Thursday  02/12/2010 Issue 13944

الخميس 26 ذو الحجة 1431  العدد  13944

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

 

ها هي الرياض تبتهج بعودة أميرها سلمان
عمر بن عبدالله بن مشاري المشاري(*)

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ها هي الرياض المدينة العامرة التي لا تهدأُ من الضجيج نهاراً ومساءً، إنها الرياض التي تتربعُ على مساحةٍ كبيرةٍ في اتساعٍ مستمر؛ فهي مدنٌ في مدينةٍ، مركزها قصر الحكم، أُحدِّثكم عن الرياض ما كانت عليه وما هي عليه الآن، فهي قبل عقود ثلاثة تختلف عن حالها المشاهد، إنَّ الرياض قديماً ذات طابع خاص يعيش أهلها حياةً بسيطةً مقارنةً بما هم عليه الآن، ألم تكن المدن الكبرى في العالم ذلك الحين تعيش التطور والتقدم؟ وتستخدم وسائل التقنية المتاحة في حين كانت الرياض لا تُذكر إذا ذُكرت تلك المدن، ألم يكن من يسير في فجاج وسكك الرياض يراها كبيرة واسعة؟ بينما الناظر لما تبقَّى منها الآن يراها ضيِّقةً صغيرةً، ألستم أيُّها المعاصرون لتلك الحقبة من الزمن ترون تلك العربة التي يُحمل عليها علفٌ، وقاز؟ ويُحمل عليها ما يُحتاج لحمله يجرُّها حمارٌ يُضني قائده في توجيهه، أثناء مزاحمته للمركبات على قلتها في السكك والطرقات وعند الإشارات المروريَّة، إنها الرياض التي كانت تهجع بعد صلاة العشاء ويعمُّ السكون أرجاءها، إنها الرياض التي كان أهلها يعيشون في بيوت لا تكاد تتجاوز مساحتها مائة متر، بُنيت من الحجر والطين تحمل سقوفها مرابيع الخشب فلم يُر التكلف في حياة أهلها في جيلٍ تأصلت فيه روحُ المحبَّة والطُهر والأخوَّة الحقيقيَّة، وبروز التكافل الاجتماعي فيهم، فالجيران مترابطون كأنهم أهلٌ وإخوانٌ يواسي بعضهم بعضاً، في تعاونٍ يزيدهم ترابطاً وإخاءً، نعم هي الرياض بالأمس كما شوهدت وذُكرت، وهي الرياض اليوم كما تُرى وتُعاين؛ إذ لا تزالُ مستمسكة ببعض ما تبقَّى من ماضيها الجميل الذي يُزيِّن حاضرها البهيج وهي تسبح في التطور التي ضاهت به المدن المتقدمة في استخدام وسائل التقنية المعاصرة وجعلها جنباً إلى جنب ما تبقَّى من عبق الماضي الذي لا يكاد يُنسى جماله ورونقه.

إنَّ سكان الرياض بالأمس لا يبلغون عشر معشار سكانها اليوم، ومساحتها التي بالأمس هي مركزها اليوم، اتسعت رقعتها فأصبحت مائة كيل في مائة كيل، فالأحياء مترامية الأطراف شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً تشقُّها الطرق الواسعة التي تضيق بالمركبات الصغيرة والكبيرة والشاحنات الضخمة، إنها الرياض التي تعيش حركةً عمرانيةً كثيفةً، فبيوتها قصورٌ وقصورها كالقرى، فالمنازل الصغرى فيها لا تكاد تقل عن ثلاثمائة متر، والمنازل الكبرى تقارب ألف متر، وها هي الرياض تصنع بذرة التكافل الاجتماعي بعد أن كادت تُمحى في ظل المدنيَّة الصاخبة، وذلك بمشاريع الإسكان الخيري الذي يُشرف عليه ويرعاه أميرها - حفظه الله -، إنها الرياض التي اكتست بحلل الجمال حيث الحدائق المنشأة، والعمائر السامقة التي تُضارع الجبال حجماً وتُعانق السحاب ارتفاعاً، هُندست بطريقةٍ إبداعيَّةٍ، والرياض كذلك رياضٌ للثقافة والعلم والمعرفة، أُسِّست فيها الجامعات التي أنجبت ولا تزال تنجب المتخصصين في شتى العلوم، فعمَّ نفعهم بلادهم وفاخرت العالم بمن تميَّز منهم، وأنجبت العلماء الذين تزيَّنوا بالعلم الشرعي وكذلك الذين تميزوا في التخصص المهني، وساهموا في رُقيِّ ونهضة العصر الحاضر، والرياض أنجبت الأطباء الأكفاء، فها هي الكليَّات الطبيَّة تُخرِّج الدفعات تلو الدفعات، وها نحن نرى أطباء إناثاً وذكوراً ذوي كفاءاتٍ عاليةٍ حازوا شهرةً عالميةً، ألست ترى كيف تُجرى العمليات المعقدة الناجحة في فصل التوائم السياميين، وجراحة القلب، والتقدم في تقنية النانو وغيرها..؟

إنَّ التحول السريع والاندماج الحاصل ما بين الأمس واليوم لم يكن ليحصل بجهدٍ سهلٍ يسيرٍ بل بعملٍ مُضنٍ وجهدٍ منقطع النظير بعد توفيق الله تعالى ثم توجيهات ولاة الأمر وسمو أمير منطقة الرياض صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله -، وها هي الرياض تبتهج فرحاً بعودة أميرها الذي توَّج إمارتها منذ قرابة خمسة عقودٍ مضت، فسلمان الرياض، والرياض سلمان ودامت الرياض ودام أميرها في حفظ الله ورعايته.

(*) خطيب جامع بلدة الداخلة في سدير -

Mashri22@gmail.com
 

رجوع

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة