Friday  03/12/2010 Issue 13945

الجمعة 27 ذو الحجة 1431  العدد  13945

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

أفاق اسلامية

 

رغم تنبيهات الأئمة والخطباء والإرشادات بضرورة إغلاقها
أصوات الجوالات أثناء الصلوات في المساجد.. مازالت مستمرة!

رجوع

 

الجزيرة - خاص

الهاتف الخلوي أو الجوال أو الهاتف المتحرك، من التقنيات المتقدمة التي شهدها عصرنا الحاضر، بيد أن الفوائد الكبيرة التي تحقق جراء اكتشافه وتصنيعه، إلا أن ذلك صاحبه عدد من السلبيات جراء إساءة استعمالها، ولعل من أبرزها رنين هذه الهواتف المتحركة في المساجد، فمنذ وصول الهواتف المتحركة إلى البلدان الإسلامية، أصبحت ظاهرة تقلق من يقصدون المساجد للصلاة جماعة، والظفر بقليل من الخشوع والخضوع لله بعيداً عن ضجيج الحياة، وتعب العمل، والانشغالات اليومية، ولابد أن كل مصلٍ يدرك حقيقة ذلك، أو لعله عانى مرة أو مرات من هذا النوع من الأذية الحديثة التي ظهرت بظهور الجوال، مما يدعونا إلى طرح عدد من التساؤلات: هل يليق هذا بدور العبادة؟ هل يليق هذا ببيوت ليست ككل البيوت ؟ وكيف نحقق لهذه البيوت قدسيتها، وفضلها، ومكانتها الإسلامية التي وردت في أكثر من آية في القرآن الكريم، وحديث في سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ} (36) سورة النور

صياغة السلوك

يقول د. عبد اللطيف بن إبراهيم الحسين - أستاذ الثقافة الإسلامية المشارك بكلية الشريعة بالأحساء: للمسجد أهمية كبرى ودور عظيم في حياة المسلم، فالمسجد ميدان تربية وتعليم وتزكية في وقت واحد، فهو ميدان تعلم حيث يتعلم المسلم فيه كيف يحترم شعور الآخرين وكيف ينضبط في الصف مع جماعة المصلين، وباهتمامه في أداء الصلوات الخمس في الجماعة مظهر عظيم في التمسك بالدين والأخلاق.

ومن هنا فيجب المحافظة على المساجد وعدم تشغيل الهواتف والجوالات ذوات النغمات المزعجة، ولا نشك في حرص هؤلاء أصحاب الهواتف والجوالات على أداء الصلاة في الجماعة فجزاهم الله خيراً، ولكن من النصيحة في المعروف والمحبة لهم أن ننبههم بأناة ورفق أنه من غير اللائق أن تصدر الهواتف الخلوية والجوالات ونحوهما أصواتاً مزعجة في المساجد، ففي ذلك انتهاك صريح للسكينة والخشوع للمصلين وللقارئين القرآن، وللذاكرين الله تعالى عموما الموجودين في المسجد.

ولا أبالغ إذا قلت إن بعض نغمات الجوالات أشبه بالنغمات المرتفعة الصوت والموسيقى الصاخبة وكأنك في مسرح وليس في مسجد ! ويمكن لصاحب الجوال الخلوي أن يجعل منبه الصوت على وضع الصامت أو الهزاز دون إيذاء لأحد، وإذا انتهى من أداء الصلاة، وخرج من المسجد فيستدرك المكالمات الفائتة ونحو ذلك.

إن واجبنا اليوم أن نسعى إلى تفعيل دور المسجد في استعادة زمام المبادرة للمشاركة الفعالة في صياغة سلوك الفرد والمجتمع، وأن نجعل من المسجد مركز إشعاع في حياتنا مثل ما كان في سلف الأمة، وأن نستفيد منه روحياً وتربويا وثقافياً واجتماعياً..وأن لا تكون نغمات الجوالات مزعجة ظاهرة مؤذية للمسلمين في أداء عباداتهم.

الهاتف الجوال

ويشير د. عبدالله بن محمد بن حميّد - المدير العام لفرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بمنطقة عسير: لا شك بأن الهاتف الخلوي أو الهاتف الجوال أو الهاتف المحمول إلى غير ذلك من المسميات المتعددة من نعم الله سبحانه على عباده إذ إنه ذو فوائد عظيمة لا تنحصر بحد كما أن صانعيه قد وضعوا فيه برامج وإمكانات كثيرة تضاف إلى كونه أداة للتواصل بين الناس، فعن طريقه يمكن التقاط الصور وتسجيل الأصوات والدخول إلى النت وإجراء الرسائل المكتوبة والصوتية والواجب على كل من أقتنى مثل هذا الجهاز العجيب أن يحمد الله تعالى على تلك النعمة وأن يستعملها في طاعة الله عز وجل القائل:

?وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لَّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ? (13) سورة الجاثية

والقائل:

?أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ? (20) سورة لقمان.

وأن يجتنب استخدام هذا الجهاز في الإضرار بالآخرين بأي شكل من الأشكال لأن ذلك يدخل في الإيذاء الذي نهى الله تعالى عنه في محكم كتابه الكريم حيث قال سبحانه:

?وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا? (58) سورة الأحزاب.

ومن ذلك تعمد كثير من الناس ترك أجهزة هواتفهم المحمولة مفتوحة أثناء أداء الصلوات المفروضة فيما أن يشرع إمام المسجد في الصلاة حتى تنطلق تلك الهواتف بأصوات عالية مزعجة تذهب الخشوع من المصلين وتجعلهم يدعون على أصحاب تلك الجوالات فمن أصوات موسيقية إلى أصوات مغنين إلى أصوات مؤذنين إلى أصوات تلاوات قرآنية إلى غير ذلك من المواد الصوتية المختلفة وكل ذلك حرام ومخالف لما أمر الله تعالى به ورسوله صلى الله عليه وسلم من الاطمئنان والخشوع في الصلاة وعدم خدش قدسيتها بأية طريقة وتحت أي ظرف هذا إلى جانب ما يتسبب فيه صاحب الجوال من انتهاك لقدسية المسجد وحرمته والواجب على المسلم أن يحذر من أذية إخوانه المسلمين لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول :(المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده.. الحديث) وعليه قبل أن يدخل في الصلاة مع جماعة المسلمين أن يتخذ أحد طريقتين لجهازه الهاتفي فإما أن يضبطه على الصامت بحيث أنه إذا فرغ من صلاته استطاع أن يعرف ما ورد على جواله من مكالمات ورسائل هاتفية دون أن يتسبب في إزعاج إخوانه المصلين وإما أن يقفله حتى ينتهي من أداء الصلاة وبذلك يتحقق درء إحدى المفسدتين.

 

رجوع

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة