Monday  06/12/2010 Issue 13948

الأثنين 30 ذو الحجة 1431  العدد  13948

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الريـاضيـة

           

«يا دار من جد وجد وأكيد من يزرع حصد».. كلمات أنيقة ورشيقة ومعبرة صاغها بمهارة الحائلي الجميل الشاعر الأنيق خليل الشبرمي ضمن قصيدة احتفائية جسدت بصدق وتناولت بالمختصر المفيد أسباب فوز الشقيقة قطر بتنظيم نهائيات كأس العالم 2022م.. واخترت منها هذا المقطع لأنه بالفعل يضعنا أمام حقيقة تقول: إن هذه الدولة الصغيرة بحجمها وتعداد سكانها ما كانت لتقهر المستحيل وتحول الحلم إلى واقع ومن ثم تحقق إنجازاً عالمياً صعد بها إلى مصاف الدول المتقدمة والمتطورة في هذا المجال إلا بتوفيق من الله ثم بالإدارة المحترفة والعمل بإخلاص والبذل بحب وسخاء وانتماء وقبل ذلك التخطيط السليم المدروس بفكر وتخصص ومنهجية.

شخصياً لم يفاجئني فوز قطر, وكنت قبل أربع سنوات ألمح وأتوقع أن منجزاً كهذا سيحين موعده لا محالة وتحديداً أثناء حضوري واطلاعي عن قرب وبإلمام على تفاصيل ما كان يجري ويدور أنذاك في استضافتها لدورة الألعاب الآسيوية (الاسياد) 2006م، وقتها اكتشف الجميع سر إبهار ونجاح قطر, وعرفوا كيف كسبت التحدي ونالت إعجاب آسيا والعالم, ومعها تأكدوا أن للمجد والتألق والنبوغ بقية, وأن التعب والجهد لابد أن يثمر المزيد من الإنجازات, وأن للإصرار والإرادة قوة خفية تفوق ما سواها..

قطر التي قدمت نفسها كدولة حديثة متطورة رأيناها غير مرة واثقة الخطوات تسابق الأزمنة وتختصر المسافات وهذا بالطبع لم يأت من فراغ أو بضربة حظ وإنما لكونها متناغمة متناسقة واضحة في أفكارها وطريقة إدارة همومها وآمالها وطموحاتها وسائر مؤسساتها, وملف مونديال 2022م يؤكد ويفسر براعة القطريين في الارتقاء بخبراتهم وتسخير طاقاتهم واستثمار إمكاناتهم والاستفادة من مواهبهم, وأن لديهم أهدافاً محددة ومبرمجة يعملون بجد من أجل الوصول إليها بلا كلل ولا ملل ولا تسويف..

رياضتنا المظلومة المذمومة

لم تتمكن قطر من تحقيق إنجازات كروية كتلك التي حازت عليها المملكة أو الكويت أو العراق ومع هذا تفوقت على الجميع في صناعة ما يسمى بالسياحة الرياضية, واستطاعت أن تستقطب وتجذب العالم نحوها عبر استضافتها للعديد من البطولات والمناسبات الرياضية العالمية في مختلف الألعاب, وعن طريقها اكتسبت خبرة عالية جعلتها مؤهلة ليس فقط في استضافة اكبر وأرقى البطولات كما في فوزها الأخير وتغلبها على دول عظمى وشهيرة وإنما بإقامتها بشكل لافت ومتميز تفوقت به على من قبلها ومن بعدها..لماذا؟

لأننا تأهلنا إلى المونديال أربع مرات متتالية, وأحرزنا بطولة أمم آسيا ثلاث مرات, وبإذن الله حققنا البارحة الكأس الرابعة لدورة الخليج, وغير ذلك من البطولات والإنجازات والألقاب الخليجية والعربية والقارية والعالمية على مستوى الإداريين واللاعبين والمدربين والحكام والأندية والمنتخبات والفئات السنية الكروية وفي كل الألعاب الرياضية, لكن على الرغم من هذا كله نجد من ينظر إلى هذه المنجزات على أنها فارغة وتافهة لا تستحق تثمينها والتنويه عنها والاحتفاء بها, هنالك من يطالب بتهميش القطاع الرياضي وترشيد الإنفاق عليه, وأنه لا داعي للاحتراف ولا لبناء الملاعب والمنشآت, بل هنالك من يرى أن الرياضة مضيعة للوقت ولا تمثل أية قيمة وفائدة للوطن والمواطن.

لدينا من يكرس مفهوم أن الرياضة ضد الثقافة والوعي والتطور والإبداع, لدينا كتاب ومثقفون ومسئولون غير رياضيين يستهزئون بالكرة ويقللون من شأنها ويلومون من ينتمي إليها أو يهتم بها عندما يتحقق انتصار رياضي باسم الوطن أو أحد الأندية, لكنهم فجأة وبعد أي إخفاق يأخذهم الحماس ويتحولون إلى نقاد بارعين و خبراء مرموقين في الكرة وعلومها, لا يترددون بتوجيه شتائمهم واتهاماتهم وسهام نقدهم ضد كل من له علاقة بالكرة..

رياضتنا السعودية بحاجة إلى دعمها وإنصافها والتفاعل معها في الأزمات قبل المنجزات, والوثوق بها من كل فئات المجتمع والقطاعات والمؤسسات الحكومية والأهلية, تماماً مثلما يحدث في قطر وفي الدول التي تنظر للكرة وللرياضة نظرة تقدير واحترام واهتمام..

استقبال الأمير سلطان بن فهد لرئيس الاتحاد الآسيوي محمد بن همام بعد يومين من إعلان فوز قطر جاء ليؤكد دور المملكة ومساندتها لملف استضافة المونديال.

حباً ووفاءً له ولتاريخه المشرق المضيء فمن الأفضل والأجدى إلغاء مسابقة كأس الأمير فيصل بن فهد -رحمه الله- طالما أنها ستقام بهذه الطريقة الفوضوية غير اللائقة..

بروز أكثر من نجم في أكثر من مركز جعل المنتخب السعودي المستفيد الأكبر من خليجي20.

بغض النظر عن نتيجة الأمس فاز الأخضر أو خسر, ما قاله المدرب جاسم الحربي أساء له كثيراً ويتنافى تماماً مع واجبات ومواصفات المحلل الرياضي.

يظل الجمهور اليمني العلامة الفارقة و أحد عوامل نجاح الدورة.

نجم الأخضر أحمد عباس نموذج للاعب المكافح قوي العزيمة والإصرار والإرادة, عرف متى وكيف يعيد اكتشاف نفسه.

بعض نقاد الفضاء محايدين يسمحون بنقد وأحياناً شتم المنتخب من مبدأ الحرية واحترام الرأي الآخر, لكن إياك أن تهمس تصريحاً أو تلميحاً عن ناديه المفضل.

بقيادة المذيع المبدع المقنع خالد جاسم ساهمت قناة الدوري والكأس بالدعم والترويج للملف القطري.

ما يحدث للطائي من تدهور حتى أصبح متذيلاً ترتيب فرق الدرجة الأولى الـ(16) شيء محزن ومؤسف وغريب يصعب تفسيره ولا يمكن تبريره لم يكن أكثر المتشائمين يتوقعه, ولم يسبق أن مر به منذ صعوده لدوري الأولى قبل 34 عاماً.

abajlan@hotmail.com
 

عذاريب
فوق اصعدي قطر للقمر
عبد الله العجلان

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة