Sunday  28/11/2010 Issue 13940

الأحد 22 ذو الحجة 1431  العدد  13940

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

           

تطرقت هنا في مقالي (من همّرك يا هامور ؟) المنشور يوم الأحد (3 أكتوبر 2010م)، إلى ظاهرة تزايد حالات النصب والاحتيال في منطقة المدينة المنورة على أيدي عدد من الهوامير المستغلين تحت عنوان (الاستثمار)، حتى تفردت هذه المنطقة بدخول هامورة من النساء وهامور من المعلمين في سوق الهومرة والتهمير، إلى أن أصبح للجن والعفاريت،

سطوة على البعض من ضعاف النفوس، المتطلعين إلى مئات الملايين للثراء غير المشروع..!

ظاهرة الهومرة في المدينة المنورة، وفي غيرها من المناطق والمدن، هي القمة في الفساد، لا يوازيها سوى التزوير في وثائق شرعية وصكوك ملكية على ملايين الأمتار في منطقة هي من أغلى المناطق في العالم، فهناك قضاة وكتاب عدل وموظفون ومهندسون وعقاريون وغيرهم، تم الكشف عنهم مؤخراً؛ وظهر أنهم (شفطوا) مئات الملايين بالنصب والاحتيال والغش والتزوير والخداع، ومع ذلك يدعي أحد كبرائهم أنه كان مدفوعاً إلى هذا (الشفط) العجيب بفعل السحر، فهو لا حيلة له ولا قوة، والمسحور - كما أراد ويريد على ما يبدو - معذور مرفوع عنه القلم حتى ينشط من سحره..!

* أود أن أبدي إعجابي - حقيقة - بما يجري اليوم في (المدينة المنورة).. ليس بهذا الفساد الكبير الذي أضر بالصغير والكبير في طيبة الطيبة وفي كل شبر في هذه البلاد الطاهرة، ولكن بهذه الشفافية التي نشهدها على مرأى ومسمع من الناس كافة، فالكشف عن الفساد والمفسدين بهذه الصورة التي نتابعها ونقرأ عنها كل يوم، عمل مشرف لكافة القيادات الرسمية في المدينة المنورة، وفي مقدمتها إمارة المدينة المنورة والأجهزة الأمنية فيها، وإذا استمرت هذه الجهود على وتيرتها التي هي عليها اليوم، فسوف تتخلص المدينة المنورة من رؤوس الفساد ومن أذنابه في وقت وجيز، وسوف تضع خبرتها في متناول غيرها في أرجاء الوطن العربي كله.

* إن الحديث عن الفسدة في وسائل الإعلام كافة ليس عيباً، بل العيب هو في الدسدسة وتطمين الرؤوس والظهور بغير الواقع المعاش. إن واقع منطقة إدارية كبيرة هو بهذا الذي نقرأ عنه في الصحف، ولكنها تثأر لنفسها من هكذا واقع، وتثور على هوامير الاستثمارات الوهمية، وتشل أيدي السراق المستغلين لمواقعهم الإدارية ومناصبهم الوظيفية، وتسعى لأن تتعافى من هذا الداء بدواء الشفافية الذي أكد عليه رائد الإصلاح الكبير الملك (عبد الله بن عبد العزيز) حفظه الله أكثر من مرة، الذي لم ينف وجود الفساد في البلاد، بل اعترف به، وشكل له هيئة لملاحقته واجتثاثه من جذوره.

* إذن.. هذه هي (منطقة المدينة المنورة)، نراها تخوض حرباً مقدسة مع الفساد والمفسدين، وتتعقب المدلسين والمندسين، فنحن نحييها، ونشد على أيدي مسئوليها.

* أتمنى من كل قلبي أن تكون كافة مناطقنا ومحافظاتنا ومدننا وقرانا وبوادينا خلواً من كل فساد ومفسدين، وأن ينعم الناس بعيشهم بعيداً عن الغش والخداع والاستغلال والسرقة، هذه أمنية كل مواطن. فالفساد الذي أضر بنا في حقيقته، هو فساد إداري ومالي بالدرجة الأولى، وهو أس كل فساد يأتي بعده ويبنى عليه، لأن الفساد الأخلاقي هو فساد أشخاص فقط، أما الفساد الإداري ومن ثم المالي، فهو الذي يولد مفاسد لا عد لها ولا حصر، ومنها يأتي الفساد الأخلاقي، فالمرء إذا استمرأ استغلال وظيفته، وخان أمانته، فسدت بالتالي أخلاقه، فانتشر ضره، وعم شره، ونسأل الله العافية من كل ما يفسد ومن يفسدون.

assahm@maktoob.com
 

التصدي للفساد في المدينة المنورة ..؟!!
حمّاد بن حامد السالمي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة