Sunday  05/12/2010 Issue 13947

الأحد 29 ذو الحجة 1431  العدد  13947

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

           

في 3-3-1428هـ كنت ملتحقاً بدورة تدريبية في كلية التربية في جامعة الملك سعود في الرياض، وكان هذا التاريخ تحديداً هو يوم صدور قرار تعيين الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن العثمان مديراً لجامعة الملك سعود بالمرتبة الممتازة، ليصبح سابع مدير للجامعة العريقة. تحولت الجامعة فجأة إلى خلية نحل، لجان هنا وهناك، وكان أعضاء هيئة التدريس يتحدثون عن مدير جديد يريد أن يفعل شيئاً، كنا نلمس الصدق والإصرار ونحن على مقاعد التدريب، ولا شك أن الصدق في العمل هو أصدق رسالة يوجهها الإنسان في رحلة الإبداع.

واليوم بعد ثلاث سنوات الكل يفتخر بما حققته جامعة الملك سعود بفضل وضوح الرؤية لربانها الماهر الدكتور العثمان، والذي لم يكن غريباً عن جامعته فقد حصل على البكالوريوس فيها عام 1405، ثم عمل فيها وكيلاً لعمادة شؤون الطلاب للإسكان والتغذية ونائب رئيس مجلس إدارة صندوق الطلاب. وعميداً لشؤون الطلاب بالجامعة ورئيس مجلس إدارة صندوق الطلاب.ثم وكيلاً للجامعة للدراسات والتطوير والمتابعة. ثم وكيلاً لوزارة التعليم العالي للشؤون التعليمية.

وحينما نتحدث عن النماذج الإدارية الرائدة في بلادنا - مثل معاليه - فلا تسوقنا العاطفة المحضة، بل نتحدث بالدليل المادي وبلغة الأرقام التي يصعب إنكارها، فالتصنيفات المعتمدة للجامعات العالمية وضعت جامعة الملك سعود في مراكز متقدم قياساً على الإنجازات الجديدة لها، خذوا مثلاً تصنيف «شنغهاي» الذي صنف الجامعة في المرتبة 391 عالميا للعام 2010، والأولى عربيا وإسلاميا، كما صنفت الجامعة في المرتبة 164 بين الجامعات العالمية حسب تصنيف يبوماتريكس الإسباني، والمرتبة 247 عالميا في تصنيف التايمز البريطاني الشهير.

وحسب تصنيف QS لعام 2010، حصلت الجامعة على المرتبة الأولى عربياً وإسلامياً والـ101 عالمياً في الآداب والعلوم الإنسانية، كما حققت المركز الأول عربياً والتاسع إسلامياً والـ233 عالمياً في مجال العلوم الاجتماعية.

وهذه شهادات محايدة تثبت أن ثمة سعياً كبيراً نحو الريادة والجودة والذي يتطلب استقراراً مالياً بالدرجة الأولى يغذي شرايين الإبداع في كافة المجالات الجامعية، ومن هنا كانت إستراتيجية الجامعة واضحة حيث بحثت عن الاستقرار المالي من خلال الأوقاف، ولديها حالياً أكثر من 180 خبيراً عالمياً، منهم 14 فازوا بجائزة نوبل، والجامعة تقدم فكرة جديدة للعمل الخيري والمجتمع هي الوقف الخيري، والنقطة الثانية هي قدرة الجامعة على استقطاب الموهوبين والمبدعين والمميزين من الطلاب والفنيين والباحثين وأعضاء هيئة التدريس، وتنمية الشراكات البحثية مع الجامعات الأخرى حيث وقّعت 43 عقد خدمات مع جامعات عالمية مرموقة ومراكز بحث مميزة في عدد من الدول المتقدمة.

ولا بد من الإشارة إلى الإنجاز الذي حققته كلية الهندسة في الجامعة بحصولها على الاعتماد الأكاديمي الدولي من هيئة الاعتماد للهندسة والتكنولوجيا ABET لجميع برامجها الستة ولمدة ست سنوات.

وعملت الجامعة من خلال كلية الهندسة إلى نقل التقنية وتوطينها وقيادة التصنيع الوطني في المستقبل القريب، خصوصاً وأنها مرجع وطني للقطاعين العام والخاص ليس فحسب بتخريج المهندسين وإنما بالعلاقة البحثية مع معظم الجهات البارزة حكومية وغيرها، مثل العلاقة التاريخية لهذه الكلية مع شركة سابك والتي أثمرت عن كرسي بحث، تطور إلى مركز تميز متخصص فريد من نوعه في الشرق الأوسط وكذلك إنشاء أكبر مركز بحث وتطوير لسابك متخصص في صناعة البلاستيك، تم البدء بإنشائه في وادي الرياض للتقنية بالجامعة، كما أن العلاقة التاريخية بين كلية الهندسة وشركة أرامكو أثمرت عن عدد من الكراسي البحثية في مجالات الطاقة والزلازل، والمراقب لهذه الكلية العريقة لا يستغرب حصولها على الاعتراف العالمي من «الإبت». (والتي تعد من أشهر هيئات الاعتماد الدولية في مجال العلوم الهندسية والحاسب الآلي والتكنولوجيا وكانت تمنح الاعتماد الأكاديمي داخل الولايات المتحدة الأمريكية فقط وفي عام 2000م بدأت بإصدار اعتماد مكافئ للكليات خارج أمريكا ومنذ العام 2007م بدأت في منح الاعتماد الأكاديمي الكامل داخل وخارج أمريكا).

كما فخرت كلية الهندسة بالجامعة بتسجيل إنجاز عالمي في برنامج التوأمة العالمية وهو نشر بحثين في أبرز مجلتين عالميتين وهما مجلتا «الساينس» و»النيتشر» من نتاج توأمتها البحثية في مجال الليزر مع معهد ماكس بلانك بل إن هاتين المجلتين وضعتا البحثين على غلافهما، وهو ما يؤكد أن الجامعة تزخر بباحثين على مستوى عالمي وأن لا مستحيل أمامهم من تحقيق إنجازات متميزة تجعلهم في مصاف أقرانهم من الباحثين البارزين في العالم. ومركز التصنيع يغني عن كثير الكلام.

فالجامعة إذن نجحت في تكريس مفهوم الهندسة التطبيقية، وفي استقطاب المتميزين وفي خدمة المجتمع، وفي دعم الشركات الناشئة، وفي الحماية القانونية لأفرادها، وفي بناء اقتصاد وطني مبني على المعرفة مما جعلها موضع إشادة من القيادات السياسية للبلد.

ولا تزال الجامعة تسير في طريق إستراتيجي طويل والمهام شاقة والمتطلبات كثيرة، ولكن بجهود الإداري المحنك مدير جامعة الملك سعود لا شيء يقف في طريق الريادة العالمية، وأملنا أن تنتقل عدوى الإبداع للجامعات الأخرى وخصوصاً في فروعها في مناطق المملكة، كما نأمل أن تلتفت الجامعات إلى طلابها وتحفظ حقوقهم من بعض أعضاء هيئة التدريس الذين يسيئون لجامعات عريقة خلدت اسمها في كراس الزمن.

بقي أن أقول إن الدكتور عبد الله العثمان نال العام الماضي (2009) جائزة الشرق الأوسط السادسة للشخصيات التنفيذية في دبي، وهي شهادة محايدة تغني عن شهادتي في هذا الإداري المحنك.

 

العثمان وجامعة الملك سعود..عدوى الإبداع
منيف خضير الضوي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة