Monday  29/11/2010 Issue 13941

الأثنين 23 ذو الحجة 1431  العدد  13941

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

           

كان الناس قديما يعتمدون على الشمس في معرفة الوقت خلال النهار عند الشروق وعند الغروب وكذلك في أوقات الضحى والظهيرة والأصيل. كما كانوا يعتمدون على النجوم والقمر في معرفة الوقت خلال الليل. وقد اهتدوا أيضا إلى معرفة الوقت عن طريق قياس الظل خلال أوقات النهار. أما في أوقات الأمطار والعواصف فقد كانوا يجدون صعوبة في تحديد الوقت خلاف الحال في الأيام والليالي الصافية. لذا فقد حاول الإنسان في العصور الماضية العثور على طريقة مناسبة تساعده على تحديد الوقت في جميع الحالات سواء كانت السماء صافية أو ملبدة بالغيوم.

ومن هذه المحاولات اختراع البابليين في بلاد ما بين النهرين «العراق حاليا» الساعة الشمسية التي تعتمد على قياس الظل في معرفة الوقت وهي عبارة عن دائرة بها علامات تبين عدد الساعات وفي وسطها توجد خشبة يقع ظلها على هذه العلامات خلال حركة الشمس من الشروق إلى الغروب. كما اخترع المصريون القدماء الساعة المائية وهي عبارة عن إناء حجري يملأ بالماء وبه ثقب يتسرب منه الماء بمعدل ثابت وعلى جدرانه علامات تبين مقدار الماء المسكوب وبالتالي يشير إلى الساعة. وبعد ذلك استخدم الناس الساعة الرملية وهي تحاكي الساعة المائية إلا أنه يستخدم الرمل بدلا من الماء.

ولا شك أن أول محاولة جادة لاختراع الساعة الحديثة كانت على يدي العالم العربي الفلكي ابن يونس عندما اخترع رقاص الساعة «البندول» في القرن الثاني عشر الميلادي. ثم ظهرت بعد ذلك الساعة الميكانيكية في أوروبا ولكنها لا تحدد الوقت بالدقيقة لعدم وجود عقارب لها ولكنها تطلق إشارة عند مرور ساعة من الزمن. وفي الثلاثينيات الميلادية من القرن الماضي تطورت الساعة الميكانيكية وأصبحت تحدد الوقت بالساعة والدقيقة على مدار الساعة. وفي منتصف الخمسينيات من القرن نفسه تم اختراع الساعة الذرية والتي تبلغ من الدقة أنها لا تؤخر ولا تقدم ثانية واحدة على مدى مدة طويلة تصل إلى قرنين من الزمان.

وتجدر الإشارة إلى أن أكبر ساعة في العالم هي ساعة مكة المكرمة التي تقع في أعلى برج من أبراج البيت «وقف الملك عبد العزيز» المطل مباشرة على ساحات الحرم المكي الشريف. ويهدف المشروع الذي تم تدشينه في شهر رمضان 1431هـ إلى جعل توقيت ساعة مكة المكرمة كواحد من التوقيتات الرئيسة في العالم في مواجهة ساعة «بيج بن» الشهيرة في لندن. ويبلغ الارتفاع الإجمالي لبرج ساعة مكة المكرمة «601» متر حيث يعلو الساعة من الجهات الأربع لفظ الجلالة «الله». ويحتوي برج الساعة على متحف إسلامي ومرصد فلكي يستخدم لأغراض دينية وعلمية. وسيتم ربط توقيت ساعة مكة المكرمة بشبكة التوقيت العالمي «يو تي سي» الموجود في العاصمة الفرنسية باريس.

أما في الوقت الراهن فقد تطورت صناعة الساعات تطورا كبيرا . وأصبحت متعددة الأنواع والأشكال والأحجام والأغراض . كما أصبحت الساعة من المستلزمات الشخصية للفرد ويكاد يجمع عليها الناس في جميع أنحاء المعمورة على اختلاف ثقافاتهم وأجناسهم. ومن الجدير ذكره أن أسعار الساعات تتفاوت تفاوتا هائلا فمنها الغالي والنفيس الذي لا يستطيع اقتناؤه إلا الأثرياء ومنها ما يباع بأبخس الأثمان. وتعتبر الساعة من أهم الهدايا التي اعتاد الناس تقديمها للأحباب والأصحاب في المناسبات المختلفة على مر العصور والأزمان. والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.

(*) عضو هيئة التدريب بمعهد الإدارة

 

الساعة والناس
منصور بن صالح اليوسف

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة