Friday  03/12/2010 Issue 13945

الجمعة 27 ذو الحجة 1431  العدد  13945

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

أفاق اسلامية

 

د. إبراهيم الدوسري أستاذ القرآن الكريم وعلومه لـ«الجزيرة»:
بدأت رحلتي مع تحكيم المسابقات القرآنية منذ 22 عاماً

رجوع

 

الرياض - خاص بـ(الجزيرة):

أكد الأستاذ الدكتور إبراهيم بن سعيد الدوسري أستاذ القرآن الكريم وعلومه بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض أن لجوء بعض قراء القرآن الكريم إلى القراءات كوسيلة لتجميل الصوت ظاهرة غير حميدة، وقال: ينبغي أن يهتم القارئ بتحسين التلاوة والترغيب في الإنصات، وأضاف أن معرفة قراء القرآن الكريم بالقراءات المختلفة وحفظها يسهم في نقل القرآن وقراءاته المتواترة وتحصيل الأجر والمثوبة.

جاء ذلك في حوار مع د. الدوسري حول قراءة القرآن الكريم وتعدد القراءات وضوابطها.

بداية نود أن تحكوا لنا قصة رحلتكم مع حفظ القرآن الكريم، ومتى كانت البدايات، ومسيرتكم مع المسابقات القرآنية؟

- بفضل الله وتوفيقه فقد حظيت منذ نعومة أظفاري بوالدين صالحين -رحمهما الله- حيث غرسا في قلبي حب الدين وأهله وتلاوة القرآن وهداياته.

وحين التحقت بالمرحلة المتوسطة في التعليم العام لقيت التشجيع من إدارة المدرسة، وهي متوسطة الإمام أحمد بن حنبل في الرياض، كما لقيت التشجيع من معلمي الدروس الشرعية ومن مدرس اللغة العربية.

وكانت الانطلاقة الفعلية بتنظيم تلك المدرسة مسابقة قرآنية في حفظ جزئي تبارك وعمّ، وكان ذلك عام 1397هـ، حيث حصلت على المركز الأول.

ومن ثم شاركت في عدد من المسابقات القرآنية المحلية، ومنها مسابقة قرآنية في حفظ سورة الكهف وتفسيرها حيث حققت فيها المركز الأول على مستوى مدراس المملكة العربية السعودية، وكان ذلك في المرحلة الثانوية.

ثم شاركت متسابقا في المسابقة الدولية في مكة عام 1405 هـ في الفرع الأول وحصلت -بحمد الله جل وعلا- على المركز الثاني، وفي هذا العام عُقدت مسابقة قرآنية على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي، وحققت فيها المركز الأول بتوفيق الله عز وجل، وفي هذه الأثناء تلقيت القراءات السبع والقراءات العشر من طرق الشاطبية والدرة والطيبة بفضل الله تعالى.

ومن ثم بدأت رحلتي مع تحكيم المسابقات القرآنية، ففي السنة التي افتتحت فيها مسابقة خادم الحرمين الشريفين في إندونيسيا بجاكرتا عام 1409هـ انتدبت إليها محكما، وكان يقوم بتنظيم هذه المسابقة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ويشرف على تنفيذها معهد العلوم الإسلامية والعربية في جاكرتا، وتُقام على مستوى جمهورية إندونيسيا.

ثم شاركت في عدد من السابقات المحلية والدولية وعلى رأسها مسابقة الملك عبدالعزيز في حفظ القرآن الكريم وتلاوته وتجويده وتفسيره، وذلك مذ عام 1414هـ حتى تاريخه.

وهنا لا أنسى جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية التي ذللت لي سائر السبل -بفضل الله تعالى ومنته- لتحصيل العلوم الشرعية وتعليمها وبخاصة في التفسير وكافة علوم القرآن طالباً ومعيداً وأستاذاً أدام الله عزها في ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده ونائبه الثاني.

ما أهم الشروط التي ينبغي توافرها في حافظ القرآن الكريم؟

- عني العلماء قديما وحديثا بتلك الشروط في مؤلفاتهم، ومنهم من أفردها بالتأليف في آداب حامل القرآن.. وأحسب أن أهم الخصال التي ينبغي توافرها فيه أن يكون قدوة صالحة، بحيث تتمثل فيه أخلاق القرآن وهداياته.

لماذا تعددت قراءات القرآن الكريم فأصبح هناك القراءات السبع والقراءات العشر؟

- سبب ورود القرآن على سبعة أحرف للتخفيف على هذه الأمة لأن العرب كانت لهجاتهم متعددة، وكان يعسر على أحدهم الانتقال من لهجته إلى غيرها، كما في الحديث:»إني بعثت إلى أمة أميين منهم العجوز والشيخ الكبير والغلام والجارية والرجل الذي لم يقرأ كتابا قط» قال:»يا محمد إن القرآن أنزل على سبعة أحرف».

فمثلا الهذلي يقرأ (عتى حين) يريد (حتى)، والأسدي يقرأ (تِعلمون وتِعلم وتِسود وجوه). والتميمي يهمز والقرشي لا يهمز، وغيرها.

ثم إن الصحابة (رضي الله عنهم) كان قد تعارف بينهم على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ترك الإنكار على من خالفت قراءتُه قراءةَ الآخر لأن كلُّ واحد منهم كان يقرأ كما عُلَّم، وإن خالف قراءَة صاحبه لقوله صلى الله عليه وسلم: «اقرؤوا كما علّمتم».

ولما مات النبي صلى الله عليه وسلم خرجَ جماعةٌ من الصحابة في أَيام الخلفاء الراشدين -رضوان الله عليهم- إلى ما افتُتح من الأمصارِ، ليعلموا الناس القرآن والدين فعلم كلٌّ واحد منهم أهل مصره على ما كان يقرأ على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فاختلفت قراءة الصحابة الذين علموهم.

فاختلفت قراءة أهل الأمصار لذلك، حتى وصل النقلُ إلى هؤلاء الأئمة السبعة أو العشرة ومن بعدهم.

هل يجوز للقارئ أن ينتقل من قراءة إلى أخرى كأن يقرأ آية وفق قراءة معينة ثم يعيدها وفق قراءة أخرى؟

- هذا عند القراء يعرف بجمع القراءات، وقد ترخّص به القراء في مقام التعليم فحسب، بشروط وأحكام مفصلة، وأما في غير مقام التعليم فقد منعه العلماء.

بعض القراء يلجأ إلى القراءات كوسيلة لتجميل صوته أو بمعنى أدق الاستعراض والحصول على استحسان الناس فما رأيكم في تلك الظاهرة؟

- تلك ظاهرة غير حميدة، وإنما الذي ينبغي هو تحسين التلاوة للترغيب في الإنصات إليها، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «زينوا القرآن بأصواتكم»، حيث إن القرآن إذا أُدِّي بصوت حسن كان أدعى إلى الإنصات إليه، فالدعوة في الحديث إذاً لتحسين القرآن وإظهاره للناس بأبهى حلله، وليست لمجرد تحسين الصوت فحسب، لأن المقصود القرآن وليس القارئ.

هل استعراض بعض القراء القرآن بمعرفتهم بالقراءات يعد من التنافس المحمود أم المذموم؟

- الغرض من معرفة القراءات وحفظها الإسهام في نقل القرآن الكريم وقراءاته المتواترة وتحصيل الأجر والمثوبة، وأما ذلك الاستعراض وما شابهه فهو يتنافى تماما مع هذه المقاصد السامية.

ما رأيكم في التغني بالقرآن؟

- صحّ عن الرسول صلى الله عليه وسلم قوله: «ليس منا من لم يتغنّ بالقرآن» ولهذا كان السلف يحسّنون أصواتهم بالقرآن امتثالا لهذا الحديث وما جاء في معناه من الأحاديث الكثيرة التي ترغب في تزيين التلاوة والترنم بها بما تسمح بها طبيعة الإنسان من غير تصنّع، وبما يبعث على تدبر القرآن وتفهمه والخشوع والخضوع والانقياد للطاعة، فليس التغني لمجرد النغم من غير نظر إلى المعاني ومقتضاها.

وأما الألحان المصنوعة والإيقاعات الموسيقائية التي لا تحصل إلا بالتعمّل والتمرين، ولها مقادير ونسب صوتية لا تتم إلا بها فذلك كله مما شدّد العلماء النكير فيه وذلك صيانة لكتاب الله المعجز من العبث، ولهذا وضع علماء القرآن معايير دقيقة لتلاوة القرآن العظيم، وهي ما تضمنته أحكام علم التجويد، ومما تضمنته أن لا يكون التغني مشابهاً للغناء المنافي للخشوع الذي هو مقصود التلاوة، كما نصوا -رحمهم الله- على منع القراءة بالترعيد والترقيص والتطريب والتلحين، أما الترعيد في القراءة فهو أن يأتي بالصوت إذا قرأ مضرباً كأنه يرتعد من برد أو ألم، وأما الترقيص فهو أن يروم السكوت على الساكن ثم ينفر مع الحركة كأنه في عدو وهرولة، وأما التطريب فهو أن يتنغم بالقراءة ويترنّم بحيث يزيد في المد في موضع المد وغيره، وأما التلحين فهو القراءة بالأصوات المعروفة عند من يغني بالقصائد وإنشاد الشعر، وقد أنكر السلف القراءة بهذه الألحان، ولم يذكرها علماء التجويد والقراءات في مصنفاتهم إلا على وجه التحذير منها.

وقد انتشرت قراءة الألحان في الآونة الأخيرة بين أوساط بعض الناس، أما علماء التجويد والقراءات فلا يعتدون بها البتة، وإنما يشتغل بها من يتخذون القرآن الكريم حرفة لإحياء الليالي والمآتم ونحوها، وقد ابتلي بالتلحين الموسيقي بعض الناس ممن لا يُعتبرون من علماء التجويد ولا القراءات، وهذا النوع من التلحين لم يختلف في تحريمه؛ لأن الأداء الصحيح متوقف على مقدار معين في الحركات ومقادير الغنن والمدود، وكذلك التلحين يتعين له مقدار من الصوت لا يتم إلا به، فلا يمكن اجتماعهما في القرآن الكريم المنزل للإعجاز.

وقد ذُكر أن داود عليه السلام له معرفة بالنغم والعزف، وأن المزامير ما صنعت إلا على صوته، ولم يثبت في ذلك نقل صحيح يُعوّل عليه، والصواب تنزيهه عن ذلك، بل آتاه الله تعالى الصوت الحسن هبة إلهية إذ يقول الله تعالى:{وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُدَ مِنَّا فَضْلاً}، ولهذا يستحب تحسين الصوت بالقراءة، وهو أمر متفق على استحبابه.

 

رجوع

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة