Saturday  04/12/2010 Issue 13946

السبت 28 ذو الحجة 1431  العدد  13946

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

           

استوقفني وافد متواضع المظهر، في طريقي يوم أمس وأنا أتجه لمرفق ثقافي، يسألني عن عنوان مكتوب في ورقة بيده، هو لا يعرف قراءتها، وأنا لا استبين لغتها، وبلغة الإشارة أخذ يتكلم، وبورقة رسمية استطعت أن أعرف وجهته،.. وقبلا كنت قد وجدت امرأة تبحث عن رعاتها بعد أن ضيعتهم في مرفق عام، كانت ترغب في التوجه لمركز الأمن..، ومن المتوقع حينها أن تقع في يد من يساعدها على الهرب منهم والانضمام للعمل معهم، لا سيما أن كثيراً بل غالبية الأسر في تلك المدينة يعتمدون على العمالة من الباطن..،

ويشجع الفرد على كثير من التجاوزات النظامية إن هو لم يحرص على تزويد من يعمل معه بعنوانه واضحا، ووسائل الوصول إليه.. إذ حين يفقد القدرة على المحادثة بلغة المجتمع، ويجهل طرقها وعناوينها فهو حتما سيتعرض لواحد من أساليب الإغواء..، في ضوء فقد الكثير من القيم التي كانت تسود في المجتمع قبل طفرة الزيادة السكانية، وتنوع الهويات فيه، واختلاف مسالك التضليل..، وإلا فما المانع أن يرفض كل بيت أن يأوي من العمالة الهاربة، والمضللة بإغراءات زيادة الدخل، فيه ما يأوي..؟

كثيرا ما قيل عن التطهير الضروري لكل بيت ومرفق وحرفة من العمالة مجهولة المرجع..، صديقتي التي عملت لديها إندونيسية لثماني سنوات ذهبت في آخرها لزيارة أهلها، عادت لتهرب في منتصف شعبان بعد أن سرقت جواز سفرها وقيل لها إنها وجدت من يدفع لها ألفي ريال في مقابل زيادة خمسمئة ريال عما تقدمه لها..، لا أحسب أن هذا الموضوع جديد ولم يعالج..، غير أن من يبحث عن كهربائي لمعالجة بعض التمديدات في بيته سيفاجأ أن من دخل بيته إما هارب من كفيله أو تحت مراجعات نقل كفالة..، وعند معرفة الأسباب فإن التعامل معه عامل أساس لهروبه أو طلب تغيير كفيله، منها تحميله رسوم تجديد إقامته، وتكاليف سفره في إجازته، أو تسريحه في المدينة للعمل الحر مقابل تقديم جزء من دخله لكفيله..، تجارة أخيرة غير مشروعة أخلاقيا، وتفريط في الأولى من قبل من يندرجون تحت صفة وسمة وواقع الرعاية..،.. في مدينة جدة على سبيل القول لم أسمع عن عاملات أو غيرهن يعملن عند مكفولهم، فالجميع يستعين بالعمالة الهاربة..، كيف إذن نطهر المجتمع من غير النظامية في التنفيذ..؟ كيف نصبح مواطنين صالحين بمعنى الكلمة حين نكون أول من يطبق النظام..؟ وأول من يدرك مخاطر الالتواء عليه، ولي عنق القناعات والتبريرات فقط لنريح أدمغتنا من كثير من إجراءات الطرق النظامية للحصول على التأشيرات وما يرافق عمليات الاستقدام من تكاليف..؟

ذكرني العامل الضال يوم أمس بهذه الشجون، وإن كنت أتركها عادة لمن يخوض فيها.. وأفيد من آرائهم..

 

لما هو آت
الوافد الضال..
د. خيرية إبراهيم السقاف

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة