Tuesday  30/11/2010 Issue 13942

الثلاثاء 24 ذو الحجة 1431  العدد  13942

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

           

دون الدخول في أية تفاصيل، أو الكشف عن الأسباب الحقيقة لقرار إعلان الحرب على العراق، والتي أسماها «حرب التحرير»، دافع الرئيس الأمريكي السابق «جورج دبليو بوش» عن إرثه السياسي المثير للجدل،

مستمرا في غسيل الأدمغة، وتزييف الحقائق، ساخرا بكل الشعوب، ومستفزا لكل المنادين بالحرية، موعدا على أن يكون كما يقول: «أريد أن أكون جزءاً من التاريخ، لأنني أمضيت كثيراً من الوقت في قراءته . آمل بأن يدرك الناس كيف يعمل التاريخ».

كتاب «لحظات حاسمة»، كتبه «بوش» في «497» صفحة، وطبع منه «1.5» مليون نسخة. صدر بعد أسبوع من الانتخابات التشريعية الأمريكية، عقب نجاح الجمهوريين فيها؛ من أجل التجديد النصفي للكونجرس. دافع فيه عن أخطائه في الحملة قبل غزو العراق، وعدم العثور على أسلحة دمار شامل، قائلا: «كنت أكثر من أصيب بالصدمة والغضب، عندما لم نعثر على الأسلحة . انتابني شعور مقزز كلما فكرت بالأمر، ولا أزال». وعندما سئل من قبل تلفزيون «إن بي سي»، عما إذا كان يعتزم الاعتذار عن أخطائه؟. أجاب بالنفي. قائلا: «الاعتذار معناه: أن القرار كان خاطئا».

في الحرب التي شنها «بوش»، أزهق فيها ألوفا مؤلفة من الأرواح البريئة، وتجاوز كل المقاييس الإنسانية والأخلاقية؛ ليماري أبشع ألوان الجبروت والطغيان. واعتدى فيها على دولة قائمة، بعد أن دمر مدنا وقرى كاملة، يقطنها الأبرياء.

- لا زالت - أتذكر تصريح «بوش» أمام البرلمان الأوروبي، عندما كان يستعجل إطلاق ما أسماه ب»إستراتيجية الضربات الوقائية»، وهو يقول: «إذ انتظرنا إلى أن يتحقق التهديد، فسننتظر طويلا». وهي الإستراتجية الجديدة، التي تبنتها الولايات المتحدة الأمريكية؛ لتحقق بها مزيدا من التوسع والهيمنة في العالم، تحت غطاء «الدفاع عن النفس». وكان من نتاج ذلك: أن حطمت العراق وجيشه، ودمرت بنيته الصحية والنفسية والمعنوية؛ من أجل أن تؤكد: أن النظام العالمي، أصبح أحادي القطبية.

إن تدمير العراق كان ضرورة أمريكية، وحاجة إسرائيلية، ومطلبا ظالما للشرعية الدولية. حين صدر قرار شن الحرب على العراق، بشتى أنواع الأسلحة والمحرمة دوليا، ودون تقديم الغطاء الشرعي والأخلاقي للحرب، على الأقل: وفق القواعد الإستراتيجية، التي وضعتها أمريكا - نفسها -، بعد الحادي عشر من سبتمبر. فكشفت عن وجه كالح عبوس، يضمر الظلم والعدوان ويتعامل مع المستضعفين، بكل استعلاء وصلف وغرور.

ما قمتم به أيها الرئيس، فضح زيف كل الشعارات، التي كانت أمريكا تتغنى بها، وعرت نفسها أمام العالم -سياسيا وعسكريا وفكريا-. وهذا الصحفي الأمريكي «وليم بلوم»، الذي ألف كتابا وثائقيا، بعنوان: «الولايات المتحدة..»، تناول من خلاله «276» وثيقة، قدم من خلالها مئات الحجج والبراهين، على طيش أمريكا ونزقها، ومن تلك الوثائق: «الحرب التي شنها بوش على العراق». كما يؤكد الكاتب الأمريكي الشهير «جور فيدال» في كتابه المهم، الذي أصدره عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر، ورفضت مؤسسات النشر الأمريكية نشره، وعنوانه: «حرب دائمة من أجل سلام دائم»، فقد تضمن جدولا، حصر فيه حالات تعتدي فيها الولايات المتحدة الأمريكية على القيم الديمقراطية، وبعضها مخالفة بشكل واضح لقواعد الشرعية الدولية. عندها أيها الرئيس، لم نكن في حاجة إلى استشراف مخبوءات المستقبل؛ كي لا تفجأنا بمعطيات جديدة، فنحن مستعدون لها.

الآن، وبعد أن أسدل الستار عن المحركات الخفية، والدوافع النفسية، والبواعث العقدية لحرب العراق. وجعلت الرصاص وحده يا سيادة الرئيس، هو الذي يتكلم. هل لا زلت تتساءل بعد ذلك: «لماذا يكرهوننا؟!».

drsasq@gmail.com
 

مذكرات بوش.. من بلاد الرافدين!
د.سعد بن عبد القادر القويعي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة