Friday  03/12/2010 Issue 13945

الجمعة 27 ذو الحجة 1431  العدد  13945

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الثقافية

           

استكمالاً لحديثي عن الفن الإسلامي، وكيف أصبحت أراه من منظور آخر، سوف أحاول نقل جزء من تلك الصورة التي انطبعت لدي من خلال هذا المقال وإن كانت الصورة غير مكتملة حتى الآن.

ربما كان المجال الذي شدني أكثر في الفنون الإسلامية هو مجال التصوير أو الرسوم الإيضاحية في الكتب، وتلك الأعمال التي ملأت كتاب الملوك (شاهنامه) للفردوسي تحديداً، حيث يتم الاحتفال بمرور ألف عام على استكماله، وهو عبارة عن أكثر من ستين ألف بيت من الشعر المبني على نسخ نثرية لأساطير فارسية قديمة، وهو يشابه كتاب «كليلة ودمنة» المستمدة من الأساطير الهندية التي ترجمها عبدالله بن المقفع من النسخة الفارسية، وتضم مجموعة من القصص والأساطير من مملكة الحيوان، ولكن عدا عن الموضوع أصبح الأسلوب الفني المتبع في الرسوم في مثل هذه الكتب نموذجاً للتصوير الإسلامي ويتم تدريسه اليوم تحت هذا التصنيف، لا كونه فناً فارسياً فقط! وهذا مثال واحد لارتباط الفن بالثقافة المحلية واستلهام رموزه منها.

أيضاً يمكن أن نرى من خلال تاريخ العمارة نموذج انعكاس الفكر الإسلامي إضافة للثقافات المحلية والتأثيرات السياسة على الشكل المعماري والعناصر الفنية المضافة، فعلى سبيل المثال يمكن أن نرى كيف كان التخطيط للمسجد في بداية الإسلام علامة على الزهد، وحتى المآذن لم تكن معروفة في عهد الرسول، ثم تغير ذلك في عصور لاحقة ليكون المسجد أهم عنصر معماري في تخطيط المدن، بل كيف أن بعض العناصر المعمارية أضيفت لحاجة سياسية أو دينية أو معمارية ثم أصبحت جزءاً من تقاليد العمارة الإسلامية لاحقاً، أيضا ربما كان ذلك هو السبب وراء الاتجاه إلى التجريد في تلك المباني الدينية خلافاً للمباني السكنية كالقصور، لتكون الزخرفة بأسلوب فني خالٍ من الصور المرتبطة بالمعبودات كجزء من فكر الفنون القديمة ليصبح التجريد أسلوباً خاصاً بالفن الإسلامي في ذلك الوقت يميزه عن فنون عصره بما يتناسب مع قدسية المكان، بينما كانت القصور مليئة بالرسوم الجدارية للكائنات الحية.الفن الإسلامي يعد اليوم من أهم وأكثر الفنون العالمية ابتكارية وتميزاً في تاريخ الفن، وهو فن متشعب ويعكس مساحة العالم الإسلامي مع وحدته، ولكن للأسف أنه لم ينمُ داخل الجزيرة العربية، بل تبع السياسة ونما خارجها مثله مثل الخلافة التي خرجت من المدينة بعد عصر الخلفاء الراشدين، إلى الشام ثم العراق ثم مصر وتركيا وغيرها من بلدان العالم الإسلامي، وبالطبع لا نشك في أن الفن مرتبط بالقوة السياسية والاقتصادية لأي أمة ويعطي صورة لتلك القوة.

ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل الفن في المملكة العربية السعودية يعكس قوتها الاقتصادية والسياسية الآن؟

 

ايقاع
الفن الإسلامي من منظور آخر (2-2)
د. مها السنان

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة