Friday  03/12/2010 Issue 13945

الجمعة 27 ذو الحجة 1431  العدد  13945

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الاقتصادية

           

المتابع الجيد لمقالات الكتاب المحترفين في الصحف السعودية، وكتاب الأعمدة اليومية بشكل خاص، لن يجد صعوبة تذكر في ملاحظة ميل بعض هؤلاء الكتاب إلى النقد، بصرف النظر عن الموضوع وتوافقه مع تخصص الكاتب أو خبرته. والذي أعرفه أن للنقد أسساً موضوعية من أهمها أن يكون الناقد متخصصاً أو عالماً أو خبيراً في الموضوع. ولكن ما يحصل من كثير من هؤلاء الكتاب هو مسألة فرض عضلات والظهور بمظهر العارف ببواطن كل الأمور وتبني أنموذج «بتاع كله». ولم ترقَ الدول الصناعية إلى مكانتها المرموقة، إلا لأنها آمنت بمبدأ التخصص في العمل، فجاء عمل كل عامل متقناً وجيداً، وتجنب المجتمع العشوائية في العمل وهدر الموارد والاستخفاف بعقول الناس.

ولكي يتقن هؤلاء الكتاب الدور، فإنهم يلبسون ثياب المثالية فتتكون لدى بعضهم فوقية عجيبة تعكس ازدواجية ممقوتة وواضحة في شخصياتهم. فهذا الكاتب يدعي أنه لا يتابع مباريات كرة القدم، لأنه ينظر إليها بدونية ويتعجب من احترام الناس لأقدام اللاعبين وانصرافهم عن رؤوس المفكرين. وذلك يدعي أنه مرَّ عرضاً على قناة فضائية عربية تقدم أغاني هابطة وأجساداً عارية.

هذه الفوقية التي يمارسها بعض من يصفون أنفسهم بأنهم النخبة من المجتمع، هي في واقع الأمر مشكلة اجتماعية متراكمة تجسد نمطاً سلوكياً له جوانب سلبية عديدة، لعل من أهمها أنها تطرح حلولاً مثالية لا تتفق مع الواقع، وبالتالي تسهم في خلق رؤية ضبابية تساعد على تكريس ازدواجية الشخصية في المجتمع، وهي داء بنخر في جسد المجتمع فيجعله ضعيفاً غير قادر على مواجهة تحديات العصر واستحقاقاته.

وبحكم تخصصي في الاقتصاد، أجد أنني أكثر حدة في نقد هؤلاء الكتاب عندما يتناولون قضايا الاقتصاد، وهم لا يعرفون أبجديات علم الاقتصاد، فتأتي طروحاتهم لتزيد الطين بلة.

رئيس (دار الدراسات الاقتصادية)- رئيس تحرير مجلة (عالم الاقتصاد) - الرياض

 

شذرات اقتصادية
كتاب بتاع كله...
عبد العزيز اسماعيل داغستاني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة