن (25) راكباً إلى المشاعر لما تسببه من عرقلة للسير وإشغال لمساحات الحجيج بحاجة إليها نظراً لصغر مساحة تلك المشاعر والتي يفد إليها ملايين الحجاج والزوّار إضافة إلى ما خصص للخدمات المساندة.

ثم تحية إكبار وإجلال للجهود التي يبذلها رجل الأمن الأول صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وسمو نائبه ومساعده ورجال الأمن في كافة القطاعات على العمل بكل جد وإخلاص في الاهتمام بأمن الحجيج وبذل المزيد من الجهود ليؤدي حجاج بيت الله نسكهم وهم في أمن وأمان.

وأختم بما يبذله صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة ورئيس لجنة الحج المركزية والعاملين معه في ترجمة الرغبة السامية للقيادة أن تكون الخدمات المقدمة لوفود الرحمن في أرقى مستوياتها ووفق ما خطط لها.

والشكر موصول لكل من بذل ويبذل جهده خدمة ورعاية وعناية بضيوف الرحمن الذين يفدون إلى هذه البلاد في كل عام حتى يجدوا الراحة والطمأنينة وهم يؤدون نسكهم من خلال تلك الخدمات العالية في عدة مجالات.

إن أولئك الحجيج وهم يفدون إلى هذه البلاد إنما يستجيبون لنداء الحق جلّ وعلا:

?وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ? الحج 27

(سلمتَ أيها الوطن وسَلِمَ الحجيج).

- مدير المعهد العلمي في محافظة الرس - جامعة الإمام

 

رجوع

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة