بالأمس في 2-12-2010م حبس السيد بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم أنفاسنا، ونحن نترقب رفعه للورقة التي حملت اسم دولة QATAR (قطر).. لتنظيم كأس العالم في عام 2022م.

لقد تقافزنا من على مقاعدنا، ونحن نتبادل التهاني أنا ومجموعة من الأصدقاء من حولي.. لأننا جزء من قطر أو قطر جزء منا.. لما تربطنا بهذه الدولة العزيزة من روابط الدين والدم والجوار واللغة والعادات والأخلاق والهواء.. بل وحتى التراب.

لقد تداعت في مخيلتي ذكريات لهذه الدولة التي استطاعت خلال فترة وجيزة من الزمن أن تضع بصمتها على الساحة بكل قوة واقتدار.. ابتداءً من قناة الجزيرة العملاقة، وملاعب اسباير، والجامعات والكليات والمستشفيات المتخصصة، والنظام الأمني والمروري، ونظافة الشوارع، وتخطيط المدن، وفي الجعبة الكثير مما نسمع ونقرأ من مطار عالمي هو الأحدث على مستوى العالم، وأبراج سكنية عملاقة، وفنادق متطورة، وملاعب ستكون علامة بارزة في التصميم والبناء والتقنية والمحافظة على البيئة وشبكات حديثة للاتصالات والنقل.. ومشاريع ربما لا يتسع المجال لسردها.. وأقول.. مع القائلين (الله يا قطر.. عمري قطر..) في الوقت الذي أتذكر فيه زيارتي للأستاذ سعد الرميحي في أوائل الثمانينيات الميلادية عندما كان في مبنى وزارة الدفاع القطرية رئيساً لتحرير مجلة الصقر الرياضية.. تلك المجلة التي كانت آنذاك المجلة الأكثر رقياً وجودة من حيث المادة والمضمون والإخراج والطباعة، وكنت أرى في هذا الرجل مع ثلة من زملائه ثقتهم وحبهم لبلدهم، ومصداقيتهم في حب الآخرين، وحماسهم لعمل كل ما يمكن لرفع صوت بلادهم ووضعها على خريطة الدول المهمة في مجال الرياضة.. وها هو الزمن وها هي الإرادة الحقة والتصميم يحقق لهم حلمهم وآمالهم الذي تحول إلى حقيقة.. جعلتنا نتبادل الاتصالات والتهاني فرحاً وحبوراً بهذا الإنجاز العالمي الضخم الذي أجبر (أوباما) الرئيس الأمريكي لأن يبدي غضبه وامتعاضه لكون الترشيح ذهب إلى هذه الدولة الصغيرة في حجمها.. الكبيرة في عقول أبنائها ومحبيها.

شكراً لكم في قطر.. فقد أعدتم لنا شيئاً من اعتبارنا نحن العرب.. بعد أن أصبحنا نسياً منسياً.. وسنكون بعد الله معكم.. فسيروا على بركة الله.. وخالص التهاني لسمو أمير دولة قطر ولسمو ولي عهده ولسمو الشيخة موزة المسند وللشباب ذي الطاقات الهائلة وعلى رأسهم الشيخ محمد بن حمد ولكافة المسؤولين في الرياضة القطرية، وهنيئاً لكأس العالم بدولة قطر.

*نائب رئيس تحرير صحيفة الجزيرة