كلما حل عارض يكشف للناس معادن الرجال ويعزز تماسك هذا الشعب ووحدته خلف القيادة الحكيمة وأركانها الصناديد.. هذا ما لمسته بالضبط إبان نجاح عملية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض وعودته إلى أرض الوطن الغالي سالماً متمتعاً بالصحة والعافية ولله الحمد. وكيف تدافع أبناء الوطن للتعبير عن فرحتهم وسعادتهم. ليس بمقدور هذه الكلمات أن ترسم أو تصف مكانة سموه الكريم في قلوب المواطنين عامة وسكان منطقة الرياض على وجه الخصوص.
ولكل نقول، كيف ولِمَ لا وهو الذي ظل يسهر من أجل راحتهم وأمنهم وتوفير حاجياتهم وتذليل كافة سبل العيش للمواطنين والمقيمين في منطقة الرياض.
وقلت إن العوارض الصحية مهما حضرت تعكس قيمة الرجال في عيون أبناء الوطن.. وثنائهم لجهودهم ومواقفهم وهو ما جسده شفاء سموه الكريم الذي اعتبره المواطنون عيداً تزامن مع عيدين، عيد الأضحى وموسم الحج وظهر ذلك جلياً في إقبال المواطنين في تظاهرة غير عادية إلى المطار وقصر الحكم وقصر سموه للتعبير عن فرحتهم وسعادتهم وتهنئته بعودته من رحلة العلاج والعيد. أكثر من نصف قرن من العطاء قادها سموه لبناء نهضة عاصمة في قلب الصحراء تحولت على يديه إلى تحفة حضارية تبهر كل من يتوجه إليها أو يراها عن بعد. إذ لم يبخل سموه بما أتاه الله من حنكة إدارية وعبقرية قائد وفراسة نادرة حتى وصلت عاصمتنا الحبيبة إلى مصاف عواصم دول العالم.
لم تكن الأيام القليلة التي قضاها سموه في رحلة العلاج سهل وقعها في قلوب أبناء الشعب السعودي. بل كانت أياماً وأياماً طويلة على كل محب لسموه ولكل ذي حاجة أو مشكلة، والذين كانوا قد اعتادوا الوقوف أمام سموه سواء في قصر الحكم أو قصره العامر ويستقبلهم بكل بشاشة وتواضع.
رجل عاش أكثر من نصف قرن وسط شعب محب لا بد أن يسكن في قلوب يمدهم بدفء الأبوة والحنان ويمنحهم الاهتمام.
لم يكن بوسعي كما قلت وصف المشاهد العظيمة واللوحات التي رسمها المواطنون فرحة بعودة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز من رحلة العلاج ولكني أستطيع أن أقول فقط إن هذا من حظه الطيب وما يستحقه سموه من هذا الشعب الوفي الذي لا يمكن أن ينسى جميل رجل سهر الليالي لينام هو ملء جفونه ونقل العاصمة الحبيبة من مجرد أحياء إلى مدينة حديثة يرفل سكانها في نعيم لا ينضب -بإذن الله- ومعين يتجدد كل صباح بالتقدم والازدهار.
أطال الله عمرك يا صاحب السمو وأبقاك ذخراً لهذه الأمة وأتم الله الصحة والعافية لمليكنا خادم الحرمين الشريفين وأعاده إلى بلاده سالماً وحفظ الله لنا صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية وحفظ الله بلادنا من كل كيد وشر.
